23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

هل يستطيع ترامب ان يذكر ثوابته في اتخاذ قراراته؟

هل يستطيع ترامب ان يذكر ثوابته في اتخاذ قراراته؟

هذا الرجل غريب في اقواله ، تصرفاته، ادعاءاته، بل انه يتحدث عن السلام والديمقراطية ومحاربة الارهاب وكانه رجل السلام والديمقراطية المحارب الاول للارهاب ، هل يختلف عن مما سبقه من الرؤساء ؟ هل له راي يخالف راي الكونغرس؟ هل هنالك ثوابت للسياسة الامريكية المعلنة حتى نستطيع ان نرى الى اية درجة تلزم الادارة الامريكية نفسها قبل ان تطالب غيرها ؟ هذا الكلام الذي بدات به يضرب في عرض الحائط عندما تصرح علنا الادارة الامريكية انها ضد الانسان والسلام ، لكنها لا تصرح بذلك بل تعمل فقط وحقيقة تستحق الاشادة الادارة الامريكية وتعلم العرب اعملوا ولا تتحدثوا ، ترامب لا يقول انا ضد الانسان ولكنه انسحب من منظمة حقوق الانسان ، ترامب لا يقول انا ضد السلام ولكنه انسحب من معاهدة الصواريخ مع روسيا ومعاهدة الاتفاق النووي مع ايران ، ترامب لا يقول انا ضد احرار العالم ولكنه علنا يذكر الدعم اللوجستي للقوات السعودية المعتدية على اليمن ، ترامب لايقول انا احارب من يحارب الارهاب بل يقوم باغتيالات غادرة لشخصيات تحارب ربائبه المنظمات الارهابية ، وتختار رقعة جغرافية لتغتالهم فيها حكومة هشة بلا راي ولاحول ولا قوة ( المهندس وسليماني والارض العراقية انموذجا).

نحن لا نتحدث ضد الادارة الامريكية بعواطفنا فهاهي فضائية سي ان ان تعرض تقريرا احصائيا عن كذب ترامب فانه حصل على رقم قياسي في عدد اكاذيبه ولا اعلم لماذا يغفل هذا غينيس ولا يدرجه ضمن موسوعته للارقام القياسية .

ذكرت سي ان ان ” قام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتقديم 9 آلاف و451 تصريحا كاذبا أو مضللا في حوالي 800 يوم في منصبه الرئاسي”، واكدت انه ” وأضافت أن “تلك التصاريح بلغت ذروتها، خلال آخر 200 يوم، ووصلت إلى 22 تصريحا كاذبا في اليوم، مقارنة بـ 5.9 تصريح كاذب في اليوم، في السنة الأولى من توليه منصبه الرئاسي”.

وبعبارة أخرى، فإن عدد تصريحاته الكاذبة تضاعفت 4 مرات مقارنة بالعام الأول من رئاسته

وليس سي ان ان لوحدها رصدت اكاذيبه بل ايضا صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ذكرت في تقرير لها ” أن الرئيس ترامب، أدلى بآلاف التصريحات الكاذبة خلال عام 2018، بمعدل يصل إلى 15 كذبة في اليوم” .

يتحدث عن الارهاب وتمويل الارهاب وهو لا يتحدث عن نوع الارهاب فهل القوة المسلحة التي تدافع عن ارضها ارهابية ؟ ( انصار الله وحزب الله انموذحا ) ، بينما اغتصاب ارض وانشاء مستوطنات بخلاف قرارات الامم المتحدة وقتل اطفال ونساء في فلسطين واعتقال ابرياء لا يعتبره ترامب عملا ارهابيا .

يتحدث عن عقوبات ضد ايران ليجعلها دعاية انتخابية لانصار الحزب الجمهوريفوبيا ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على خطا سياسته خلال اربع سنوات ضد ايران تحديدا ،بدليل قراراته الهائجة هذه، نعم انا كعراقي حريص على بلدي وعلى اقتصاد بلدي وعلى القرار السياسي في بلدي ، ولكن المشكلة فيمن تصدى للسلطة في العراق الذي جاء بخطوة بريمرية قبيحة صبت ويلاتها على العراق والعراقيين وكانها صفحة ستذكر بعد ذكر وجوه اجرام البعث الفاشي بحق العراقيين ، ومن الطبيعي ان تلجا ايران الى عدة اساليب لتامين اقتصادها ولنصرة الحق الذي يدافع عنه قوى الاحرار في العالم الاسلامي تحديدا ، والا ايران لم تهرج لنصرة جورج فلويد البريء الاسود كما تهرج امريكا لنصرة المصارع الايراني .

هل يستطيع ترامب ان يذكر علنا ثوابته التي يرتكز عليها في اصدار قراراته ؟ لست انا اتحداه بل كل القوى الشريفة والشخصيات العفيفة والمنظمات النظيفة في العالم تتحداه ان استطاع ذلك .

المجرم طاغية العراق عندما تعدى على الكويت وبدا بوش الاب المجرم مطالبة الطاغية بالانسحاب من الكويت وفق قرار مجلس الامن، ذكّره الطاغية بقرارين لمجلس الامن يلزم الكيان الصهيوني بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية ولم تلتزم بها ماذا فعلت الادارة الامريكية ؟ هكذا هم الطغاة يتكاشفون في عوراتهم ، والعار على من يسلم زمام اموره وامور بلده للادارة الامريكية خاضعا لسياستها وقراراتها غير المدروسة ديمقراطيا وعدالة واحتراما للشعوب .