23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

هل يستحق الشيخ الخنجر زعامة السنّة ؟

هل يستحق الشيخ الخنجر زعامة السنّة ؟

قراءة للمشهد السياسي السنّي الآن ، تحيلنا الى استنتاج منطقي الى ان الرجل القوي في هذا المشهد هو زعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر الذي يتصاعد نجمه بسبب سياساته العابرة للإنغلاق الطائفي ، مع تراجع حظوظ الشخصيات السنيّة الاخرى في مقدمة المشهد للمكون السنّي .
الاجابة على السؤال هي الاخرى تحيلنا الى جردة تأريخية لحضور الخنجر في المشهد السياسي برعايته للقائمة العراقية برئيسها الشيعي العلماني اياد علاوي مرواً بنوع التحالفات التي خاض غمارها مع قوى شيعية وكردية لإنجاز مشروع وطني عابر للطائفية ومؤسسة لزعامته للمكون السنّي ، في اطار الثلاثية التي قامت عليها العملية السياسية منذ عام 2003 .
رغم شراسة الهجمة الاعلامية التي تقودها ضده بعض القوى حتى من أحضان المكوّن السني نفسه ، الا ان الرجل استطاع أن ينجو من تأثيراتها على الارض ، وواصل مسيرة صعوده كواحد من القيادات السنيّة القوية القادرة على الإمساك بصولجان القيادة السياسية وامتداد تأثيراتها على القوى غير السنيّة في المكونين الشيعي والكردي ، فالرجل له علاقات عابرة حتى للمصالح السياسية الضيقة مع قيادات في المكونين ، علاقات قادرة على التأثير في القرار السياسي لكل من الكرد والشيعة كما في علاقته المميزة مع الرئيس مسعود بارزاني كأقوى شخصية سياسية كردية رغم انسحابه الرسمي من رئاسة اقليم كردستان، والسيد مقتدى الصدر كأقوى زعيم شيعي رغم انعزاله الحالي والمؤقت عن المشهد .
يتمتع الشيخ الخنجر بعلاقات مميزة مع المحيط العربي على اختلاف محاور هذا المحيط وتوجهاتها ، ولعب دوراً مؤثراً في ترطيب العلاقات بين دول المحيط العربي ، هذه العلاقات التي اتاحت لهذه الدول إتخاذ مواقف سياسية داعمة للعراق كعملية سياسية أولاً ودعماً لإعادة بناء وإعمار البلاد.
يتمتع الرجل بكارزما وقدرة النجاة من الأفخاخ التي نصبت في طريق صعوده ، بل وحتى الاطاحة به من خلال الانسحابات المفاجئة من تحالفات قادها إبان انتخابات 2018 و2021 وما زالت هذه المساعي قائمة وربما تنتظره في انتخابات 2024 !!
ورغم وجود قيادات سنيّة محترمة كالسيد اسامة النجيفي الا إن الرجل يبدو والى حد ما ، منعزل عن الحراك السياسي في الوسط السنّي ، وهو ايضا شخصية وطنية وحاضرة وكان رئيساً للبرلمان في فترة سابقة..
السيد الحلبوسي يتراجع رصيده ، خصوصاً في الانبار ، مع كشف ملفات فساد قوية لمسؤولين محسوبين على حزبه تقدم ، كما ان الرجل وضع رقبته تحت مقصلة الازاحة الشيعية التي لايستطيع الفكاك منها ، على الاقل في المرحلة الراهنة ، التي قد يطاح به سنيّاً قبل أي جهة اخرى !!
فرصة تأريخية أمام الخنجر ، ليس لتزعم المكون السنّي ، بل حتى تعزيز وجوده السياسي كزعيم وطني مؤثر في صناعة القرار واتخاذه عابراً للمساحة الضيقة للمكون ، مقدماً مشروعا وطنيا عابرا لمثلث المحاصصة لإنقاذ البلاد من أزماتها المدوّرة !!