الأنتخابات هي البوابة التي يدخل منها السياسيون ليشكلوا الحكومة وهي ركن من اركان الديمقراطية ومن أجل اتمام العملية الانتخابه لابد من وجود مرشحين وناخبين وقانون انتخابات ومفوضيه مستقله كل ذلك تحت ظل دستور اتفق عليه الشعب وصوت له .
الشروط المذكورة آنفاً متوفرة في العراق بدون ادنى شك مهما كانت قناعاتنا بها !
الشعوب في كل الاحوال تصوت لتختار ممثليها ليشكلوا السلطة التشريعيه وليتم ولادة السلطة التنفيذية من كتلتها الأكبر وهي من سينفذ البرنامج السياسي المستقبلي للحكومة ، ما هو الفارق اذن ؟ لماذا لا تكون مخرجات انتخاباتنا حكومة رشيدة ؟
بداية لنتفق ان التدهور او الانحدار في الاخلاق والقيم لا علاقة له بالانتخابات فهناك مجتمعات اكثر إنحلالاً وتردي أخلاقي لكنها تنتخب حكومة عادلة ونزيهه ورشيده ، اوربا مثلاً الناخبون هم بتنوع اخلاقي رهيب من مجتمع موبوء بشتى انواع الاختلال الخلقي لكن المخرجات حكومات نزيهه وعادله وتحترم القوانين وتحترم شعبها ! ان كان الامر كذلك فلم الشعب العراقي الذي تفكك وضيع قيمه واخلاقياته لا يستحق حكومة رشيده ؟ الجواب يكمن في اختلال عوامل العملية الانتخابية من قانون الى مفوضيه الى مرشح واخيرا الى الناخب ! فالمفوضيه منحازه والقانون متحيز والمرشحين هم نفس الطبقة السياسية منذ ٢٠٠٣ ولغاية الآن ،اما الناخب موضوع مقالنا فهو ينقسم الى ثلاث انواع :
الأول : منظم ومنتمي لأحزاب وحركات سياسية ينتخب مرشحي حزبه ويسمى بالصوت المضمون .
الثاني :انتهازي يتاجر بصوته لمن يدفع او يعده بمنصب وقد يكون شخصاً او جماعه او عشيرة وهنا يدخل الى اللعبه المال السياسي والاستثمار الانتخابي .
الثالث : ناخب مستقل ينحاز طبقاً لمذهبه ثم قبيلته ثم منطقته وهو الهدف التسويقي لماكنة اعلام الكتل والاحزاب والمنابر وشيوخ العشائر ورجال الدين وبذلك يبادل حرية الأقتراع بنصرة العقائد والتعصب !
وحينما تفتش في المجتمع العراقي لن تجد النوع الرابع وهو الناخب الواعي الذي يتابع البرامج الانتخابيه للاحزاب ويحدد خياراته طبقاً لمعطيات الكفاءة والنزاهه والأيمان بالثوابت الوطنيه وحقوق المواطن ، لذلك بغياب هذا النوع ستكون مخرجات صناديق الاقتراع طبقة سياسية تحمل في جنباتها كل صفات الناخبين من انواعهم الثلاث من تحزب وانتهازيه وتعصب للمذهب والقبيله والمدينه ويغيب عن فعلها الاحساس بالوطن والمواطن .
الشعب الذي يحمل تلك الصفات الغالبه لناخبيه لا يستحق حكومة رشيده وعادله ترعاه وتسهر على امنه وحقوقه .
خاتمة القول شعبنا لا يستحق حكومة عادلة ليس لتدهور في قيمه وسلوكياته واخلاقياته بل لانه لم ينتج طبقة واعيه مدركه بانها هي من تصنع التغيير وخنوعه لطبقة سياسية ترى ان لها الكعب المعلىٰ لأنها هي من اطاحت بنظام الحكم وهي رائدة التغيير وهي وحدها تستحق المكاسب والغنائم وما الشعب الا رعاع كانوا بالامس يتغنون بحب القائد بينما هم يناضلون في بلاد الاغتراب ويحملون عقداً تجاه كل وطني ومبدع ومفكر ومثقف وشريف ونزيه لانهم يروا فيه انعكاساً للنظام السابق واخلاقياته لذلك ترى ان كل من يعارضهم هو منتمي له او من ازلامه !!!