هل يستحق الحسين (ع) تجديد الشعائر؟

هل يستحق الحسين (ع) تجديد الشعائر؟

واقعة الطف واقعة خلدها التاريخ برجالها واولهم سيد الشهداء عليه السلام ، وبتضحياتهم ، بثباتهم ، بعدم الانسحاب مع علمهم باستشهادهم ، ومن حيث الماساة فانها ماساة لم تشهد مثلها البشرية من حيث اسلوب القتل وقطع الرؤوس وحرمانهم من الماء وسبي عيال رسول الله (ص) بشكل تعسفي ، هذه الواقعة مفترق طرق بين ان تندثر رسالة السماء وبين ان تبقى خالدة الى يوم القيامة،  فبدماء الحسين عليه السلام وعياله وصحبه حافظوا على رسالة الاسلام .

هذه الواقعة اصبح لها ميزة في احيائها حسب روايات اهل البيت عليهم السلام وتاكيدهم عليها ، وقد التزم الاحرار عموما والشيعة خصوصا احياء ذكرى عاشوراء كل حسب اسلوبه ، واحياء الذكرى هي المواساة واظهار مبادئ الحسين عليه السلام .

وقد اجاد وابدع من احياها عبر التاريخ من مجالس حسينية ومواكب عزائية ، وقد اثارت بعض الشعائر الجدل حول مقبوليتها فهنالك من حرمها وهنالك من اباحها .

حديثنا لا علاقة له بالجدل الذي يثار كل عاشوراء ، لكن انا اسال انه لو كان هنالك شعائر او فعاليات متجددة تؤدي غرض المواساة ونشر مبادئ الحسين عليه السلام بشكل متجدد يختلف عن المتعارف عليه فهل في ذلك ما يمنع الالتزام به ؟ الا يستحق الحسين عليه السلام احياء ذكراه باسلوب يؤثر اكثر في العالم ليعيش ماساته ومبادئه ؟

لماذا تاخذنا العاطفة ونرفض مناقشة الافضل دون الانتقاص مما كانت عليه الشعائر ، ولا احد ينكر لولا هذه الشعائر لكان هنالك تزييف وتحريف وحتى النسيان لهذه الواقعة العظيمة فيبقى للمنبر وللمواكب الفضل العظيم في احياء ذكرى عاشوراء.

نحن نعيش ونعايش الازدياد باعداد الذين يحيون ذكرى عاشوراء ويتبعه الاربعين ، ويقابلها زيادة حجم العداء للاسلام ولكل مبادئ الاسلام التي ضحى الحسين عليه السلام بدمه من اجلها ، فالواجب علينا ان نحافظ على هذه المبادئ وتعتبر مناسبة عاشوراء من اعظم المناسبات التي تستقطب جماهير كبيرة من مختلف دول العالم وبكل دياناتهم ومذاهبهم ، ومع تطور الحياة فهذا الا يجعلنا امام مسؤولية التجديد في هذه الشعائر لنحقق اهم الاهداف التي استشهد الحسين من اجلها .

ركضة طويريج كانت طفرة في التجديد واصبحت شعيرة مهمة ولها جماهيرها بل حتى هنالك اتباع اهل البيت في دول الغرب يختارون نقطتين لاجل الركض بينها،  تزامنا مع ركضة طويريج التي اظهرت السواد الذي اذهل العالم .

فهل هنالك شعيرة على غرار شعيرة ركضة طويريج ان نتمكن  من تغيير بعض الشعائر التي تثير الجدل بافضل منها وتحقق الغاية حتى نقطع ألسن ممن يتصيد الاخطاء البسيطة او جعل بعض الصور ذريعة لتشويه المذهب، اما ظاهرة التبرع بالدم فانها ظاهرة انسانية مما لا شك فيه لكن اعتبارها بدلا من سفك الدماء بالتطبير امر لايحقق الغاية  ، فمسالة التطبير ليس لسفك الدماء بقدر الالم الذي يعبر من خلاله مواساة الم الحسين ومن معه يوم عاشوراء ، لكن هل بالامكان التجديد بشعيرة اخرى تحقق المطلوب مع غلق الباب بوجه المتصيدين الذين ينتقون صورا لا تتماشى وثقافات العالم وحتى ثقافة شريحة من المسلمين .

اتذكر قلت لشخص يمارس هذه الشعيرة قلت له الا يوجد الافضل منها ؟ فانه رفض فكرة التجديد فقلت له هنالك من يشهر بنا ويجعله توهين للمذهب ، فقال اذا رضخنا لقولهم سيطلبون منا ترك الصلاة ، قلت له لا اتفق معك لان الصلاة فيها نص قراني ونبوي اما شعيرة التطبير فانها محل جدل ، قال هل تفول انها حرام ؟ قلت معاذ الله انا لا الزم أي شخص بترك التطبير مثلما لا يحق للمتطبر ان يلزمني بالتطبير فلكل شخص اسلوبه في التعبير عن عاشوراء .

أحدث المقالات

أحدث المقالات