19 ديسمبر، 2024 8:23 م

هل يسبب وباء كورونا الحرب القادمة بين الصين والعالم الغربي

هل يسبب وباء كورونا الحرب القادمة بين الصين والعالم الغربي

منذ ظهور وباء كورونا في الصين في شهر كانون الاول 2019 واعلانها عن تفشيه في شهر كانون الثاني 2020 ثم اجتياحه دول العالم وخصوصا دول العالم الغربي المتقدمة حيث بدأ بايطاليا ثم اسبانيا ثم بقية اوروبا وامريكا وما سببه من خسائر كبيرة في عدد الوفيات وفي توقف الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية وأدى الى احداث تأثيرات قد تطيح بدول من اماكنها في الصف الاول من دول العالم المتقدم الى الخطوط الخلفية بسبب طبيعة وحجم الخسائر والنتائج المتوقعة لذلك.
تختلف الدول الغربية في اوروبا وامريكا عن غيرها بأن الشركات الكبرى هي المسيطرة على الحياة الاقتصادية والسياسية, وأن الحكومات هي أدارات وليس لها السطوة الحاكمة كما في دول اخرى حكوماتها قوية كما في الصين . يستمد السياسيون في الدول الغربية قوتهم من قوة رأسمال الحاكم والذي تتحكم به الشركات الكبرى وتعاونه منظومة من البنوك وشركات التأمين وشركات الخدمات ووسائل الاعلام.أظهرت ازمة وباء كورونا الفرق الكبير في القدرة على أدارة الازمة بين مجتمع تحكمه حكومة قوية وتتحكم بكل ما فيه وبين مجتمع يحكمه اقتصاد الشركات والرأسمالية ,ومهما تحاول الحكومة أن تفعل فهناك من يعترض ويحاول الاستفادة من الازمة لأغراض سياسية ورأينا الصراع بين الرئيس الامريكي وحكام الولايات الديمقراطيين واعضاء الكونغرس من الخصوم والمناورات السياسية التي حدثت وكان ضحيتها الأبرياء من المرضى والموتى بسبب المرض والفقراء الذين فقدوا وظائفهم . وبشكل عام تتميز المجتمعات الشرقية كالصين واليابان وكوريا الجنوبية وبقية دول شرق اسيا بحسن أدارتها للازمة حتى في الدول التي فيها شركات كبرى كاليابان وكوريا وتحكمها انظمة رأسمالية .ولكن طبيعة المجتمعات وتقاليدها تختلف عن المجتمعات الغربية وردود الفعل من قبل الشعوب على اجراءات الدولة للسيطرة على الوباء كانت تتسم بالطاعة والثقة بأجراءات الحكومات .على العكس من الدول الغربية حيث مجالات الحرية كبيرة وقديمة وعدم ثقة الناس بأجراءات السياسيين وشكوكهم الدائمة بمناوراتهم السياسية كون اجراءاتهم خاضعة لقوة الشركات والمصالح الاقتصادية .وقد أدى تأخر اتخاذ الاجراءات الى زيادة الاصابات والوفيات.
بدأت الاتهامات ومنذ اليوم الاول للوباء بين الصين والعالم الغربي وخصوصا امريكا وهل أن الوباء حدث متعمد ويدخل في مدار الحرب البايولوجية او انه تسرب للفيروس من مختبرات يوهان بسبب أهمال او تعمد او عمل غيرمقصود وغيرها من الأتهامات. أو أن الصين لم تبلغ العالم حال اكتشافها للوباء أو أنها تعمدت التاخير .ومنذ اليوم الاول أتهمت امريكا الصين بالتسبب بتسرب الفيروس من مختبرات يوهان وسمته بالفيروس الصيني . وحاولت الصين وبعض حلفاؤها القاء اللوم على امريكا واتهامها بنشر الفيروس خلال دورة الالعاب العسكرية ولم يستطع أي من الاطراف اثبات التهمة على الاخر.العالم الغربي ومع الخسائر الهائلة التي حدثت لا يريد أعتبار الحدث طبيعيا ولايريد أن يمر الحدث دون ان يستفيد منه. وعلى هذا الأساس فعالم تحكمه الشركات الكبرى الرأسمالية يريد أن يستفيد من كل شيء ومن البداية ترك الأمر دون تدقيق أو تحقيق ولم يطلب احد من مجلس الأمن او الامم المتحدة بفتح تحقيق او تدقيق في موضوع تفشي الفيروس وقد سبق أن كتبنا مقالة عن سبب عدم قيام مجلس الأمن بأجراء تحقيق بسبب تفشي الوباء على الاقل لمعرفة ماذا يحدث وكيف حدث .الصين سكتت خوفا من القاء اللوم عليها والعالم الغربي بخبثه كان يريد للأمور أن تمشي بهدوء الى أن يستدرك ويستوعب الموقف ويبدأ بترتيب أوراقه ويجد الضحية التي يلقي عليها باللوم.
الجميع يعرف عمق المشاكل بين الصين وامريكا والدور المتوقع للصين خلال السنوات القادمة في أن تكون الاقتصاد الاول في العالم و امريكا والغرب سيقاوم كثيرا مثل هذا التغيير. سعى الجانب الامريكي لأقناع شركائه بأن المتسبب في الوباء هي الصين ويجب الاستفادة من الازمة لفرض شروطهم عليها وسيسعى خلال الايام او الفترة القادمة الى وضع شروط تعجيزية تتراوح بين الغرامات والتعويضات التي يجب ان تسددها الصين لجميع الضحايا والمتضررين من الوباء .وفي حالة رفض الصين سينتقل الامر الى العقوبات والحصار واذا رفضت الصين قد يلجأ الى المقاطعة الشاملة والحرب المحدودة اذا حاولت الصين كسر حواجز الحصار والقصد النهائي جلب الصين الى ساحة المفاوضات لوضع أسس وضوابط العالم الجديد وتحديد وضع الصين كعضو ملتزم بشروط المعاهدات التي سيتم ابرامها بين دول العالم الكبرى لترتيب اوضاع عالم ما بعد الكورونا.وقد بدى ذلك واضحا من خلال طلب استراليا من الصين فتح تحقيق وأن تشارك فيه لمعرفة كيفية تسرب الوباء واستراليا هنا كلفت بهذا الدور باعتبارها اقرب الحلفاء الى الصين من ناحية الموقع الجغرافي وستشهد الايام القادمة تطور الاحداث بهذا الاتجاه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات