22 ديسمبر، 2024 10:13 م

هل يريد الکرد الفساد؟

هل يريد الکرد الفساد؟

علی مدی السنوات التي مرت بعد سقوط الطاغية کثر الحديث عن الفساد الذي مارستە الطبقة السياسية الحاکمة التي حلت محل البعث و کانت للاحزاب الکردية المتنفذة و الشخصيات القيادية منها حصتهم من هذا الحصاد المخزي. ولکن الامر الذي کان يثير استغراب و استهجان الکرد کان ربط هذا الفساد باسم الکرد کشعب و اسم کردستان کموطن و اقليم للکرد، بينما لم يخطر ببال احد ان يسمي فساد نوري المالکي او عمار الحکيم او صالح المطلک بانە فساد العرب او يعمم و يقول ان العرب (کشعب) ينهبون ميزانية العراق! ربما امکن غض النظر عن عدم الدقة هذا لو جاء من مواطن عادي مستاء من الاوضاع ولا يهمە دقة التعبير و اختیار الکلمات بقدر مايهمه التعبير عن غضبە لما آلت اليه الامور في بلدە، و لکن عندما يمارس هذا التعميم المضلل و اللاعادل من قبل کتاب و سیاسییون يزنون کلماتهم بمیزان الذهب عندما يتعلق الامر بمجالات اخری و لکنهم يفقدون البوصلة و يخلطون المواطن الکردي البسيط المنهوب بالسياسي الکردي الناهب و يصبح الاثنان متهمين بل و مجرمين في نظر هؤلاء الکتاب و يجب انزال العقاب بهما، ویا حبذا لو کان العقاب من الطراز الصدامي، فلا بد للمرء ان يتساءل و يطالب بتوضيح!
اقول عندما يحدث هذا التعميم من هؤلاء مرة تلو الاخری فسيکون افتراض البراءة و عدم وجود اجندات خاصة من وراءها، سذاجة و قصر نظر مني ککردي ان اتقبلە و اعتبرە عفوالخاطر. انا بعيد عن ان اتهم کل هؤلاء بالانتماء الحزبي للبعث و لکن جرثومة الحقد البعثي، او الحقد العنصري، الذي يخص المواطن الکردي بعقوبة اشد من عقوبة المواطن العراقي المنتمي لقومية اخری، تبدو کأنە قد تمکنت من عقولهم.
لهؤلاء اقول و اذکر ان الشعب الکردي سبقکم باشواط في مواجهة الفساد و خرج بمظاهرات و اعتصامات، کتابات و شعارات و تعرض صحفييون و کتاب و سیاسيیون و مواطنون عاديون منهم للسجن و الملاحقات ، بل و الاغتيالات في وقت کنتم لا تزالون تسمون فاسديکم، الذين تثورون الآن ضدهم، بتيجان الروؤس و خطوط حمراء…و لکننا مع هذا فرحون باستفاقتکم من حلمکم الجميل کما استفقنا نحن من قبلکم.
بعد اندلاع المظاهرات، او الانتفاضة او الثورة في اکتوبر من العام الحالي تضامن فاسدو الاحزاب الکردية مع فاسدي الاحزاب الحاکمة في المرکز، بينما تفاءل الشعب الکردي خيرا و تعاطف مع المطالب العادلة للجماهير المنتفضة، ولکن التعبير عن هذا التضامن ربما لم يرتق الی المستوی المنشود بسبب الحذر من عدم وضوح رؤية المنتفضين تجاه قضية الشعب الکردي کشعب يعيش علی ارض موطنە کردستان.
و اظهرت الايام احقية مخاوف الکرد و حذرهم فقد ظهرت بیانات و تصريحات مما يسمی بتنسيقيات التظاهرات تدعو من ضمن ما تدعو اليه الی الغاء اسم اقليم کردستان و ابدالە باسم اقليم شمال العراق!!
و هکذا و بکل بساطة و بجرة قلم يعطون لانفسهم الحق، بعد نضال بطولي لمدة شهرين و سقوط مئات الشهداء، ان يلغوا نضالا اسطوريا لشعب علی مدی ستە عقود و بعد سقوط مئات الالاف من الضحايا و کأن الاعتراف بحق شعب في الوجود هي مسألة مزاج او مسألة عطية و تکرم يمکن منحها او حجبها لان شخصا اخر او مجموعة اخری او حتی شعبا اخرا لم يعد يری ضرورة في ذلک!
استفيقوا ايها الاخوة … نحن معکم في نظالکم ضد الفساد و من اجل الحرية و العدالة و لکننا لسنا و لن نکون معکم في محاولاتکم غمط حقوق شعبنا و الاستهانة بآلامە و معاناتە طوال عقود من القتل و الاضطهاد و في طمس هويتە و الغاء وطنە کردستان.
کثيرا ما يجري الحديث عن ان نسبة ١٧ ٪ للکرد غير صحيحة لانە لاتوجد احصائية تؤکد ذلک و لکن علينا نحن الکرد القبول بنسبة ١٢٪ علی الرغم من عدم احصائية تؤکد ذلک ايضا! اي منطق اعوج هذا؟ لماذا لا تدعون الی احصائية نزيهة و عادلة للسکان و تحت اشراف اممي ليأخذ کل ذي حق حقە، و لننتە و الی الابد من سوق المزاد هذە؟
تقولون عن سرقة کردستان للنفط. حسنا شکلوا برلمانا محترما، و شرطة و قوات حماية المصادر الطبعية شريفة و مهنية تمنع سرقة النفط من قبل الاحزاب الکردية کما تمنع سرقتە من قبل الاحزاب العربية، و کفی اللە المؤمنين القتال!
کونوا اصدقاء و اخوة صادقين للکرد ليکونوا لکم اصدقاء و اخوة صادقين و اطردوا من روؤسکم الافکار الشيطانية بالغاء وجودنا فحتی الشيطان نفسە لم يفلح بها!