17 نوفمبر، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

هل يريد التحالف الوطني استقرار المناطق المحررة؟

هل يريد التحالف الوطني استقرار المناطق المحررة؟

كان من المفترض على التحالف الوطني ان يكون اكثر الداعمين لمؤتمر منتصف تموز لقادة المناطق المحررة من الارهاب، خصوصا بعد الانتصارات التي حققتها القوات العراقية على تنظيم داعش الارهابي والتي تكللت اخيرا بتحرير الموصل العزيزة، وكان من الواجب على التحالف الوطني ان يوفر كل مستلزمات النجاح للمؤتمر بعد تحرير المناطق، ليبين نيته وعزمه وصدقه في دعم الاستقرار لكل ارض العراق وفي مقدمتها المناطق التي استباحها الارهاب وعاث فيها فسادا وقتل وهجّر اهلها وسامهم سوء العذاب.

لكن؛ مرة اخرى يفشل التحالف الوطني في تقديراته، وينصاع كالعادة الى املاءات المخابرات الايرانية وربما غير الايرانية ايضا..!! ترى ما ضرّ التحالف والوطني لو انه عمل ضمن مبدأ المسؤولية، وكان مبادرا في توفير بيئة مناسبة لاخوانهم ليتحاورا ويشركوهم في الحوار، ويبجثون معهم كيفية المضي في فترة ما بعد داعش دون مشاكل او ازمات جدبدة؟.

فالمتابع للاحداث يرى ان ما اقدم عليه التحالف الوطني من محاولات شتى وبمختلف الطرق لافشال جهود اخوانهم من قادة المناطق المحررة جعل جميع العراقيين يشعرون بالاحباط، فالكل كان يظن ان الازمات قد انتهت وان صراع الطائفية قد ولى دون رجعة، خصوصا بعد الاحداث الاليمة التي جرت منذ 2014، لكن التحالف الوطني اصرّ على اعادتنا الى المشهد الطائفي المقيت عبر محاولاته العلنية لوضع العصي في اي عجلة عراقية تحاول ان تتقدم الى الامام.

ان مؤتمر منتصف تموز كان فرصة ليبرهن قادة التحالف انهم يقودون العراق الى بر الامان، وان داعش ومثيلاته لا يمكن ان يعودوا الى العراق بشكل آخر او طريقة اخرى، لكن الامر يبدوا مخالف لما نرى جميعا، فقد انقضت جميع اطراف التحالف الوطني على مؤتمر منتصف تموز، وكانه مؤتمر لعدو لدود، فقادة الحشد هددوا من يحضر هذا المؤتمر، واطرافا اخرى دعمت مؤتمرات مصغرة غرضها التشويش على مؤتمر منتصف تموز، ومع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر خرج السيد عمار الحكيم علانا يطلب تأجيل المؤتمر، ويغض الطرف عن المؤتمرات الاخرى التي تعقد قبل هذا المؤتمر بيومين فقط وبدعم من اطراف في التحالف.

اما رئيس الوزراء فقد طالب بتأجيل المؤتمر لتزامنه مع استعراض عسكري، ونسي السيد العبادي ان بغداد شهدت انعقاد مؤتمؤات كبرى في يوم واحد وفي توقيت واحد وتزامنت مع مناسبات كبرى ايضا، لكنه لم يطالب حينها بتأجيل احدها، فلماذا هذا التربص غير المبرر بهذا المؤتمر؟

بدأنا نشك بالنوايا، ونقلق على مصير البلد في المقبل من الايام، خصوصا بعد ان تأكد الجميع وبما لا يقبل الشك ان التحالف الوطني يسعى لشرذمة المكون السني ويحاول خلق حالة من عدم الثقة بين قادة المكون وجماهيره، فالكل يذكر كيف هاجم التحالف الوطني بكل مسمياته قادة السنة عندما اجتمعوا خارج العراق، ووصفهم باقذع الالفاظ، وطالبوهم بان يجتمعوا على ارض الوطن، لكن الغريب والذي لا يجد احد تفسيرا مقنعا له، هو ان قادة التحالف ذاتهم الذين هاجموا المؤتمرات خارج العراق، سعوا علانية لافشال مؤتمر منتصف تموز الذي كان من المفترض ان ينعقد في بغداد… فالى اين تمضون بالعراق ؟

أحدث المقالات