23 ديسمبر، 2024 11:29 ص

هل يرتفع صوت حوارانا على أصوات مدافعنا ؟

هل يرتفع صوت حوارانا على أصوات مدافعنا ؟

مع احتدام منافسات المونديال البرازيلي وفاجعة اصابة نيمار ، وفرحا بعودة ( ابو عصام ) الى اهله سالما غانما في باب الحارة، و تضامنا مع ضحايا رامز قرش البحر وما يعيشونه من رعب لا يحسدون عليه ، نعيش واقعا – بل خيالا – اخر غير واقعنا الحقيقي ، واقع تصنعه وسائل اعلامنا العربية التي تبرع في ليالي شهر رمضان المباركة بهز الارداف والعقول معا والهائنا عن اهدافنا الحقيقية ، و تحويل انظارنا عما نعيشه اليوم من ماس كبرى تتقدمها موجة التطرف والإرهاب والتكفير التي احرقت اليابس والاخضر او كادت في معظم بلداننا العربية والاسلامية ، نظرة خاطفة لخارطة الدولة الاسلامية – المشؤومة – تكفينا المؤونة ،العنف والصراع والقتل يضرب بلداننا ويقطع اوصالها ويستبيح حرماتها ( سوريا – العراق – لبنان – مصر – السعودية – ليبيا – تونس – اليمن … والحبل على الجرار )  .
والقاعدة والدولة الاسلامية وانصار الشريعة والاخوان ومن ورائهم الظواهري و ( ابو بكر البغدادي )  و( ابو محمد الجولاني ) وغيرهم نجوم مونديال العرب وابطال شاشته التي ينبغي علينا ان نحسب لهم الف حساب ونفهم دورهم الذي يؤدونه باتقان و نستشرف هدفهم الكبير في تقسيم دولنا تحت لافتة الدولة الاسلامية والاسلام منهم براء ، فاسلامهم اسلام التكفير والجمود والتحجر ، اسلام القتل والاغتيال والتفخيخ ، اسلام الشذوذ والانحراف و” جهاد النكاح ” ، “اسلامهم” الذي قدم الخدمة الأكبر مدفوعة الثمن لاسرائيل وجعلها تعيش بأمان ورفاهية واستقرار بعد ان انشغل عنها المسلمون ببعضهم ودارت دائرتهم على أنفسهم ، وانستهم داعش والغبراء ذكر عدوهم الاول .
كثيرا ما انتابني الاستغراب وانا اتابع نشرات الاخبار ،التي تأتينا اخبارها كالراجمة – قتل … ، انفجارت … ، اشتباكات ..، اغتيالات … ، والغريب ان ساحاتها بلداننا و ميدانها نحن وابناؤنا واهلنا ، وسببها جهلنا وقلة وعينا حتى انطلت علينا الاعيب قوى الشر العالمي واستطاعت  ان تسخر نفر استحوذ الشيطان على عقولهم و قلوبهم فأصبحوا كالدمية بيدها تحركهم كما تشاء وبضغة بسيطة من ريموت الأفكار والشعارات الزائفة التي خدعوا بها .
خطوتنا الاولى تبدأ من الوعي وعلينا ان ” نشهر سيف العقل والوعي ضد جيوش التخلف والجهل ” كما يقول فضل الله ، الجهل مشكلتنا الأكبر ، فلولاه لما تمكن ثلة من الجاهلين ممن يحسبون على علماء المسلمين من تسطيح عقول الاف الشباب وغسل مخهم وتحويلهم الى مشاريع قتل للأبرياء تحت يافطة التوحيد والجهاد واقامة حكم الله ، لو كان هؤلاء الشباب يتوافرون على شيء بسيط من الثقافة الاسلامية والروح القرانية الأصيلة لما سقطوا في وحل التكفير والارهاب ولاستطاعوا ان يفضحوا وعاظ السلاطين ويعروهم من قداستهم المزعومة .
ولولا الجهل لما تمكن الطائفيون من غرس مرض الطائفية البغيض في عقولنا ولأستطعنا ان نعي ان الاختلاف امر طبيعي و ان الحوار والانفتاح على الاخر هو الحل وليس الحروب والصراعات والدمار والعنف كما يفهمه اصحاب الألوية والعقول الجامدة .
ولولا الجهل والانغلاق لاكتشفنا حقيقة الدور المشين الذي تلعبه بعض وسائل اعلامنا فتقلب الحقائق وتزيف الأمور و تلعب على جراحنا وتوقد نار الحرب بيننا ، ولعرفنا لماذا وكيف انسلخت من مهنيتها و رسالتها .
بالوعي ايها الأخوة نضع أقدامنا على الطريق ، وبالمعرفة والعلم نستطيع المواجهة ونتمكن من اعادة المياه الى مجاريها فنتوحد على مباديء ديننا الحنيف وان اختلفنا في جزئياته ، وتتضافر جهودنا في تقريب وجهات النظر بين اخوتنا وأهلينا ، وبالفهم الصحيح لتعاليم ديننا ننتصر على الخرافة والتسطيح والاستحمار الذي يحاول البعض من اللاهثين وراء دنياهم من علماء السوء ان يشكلونا به .
أيها الأحبة ( تعالوا الى كلمة سواء بيننا أن لا نعبد الا الله )  وان نكون اخوة متحابين فيه عز وجل واعين لما يراد بنا من خطط ومؤامرات تصاغ في اروقة البيت الأسود ودوائر مخابراته  ، لنوقف نزيف الدم وليرتفع صوت حوارانا على اصوات مدافعنا ، ولنلملم جراحنا و نمد يد العون الى الاف العوائل المشردة والأيتام والأرامل الذين خلفتهم الحروب عسى ان يشملنا الله بلطفه ورحمته في ايام هذا الشهر الذي اضعنا حرمته باقتتالنا .