بعد ان استقال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين من زعامة الحزب ونتيجة لذلك من رئاسة الوزراء ،وذلك لعدم امكانية تنفيذه لخطوات الخروج من الاتحاد الاوربي لعدم ايمانه بجدوى الخروج من هذا الاتحاد ولنفس السبب وبعد مراجعة النفس قرر امس الاستقالة من البرلمان ، وفضل الابتعاد عن العمل السياسي والحكومي لمجرد ان الاستفتاء جاء على عكس توابته ، اردت بهذا المثل القريب جدا من الاحداث ان اذكر كل من يدعي انه سياسي في العراق ، ان كامرون كان ناجحا بكل المقاييس بعد ان اخرج بريطانيا من الازمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم عام 2008 ، وبموجب برنامجه الانتخابي ، حيث اصر امام الناخبين بانه لو استلم الوزارة سينفذ برنامجا تقشفيا صارما ورغم كل هذا الاصرار تم اختياره رئسا للوزراء ونجح في اعادة بريطانية الى سكة النمو الاقتصادي ، لكنه وبسبب اصرار 52%من المعارضين لبقاء بريطنيا في الاتحاد الاوربي اعتزل العمل اسياسي ، وكان السؤال الشاخص امامي منذ استقالة الرجل ،، امام كل هذا الخراب الذي لحق بالعراق جراء افعال سياسيونا ، وامام كل هذا المجهول الذي ساقونا اليه امام كل هذا لم نجد اي منهم دخل مرحلة مراجعة النفس ، او على الاقل نظر بعين التساؤل مع الذات الى اين نحن سائرون واي مصير للبلد نحن متوجهون لم نسمع او نشاهد اي من هذه المواقف ، بل على العكس من ذلك نراهم ممسكين بالسلطة وكانهم حققوا ابسط مستلزمات ما مطلوب من السياسي ومتعمدين الاصرار على مواقفهم وهم يعلمون قبل غيرهم انهم هم لا غيرهم فرادا او مجتمعين سبب انهيار الدولة ومنظومتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وانهم هم ايضا ماضون وبحكم المخطط والمبرمج لهذا الانهيار ، لا بل يعدون العدة للانتخابات وكانهم قدموا لعذا البلد ما عجز غيرهم عن تقديمه وانهم هم لا غيرهم موجود على الساحة ،وانهم هم القدر الامثل للقادة في عالم لن ينجب غيرهم ،
ان هذا الرهط المستانس لصفة السياسيين مدعو ان يراجع نفسه وزراء ام برلمانيين قادة كتل ام التابعين ، في السلوكيات السابقة الخاطئة منها والفاشلة العاجزة او الفاسدة ، فقد كانت كلها مجتمعة ام منفردة سببا في تهديد وحدة العراق وكانت الوقود الذي زاد الطائفية اشتعالا ،وكانت هي الاخرى الملاذ لكل الفاشلين والاميين والسارقين اللذين يلاحقم القانون ، بتعبير مركز انهم اي القادة محور كل عيب وشر لحق بهذا العراق المنكوب…