7 أبريل، 2024 10:11 ص
Search
Close this search box.

هل يختار السوداني الأرانب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مقال نشرته يوم الخميس المنصرم ، فيما كانت الاصوات تتعالى وتتزايد على منح السوداني مساحات أوسع وأعمق لاختيار كابينته ، قلت فيه ، “ليس من الانصاف اطلاق رصاصة الفشل على الرجل الذي جاء على انقاض اخطاء الآخرين ، وليس من الانصاف ايضاً عدم منحه فرصة تبديد شكوكنا ومخاوفنا وفقدان الثقة التي قادت الى فقدان الامل والتشبث بأي مستحيل من المستحيلات لتعديل اطار الصورة على الاقل وليس تبديلها” !
لكّن الرجل على مايبدو استعجل تفنيد “أمانينا ” الساذجة ، فالصورة تبدو من خطواتها الاولى ان السوداني هو الاقرب الى التبشير باطلاق رصاصة الفشل قبل ان تبدأ مرحلة تنفيذ البرنامج الحكومي الشبيه بورقة الكاظمي البيضاء التي رأينا فيها الكثير من السواد !
تأجل موعد اجتماع البرلمان لمنح الثقة لحكومة ” الأمل ” والسبب الخلافات الساخنة على توزيع الكعكة العراقية ليس بين المكونات ، فاحجام الكعكة واضحة ، وانما احجام الكعكة داخل المكون الواحد والحزب الواحد وربما العائلة الواحدة ، والاقل ادهاشاً ، ان الاخبار ” المعادية ” للعملية السياسية “النزيهة” جداً قالت لنا ان سعر بعض الوزارات وصل الى مائة مليون دولار حسب دسامة وزارات ” أم الخبزة ” كما يطلق عليها بعض الساسة الكبار في بلادنا العزيزة!
والسوداني على الاغلب وقع في فخ مهارات الخباثة السياسية للاحزاب ، فخ مساحات الاختيار المتاحة له ليجد نفسه مقيداً بفكرة المثل الشعبي العراقي ” تريد غزال اخذ ارنب تريد ارنب اخذ ارنب ” وليس أمامه الا اختيار أحد الارانب الثلاثة التي ستقدم له للوزارة الواحدة ، والارنب في الحقيقة ليس من اختياره بل من قبوله به بعد حشر السوداني في زاوية الزمن الدستوري !
الصراعات الجارية على القضم الوزاري لن تهدأ برصانة السوداني وانصاف الحكمة لديه وافكار طرح نصف الكابينة للثقة البرلمانية للافلات من قبضة الزمن الدستوري الذي قد يودي بمستقبل السوداني السياسي بمرشح آخر يجري طبخ وليمته خلف الستائر وداخل الغرف المظلمة !
بين انتاج حكومة قوية واخرى على مقاسات الاحزاب زمن قياسي قصير لايسمح بالمط ، لان تجاوزه سيشكل المسمار الاول في نعش التكليف الوزاري للسوداني الذي تتجاذبه الاهواء الحزبية والمصالح الضيقة ، رغم كل الضخ الاعلامي العلني بالرغبة القوية في دعم السوداني للنجاح في مهمتي الثقة البرلمانية وان بنصف حكومة والبقية على الوكالات التي تعودنا عليها في كل الحكومات السابقة ، والانطلاق بخطوات العمل التنفيذي !
امام الرجل خياران ، ان يقبل بوزارات الاحزاب فيمضي أو ان يمتلك الشجاعة الكافية ليقول للجمهور هذا تكليفهم وهذه وزاراتهم ،ولن امضي بتشكيل حكومة يسقطها الشارع في أي لحظة !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب