19 ديسمبر، 2024 3:10 ص

هل يحق للمالكي أن يعدم المتآمرين ولا يحق لصدام أن يقتص من المتآمرين ؟

هل يحق للمالكي أن يعدم المتآمرين ولا يحق لصدام أن يقتص من المتآمرين ؟

حتى أقطع الطريق على المتصيدين بوحل الكلمات ( الفارغة ) عندما يريد أحدهم ( تخيلا ) أن يحرج الفواز أو ينسب للفواز الدفاع عن حزب البعث وعن صدام ( تحديدا ) فاني ضد صدام في الكثير من سياساته ، ولست من المؤيدين لصدام ولا أفهم الولاء للطائفة لأني لست متخلفا تافها مؤمنا بفكرة تقديم المذهب على الدين ، ولست مقتنعا بالمطلق تقدم الدين على ( الإنسانية ) فالملحد واليهودي المسالم عندي أفضل من رجل دين مسلم دموي بألف مرة ، ولكني أبحث عن هفوات في تصرفات الحكومة ( الإسلامية ) أو في أقوال وزراء الحكومة التابعين ( لدولة القانون ) وغايتي هي أن اوضح للناس ( إن القانون والكون مطاطي ) لدرجة لا يصدقها العقل والغلبة دائما تكون للأقوى وليس ( هناك وهنالك ) عدل ولو بالجزء البسيط في هذا الكون العدمي .
في أخر تصريح لوزير العدل وهو من حزب الفضيلة والفضيلة بالتضامر تعني ( حزب الرذيلة ) وهذا الحزب يتعامل مع من يجلس على كرسي السلطة من مبدأ ( كل من يتزوج أمي اصبح عمي ) ومرجعهم اليعقوبي مشغول بزواج الصبايا تيمنا بالرسول الأعظم حين تزوج السيدة عائشة وهو أكبر من والدها ( الخليفة الأول ) بعامين ولا أفهم كيف لرسول أن يتقبل فكرة الدخول في غرفة مع فتاة بعمر حفيدته ولنترك هذا الكلام ونعود لوزير العدل ، هذا الوزير المتخلف الذي يروج في هذه الأيام تحديدا للانتخابات مركزا على فكرة اعدام الإرهابيين وحب أهل البيت والولاء لشيعة العراق المظلومين ، إذ يقول  ” أن خمسة من أصل 21 مدانا الذين أعدمتهم أمس حاولوا اغتيال رئيس الحكومة نوري المالكي بعبوات ناسفة استهدفت موكبه ” وهنا وقع الوزير ومعه حكومة المالكي في مستنقع الهفوات التي لا يرهم معها كل الاجوبة الترقيعية وكل الكذب والسفسطة ، وهذا يعني هل يحق لوزير أو لحكومة المالكي ما لا يحق لحكومة صدام حينها ، الطرفان متهمان باغتيال أكبر رجل في السلطة وهو ( صدام سابقا والمالكي حاليا ) في الزمن الماضي كان يطلق على المتآمرين ( هؤلاء من حزب الدعوة العميل ) واليوم يطلق على المتآمرين ( هؤلاء إرهابيون ) وفي كلا الحالتين أن القائم بالاغتيال هو معادي لسلطة الطرف الآخر ، لا يهمني هل كان هؤلاء مجرمون أم اصحاب حق وهل كان صدام محقا والمالكي محقا أم لا ، ولكني أبحث عن كيف بحكومة المالكي ومعهم الشعب المؤيد لفكرة اعدام من أراد اغتيال المالكي وهم انفسهم معارضون لفكرة اعدام رجال الدجيل ، فان كان المالكي محقا بإعدام من يفكر باغتياله فهذا يعني بطلان مسرحية الدجيل واعتراف ضمني بأحقية صدام في إعدام المتآمرين ضده والمخططين لاغتياله ، وإن كان صدام مخطئا ومجرما فهذا يعني بالمنطق أن المالكي ايضا مجرم ومخطئ وهناك من التشابه بين الحكومتين ، وهذا يعني ايضا أن الدكتاتورية جاءت بلباس أخر ، فسابقا كان لباسها قومي يدافع عن فلسطين واليوم لباس إسلامي يدافع عن شيعة أهل البيت ، والطرفان كاذبان في ادعائهما فلا صدام يهتم إلا لنفسه ويبحث أن يدخل التاريخ من باب ( القائد صلاح الدين الايوبي ) ولا المالكي يريد احياء نهج وسيرة آلـ البيت الاطهار ( ع) وهنا وجب أن يتذكر القارئ الكريم كم هي السياسة قذرة لدرجة نسمح لأنفسنا ما نمنعه عن الآخرين ونتهم غيرنا بشتى الاتهامات ونحن نفعل ما يفعلون ، وتبقى العدالة بكل أنواعها ( نقلية ، وضعية ) مفقودة في هذا الكون العدمي .
الرابط
http://www.juhainanews.com/body.asp?field=news_arabic&id=6137
عمان
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات