هل يحق عندما يختارالمواطن مسؤولاً في الحكومة أن يعيث بالارض فساداً وخراباً ويتلاعب بمقدرات الناس وأرواحهم ويسرق في وضح النهار دون خوف ووجل ؟هل يحق أن تنفتح له جميع ابواب السعادة والرخاء والاسراف على حساب حقوق ملايين الناس دون أن يبرأ ذمته أمامهم ؟ هل يحق للمسؤول أن يغلق بابه بوجه اصحاب الحوائج الذين جاؤوا به وأئتمنوه على مصائرهم ؟هل يحق له استعباد الناس ووضع مطالبهم تحت أقدامه مادام المنصب بيده ؟هل يحق له أن يتغاضى عن الاخطاء دون أن يأخذ موقف بحق العدل ضد الظلم والباطل ؟هل يحق له أن يقف على تل الحياد دون أن يختار معسكراً يصطف أليه تحت ذريعة مادام النار بعيدة عني ولاتمسني فاليذهب الجميع للجحيم ؟أين العهد والأمانة التي قطعت وثبتت أم الغاية تبرر الوسيلة في سبيل الحصول على موقع المسؤولية الذي طال أنتظاره ؟,أين أنين الامهات الثكلى ودماء الأبرياء التي سالت دون ذنبٍ أو جرمٍ اقترفوه ؟أين الثوابت والقيم أم كلام الليل يمحوه النهار وعندما تشرق الشمس كأن ماكان لم يكن ؟هل يحق للمسؤول أن يضع يده على المال العام وبعناوين متعددة ويغتني ويجني الاموال دون رقيب وحسيب ؟هل يحق له أن يرتكب الخطأ ويتحمل وزره موظف بسيط على أعتبار أنه لديه جهة سياسية تسنده وتدافع عنه ويخرج منها مثل الشعرة من العجين ؟هل يحق له عندما يشخص الخلل الصادر منه لفعلٍ ما يجرى تسويف ومماطلة وكأن شيء لم يكن ؟هل يحق له أن يجلس في برج عاجي وينسى الالآم ومعاناة أحبته ومحبيه وينظر لهم بنظرة فوقية مليئة بالانتقاص لأنه أصبح مسؤولاً وماذا يعني ؟هل يحق له أن ياتي بالفاشلين والانتهازيين والوصوليين ..آآآآه يالوعة قلبي منهم هم في كل وقت وعصر ؟هل يحق له أن يبقى في منصبه عقداً من الزمن ؟هل عقمت الأرحام وخلت الأرض من أفذاذ الرجال ؟هل يحق له التمردعلى القانون والتحايل عليه كونه الحد الادني الذي يحكم أخلاقيات الأنسان ؟هل يحق له أن يتخلى عن ضميره ومحاسبة نفسه على اعتبار أنه فوق الجميع وكلامه يعلو ولا يعلى عليه ؟أي مسؤول هذا الذي وعدنا به صاحب الشخصية السايكوباثية والنرجسية ,وهنالك مسؤول يترجم قول الرسول (ص) ((إن لله تعالى عباداً اختصهم بحوائج الناس, حببهم الى الخير وحبب الخير أليهم ,يفزع الناس إليهم في
حوائجهم, أولئك هم الآمنون من عذاب الله)) نعم علينا أن لانبخس الوجه المضيء لبعض المسؤولين ولكن كم عددهم في هذا الزحام والامواج المتلاطمة ؟ هل هم في أماكن موقع المسؤولية ومحافل صنع القرار؟ أم أنهم مركونين أكل الدهر عليهم وشرب ,هل لازال الوقت والأمر بيد من لا يعرفون من أين يبدأ الاصلاح ؟ هل دم المسؤول يختلف عن المواطنين لونه أزرق من النبلاء ؟إذا لا كان هذا و لا ذلك …أذن لماذا كل هذا وذاك ؟أذكر جيداً أن امير المؤمنين علي (ع) لم يقبل أن ينادى عليه يأمير المؤمنين في حادثة درعه الذي سرق منه من قبل اليهودي أمام القاضي ,فكان الموقف منه في حلّ النزاع عن طريق المحكمة احتراما للقانون وللأقليات الدينية و مراعاة لحقوقهم المدنية،و ليس من العجيب أن يراعي الأمير حقوق الأقليات و يعدل فيهم، و إلا فكان بإمكان الأمير أن يأخذ درعه من هذا الرجل من دون مراجعة المحكمة,وكذلك عندما صدر الحكم على سقراط بالإعدام,في تلك الأثناء تسلل إليه ذات ليلة تلميذه الشاب (كريتون) وهمس في إذنه لقد أعددنا كل شيء للهرب فهيا بنا يا أستاذي إلى الحرية ,فتطلع إليه سقراط طويلا ثم قال: كلا يا كريتون لن أهرب من الموت, إني لا أستطيع أن أتخلى عن المبادئ التي ناديت بها عمري كله, بل إني يا كريتون أرى هذه المبادئ الغالية التي ناديت بها حتى اليوم جديرة بذلك الثمن أجل ياكريتون ليست الحياة نفسها شيئا، ولكن أن نحيا حياة الخير والحق والعدل فذلك هو كل شيء,لقد كان رفضه احتراماً للقانون حتى لايتجرأ الناس على التمرد عليه وتعم الفوضى …,شكرا للمسؤول وصاحب السلطة أذا كان القانون هو منهجه وسلوكه لبناء لدولته .