23 ديسمبر، 2024 6:21 م

هل يحتاجهم المالكي؟

هل يحتاجهم المالكي؟

في معظم التيارات الشعبية , سياسية كانت أو دينية, يكون للقائد وتوجيهاته دور محوري فيها.
عاطفيا ترتبط الكثير من الجماهير بهذه التيارات مع القائد, وربما الكثير منها لا يفهم المشروع الذي يحمله هذا القائد أو أفكاره.
الارتباط العاطفي مع القادة, يعود لا سباب تتعلق بشخصيات هؤلاء القادة, فبعضهم كانت له مواقف عظيمة جدا, خلال أحداث مهمة أو مؤثرة في حياة الناس, وبعضهم له مكانة علمية أو أدبية أو دينية..وبعضهم الأخر ورث شيئا من ذلك.
 ربما يعود  الارتباط أحيانا أخرى, لان التيار الشعبي عباءة فضفاضة يمكن أن يدخلها كل من هب ودب, وبسهولة ولا رقيب عليه, وبالتالي تكون مكانا لمجرمين أو مطلوبين, يحتاجون لان يحتموا بجهة ما.
يمثل التيار الصدري في العراق نموذجا لتيار شعبي, ظهر بعد السقوط, فالسيد مقتدى الصدر لم يظهر له تاريخ معروف قبلها, في مسيرة ومواقف والده إلا انه ورث اسم ال الصدر, وهو اسم له مكانة ورمزية وعمق, في وعي وتاريخ الشعب العراقي, للمواقف الكبيرة والتضحيات التي قدمها أل الصدر, حتى كانت عمامة السيد محمد باقر الصدر, مظلة ادعت الوصل بها كل الأحزاب الإسلامية العراقية.
وكتيار شعبي, فان التيار الصدري ضم خليطا غريبا بين مندفعين, ومستغلين, وانتهازيين, وقلة مؤمنين بالمشروع, كل هذا قاد لتناقضات في الأفعال و المواقف, دفع بالسيد مقتدى الصدر, لان يهدد بالانسحاب لأكثر من مرة, ولينفذ تهديده أخيرا.
الواقع الانتخابي السياسي, يقول أن جمهور التيار, فهم رسالة قائده, وغضبه من ممثليه لذلك لن يصوت لهم إلا القلة من المنتفعين منهم, وهو أيضا يكره ائتلاف دولة القانون, رغم أن الأخير ربما, يستغل كون معظمهم من طبقات فقيرة, فيقدم المغريات ,كتوزيع قطع الأراضي وغيرها, فهل يهتم باستدراجهم أم ماذا؟.
الفريق الأقرب فكريا وعقائديا, للتيار الصدري هو كتلة المواطن, رغم التنافس بينهما, إلا أن الكثير من رسائل السيد مقتدى الصدر كانت واضحة باتجاه التحالف مع كتلة المواطن, فهل سيصوت الصدريين لكتلة المواطن؟
مما ظهر للعيان من مواقف السيد المالكي , هو لا يهتم كثير ولا يحسب حسابا لجماهير التيار الصدري,وهو مطمأن حسب ما يعلنه, بأنه ليس بحاجة لأصواتهم, وهي حسابات واقعية ربما, ناهيك عن موقف السيد مقتدى الصدر من المالكي  وما أهتم بان يؤكده ببيانه الذي أعلن انسحابه فيه.
هل سيكون لجماهير التيار الصدري كلمة تقلب الموازين, ويفاجئون الجميع, بترجيح كفة كتلة على أخرى داخل البيت الشيعي!.
الأيام القادمة .. والصدريين سيجيبوننا على كل تلك الأسئلة.