23 ديسمبر، 2024 11:51 ص

هل يجوز ( للصحافي ) ان يتاجر في قلمه !

هل يجوز ( للصحافي ) ان يتاجر في قلمه !

ان الأعلام موهبة وقدرات نحوية وصرفية ويبدو أن أصحاب مثل هذا القول لا يمتلكون المعرفة الكافية بقواعد المقارنة بين الأعلام العلمي القائم على الارتجال والخطابة الإنشائية فهم بهذا يرون أن الاتصال والإعلام برسائله ووسائله يمكن اختزاله في القدرة على الكتابة الإنشائية أو علي التقويم الخطابي الخالي من المعلومات وغير المبني على دراسات وبحوث علمية وعملية لعدد من الملاكات البشرية العاملة في المجالات الإعلامية والاتصالية الأخرى مثل العلاقات العامة والأعلام والدعاية ودراسات الرأي العام , وحملات التوعية من هنا جاء اهتمام وسعي المجتمعات والدول المتقدمة ودراسات الرأي العام والحملات الإعلامية والحرب النفسية ومناهج البحث الإعلامي والإعلام السياسي وعلاقة الاقتصاد بالإعلام ودراسة الاتصال الخطابي والإعلام الدولي , وعلاقة الأعلام بالتنمية واستحداث مناطق إعلامية حرة تحتوي علي مراكزإعلامية للإعلام المسموع والمرئي والمقروء والالكتروني ,  لهذا أن الدراسات الإعلامية والاتصالية وتوصل بعضهم الى نظريات في مجال الأعلام والاتصال أصبحت تدرس في معظم جامعات العالم , وتأسيساً لما تقدم فالمتابع والمهتم بالشؤون السياسية والإعلامية وخلال الأحداث التي مرت بنا وعشناها خلال فترة الاحتلال البغيض على بلدي العراق , ونظراً لتكاثر ونمو عدد كبير من يحسب نفسه على الوطن الحر وتأثيره السلبي على العمل الصحافي والإعلامي في العراق , وعدم حملهم الأمانة والواجب التي كلفوا بها وعدم شعورهم بالمسؤولية وقيام عدد كبير من الطارئين على العمل المهني الحقيقي الإعلامي والصحافي , وانقيادهم واستعبادهم من قبل إطراف حزبية وسياسية وكتلويه وطائفية أدى الى فقدانهم الاستقلالية في نقل حال البلد اليوم من حال إلى حال , واندس البعض الزملاء ومع الأسف الشديد بين التكتلات الحزبية الجديدة والتنظيرعبر مقالات صحافية ونقل تقارير صحفية وإخبارية عبر إذاعات وفضائيات لعدد من السياسيون الجدد مقابل حفنة من المال مع أسفنا الشديد , ووطننا العزيز بشكل جاد وحرفية ومهنية عالية وحدوث ثغرة في منظومة العمل الصحافي والإعلامي , سببته بطبيعة الحال من تأزم العلاقة بين الكتل السياسية والعاملين في هذا الحقل وبين المواطن الذي أخذ ينظر بشك وارتياب وعدم احترام العاملين في هذا الميدان الكبير , واستبدال وتواطؤ ملحوظ مع الأجندات التي تحملها هذه الإطراف ولا تريد لبلدنا الغالي إلا الدمار, حكومتنا الموقرة في العراق الجديد سواء في مجلس الوزراء والبرلمان ورئاسة الجمهورية تعكس حالة العزلة التي تعيشها اليوم ، والإخفاقات المتوالية التي تواجهها في أوضح صورها ، والحاضر البائس الذي يعيشه والمستقبل الغامض الذي ينتظره , الإجماع الوحيد الذي يوحد العراقيين على مختلف طوائفهم وأعراقهم ومذاهبهم هو على فشل الحكومات التي توالت على حكم العراق بعد الاحتلال , وعدم تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين طيلة السنوات (11) الماضية بعد عام ما يسمى التغير ، ويخشى المواطن في العراق اليوم , من حدوث فراغ سياسي وأزمات جديدة في ظل وضع امني متدهور لا يسمح تغير شئ على ارض الواقع في , لان المتتبعون للعملية السياسية الجديدة لها طابع مذهبي طائفي وقومي وغير سياسي ، وان ( العراقيون ) اليوم لا يصدقوا بأكذوبة ( الديمقراطية الجديدة ) , لما جرته عليهم من مصائب وكوارث وتطهير وتهميش وإقصاء لعدد كبير من النخبة المثقفة من الإعلاميين والصحفيين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين والرياضيين وعدد أخر من المهندسين والقضاة والمحامين والمعلمين والمدرسين وأساتذة وعلماء الجامعات , وشرائح أخرى نتركها للقارئ الكريم , حكومتنا ( الرشيدة ) اليوم تواجه العــزلة والنــبذ من معظــم ألوان الطيــف الســياسي في الـمحافظات وهذا ليس من باب التقسيط السياسي كما يتصورها عدد من سياسي العراق , لأني لا إميل الى العمل السياسي ولا انخرط حتى بجلسة عادية مع جميع النخب السياسية …  مع جل  احترامي واعتزازي بأبناء العراق , وهذا الكلام إنا أتحمل مسؤوليته وحسب أهواء البعض إننا نعمل من اجل تسقيط كتلة لأجل كتلة أخرى , لان شرف الكاتب الصحافي ومهنته تلزمه … إن يكون بجانب المواطن … لا مع المسؤول أية كانت واجهته ،