18 ديسمبر، 2024 11:41 م

هل يجوز ذلك يا رئيس الوزراء ؟ : بائع متجول يمثل سياسة العراق واقتصاده في المحافل الدولية !!

هل يجوز ذلك يا رئيس الوزراء ؟ : بائع متجول يمثل سياسة العراق واقتصاده في المحافل الدولية !!

ان ما يؤسف له اننا في كل يوم نشاهد وكأنها خطة منهجية في اذلال العراق وتصويره للعالم بانه بلد متخلف لا بموارده وثرواته الطبيعية بل بموارده البشرية الذي يفتقد للحد الادنى من الكفاءات الوطنية , وكأنه ليس البلد الذي اشتهر عبر الزمن برجالاته وعباقرته كالعالم الفذ عبد الجبار عبد الله والمؤرخ الكبير عبد العزيز الدوري والاقتصادي العالمي ابراهيم كبة ورجل القانون الدولي عبد الجبار عريم والاديب الخالد مصطفى جواد والاجتماعي اللامع علي الوردي , وغيرهم من الاساتذة والعلماء في داخل العراق وخارجه  , اما المعاصرون منهمفلم يجدوا مكانا لهم في العراق الجديد الذي اصبح طاردا للكفاءات ومستقبلا لشذاذ الافاق وانصاف المتعلمين والباعة المتجولين ليعتلوا مناصب ووظائف اقل ما يقال بحقهم انهم لا يستحقون ان يكونوا حتى كتبة عرائض امام الوزارات والجهات التي يحتلون مراكز قيادية فيها مع احترامنا لكتاب العرائض الذين يمتهنون عملهم بشرف ليكسبون الرزق الحلال .
فقبل ايام يطالعنا الاعلام بان السفير الياباني والسفير الكوري يلتقيان امين عام مجلس الوزراء ويناقشان معه مواضيع تتعلق بالعراق اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا !! والعراقيون يعلمون بان علي محسن اسماعيل العلاق الامين العام لمجلس الوزراءقد امضى عشرون عاما يعمل بائعا متجولا للعب الاطفال والطائرات الورقية في شوارع مونتريال في كندا قبل ان يعين في منصبه هذا , وليس له  باع في اي مجال علمي او ادبي او سياسي , وقد كتبت المواقع العراقية عنه الكثير  , ويكفي ان رئيس البنك الدولي عندما زار العراق قبل سنوات وضعت الحكومة العراقية منهاجا لزيارته وكان من بينها لقائه مع امين عام مجلس الوزراء وقد عقب رئيس البنك الدولي بعد لقائه به بان العراق بحاجة الى كفاءات اقتصادية عالية يفتقر اليها حاليا , وهو مصيب في ذلك لان رئيس البنك الدولي عندما يزور اي بلد في العالم يلتقي بخبراء ومستشارين اقتصاديين من الوزن الثقيل ويتباحثون معه بجدية عالية وهم مستعدون لمناقشة واقع ومستقبل بلدهم  لا ان يقابله بائع متجول يتكلم معه عن العراق وخطط تطويره ولا ندري باية لغة تكلم الامين العام معه حتىخرج رئيس البنك الدولي من اجتماعه يائسا من العراق ومستقبله  وصرح بذلك التصريح الخطير.
اننا نناشد رئيس الوزراء ونقول له كفى استهزاء بالعراق وكفاءاته , الم تكن تجربة لقاء رئيس البنك الدولي بالامين العام  كافية لازاحته عن تمثيل العراق في المحافل الدولية , ليلتقي بعدها بسفراء اليابان البلد العملاق وكوريا الجنوبية البلد المتقدم ؟!! الم يكن هناك من الخبراء الاقتصاديين او الوزارات ذات الاختصاص على اقل تقدير من الافضل ان تلتقي بهم بدلا من البائع المتجول هذا ؟ ثم ما هي اختصاصات امين عام مجلس الوزراء ؟ هل هي استقبال السفراء المعتمدين لدى الدولة ؟ او رئيس البنك الدولي ؟ ما علاقته بكل ذلك ؟ هو يمثل من ؟ هل يمثل السياسة العراقية ؟ اذن اين هي وزارة الخارجية ؟ هل يمثل الخطة الاقتصادية ؟ اذن اين هي وزارة التخطيط ووزارة التجارة ووزارة الاسكان والاعمار ؟ ندعو رئيس الوزراء الى احترام سمعة العراق وعدم السماح للتطاول على مقدراته واعطاء كل مسؤول حجمه فامين عام مجلس الوزراء لايعدو سوى سكرتير لمجلس الوزراء وليحافظ على وظيفته التي لايحلم بها , ولنبقي لعراقنا الحبيب ولو قليلا من الاحترام امام دول العالم ولانريد ان نفقد حتى ورقة التوت التي بقيت اخر شئ نملكه .