منذ ايام ونحن نشاهد زيارات متتالية لمسؤولين عرب وقبلها أوروبيين ، وقد تكون آخرها زيارة العاهل الارني الملك حسين لبغداد امس ، وما سبقها من توالي الزيارات ، ماهو في حقيقته الى امتداد لما بدأته الحكومة الماضية ونجحت به وكيف انها عملت وتمكنت من اعادة العراق الى محيطه العربي اولا وفتح بوابة التواصل مع بقية الدولة الاجنبية ثانيا ، بعد ان كان العراق يعيش في عزلة بأيام المالكي لا نشهد لها مثيل ، بل كان العراق بلدا منبوذا وربما يتحمل تلك المسؤولية نوري المالكي او زير الخارجية الاسبق هوشيار زيباري الذي كان منشغلا بالتحضير للدولة الكردية ..!!
وربما لا يتغافل الكثيرين الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة السابقة في مجال تطوير العلاقات بالمحيط الاقليمي والدولي ناهيك عن المنجز الامني المتمثل بتحرير الاراضي ، وما تحقق بالامس ، قد استمر خلال الاشهر الثلاثة الاولى من عمر حكومة عبد المهدي والتي على ما يبدو انها تجني ثمار ما زرعـــه العبادي وخطط له في السنوات الماضية وهـــذه حقيقة لا يمكن تجاهلها من المنصفين والكتاب وحتى السياسيين ..!!
فالعبادي ، اولى اهتمام كبيرا للعلاقات الخارجية ولم يهملها كما فعل المالكي بولايته الثانية بل ذهب ابو يسر الى ابعد نقطة وفتح اواصر التواصل مع جميع الدول و استطاع ان يعيد ترتيب الاوراق الخارجية وقد ساعده بذلك كثيرا وزير الخارجية السابق ابراهيم الجعفري و حركته المتواصله و خطابات الرنانة التي صدحت بالمحافل العربية و العالمية و رسخت الثقل العراقي ، بعكس وزير الخارجية الحالي الذي يبدو انه متكاسل او لا يتحرك كسابقه
حيث كان يصر على ان يضع للعراق بصمة في المحافل حتى وان كانت بكلمة نارية يلقيها هنا وهناك وتتلاقفها وسائل الاعلام ..
من المنصف اليوم ان نعلو و نعضد من الايجابيات ونتذكر من فعلها او ساهم بها كي نديم تجربتها ونحافظ على ما تحقق ، كما ينبغي ان لا نتجاهل ما انجز في الجانب الامني على مستوى تطوير القدرات الاستخبارية ، وكيف ان ذلك انعكس على التحسن الامني كثيرا الذي تنعم به المحافظات وهذه لم يتحقق لولا عمل العبادي خلال الفترة الماضية وتلك شهادة للتاريخ ..!!