23 ديسمبر، 2024 6:41 ص

هل يجب أن نعصي المرجعية؟

هل يجب أن نعصي المرجعية؟

بعد مضي خمسة وثلاثون عاماً، وانتهاء الحكم الدكتاتوري، وعصر الطاغية صدام حسين، عشنا 10 سنوات دون تغيير، في معظم الأنظمة والقوانين الداخلية، التي جعلت الواقع السياسي في العراق يعج بالمشاكل، بعضها نتاج للحالة السياسية المستحدثة، وبعضها مكون أساسي لما توارثه الواقع من مشاكل.

مراجع دينية، خطباء مساجد، مجتهدون، شيوخ ووجهاء عشائر العراق، سياسيون وإعلاميون مرموقون، مواطنون وكسبة فقراء، أمهات ثكلت بأبنائها، أباء فقدوا فلذات أكبادهم، أيتام وأرامل قتلهم حزن الفقد، جميعهم؛ طالبوا وشددوا وأوصوا بالتغيير.

“التغيير”؛ مصطلح كثر تداوله في الشارع العراقي، بعد حث وتأكيد المرجعية الدينية عليه، ولكن؛ من يستوجب تغييره؟! أ بعد مضي ثمان سنوات على تسنمهِ كرسي الولاية، بلا منجزات تذكر، وجب تغييره؟ هل معارضة الكثيرين له، بعد تخبطهِ السياسي، ممن كانوا يؤيدونه في ولاياته الأولى والثانية، وصاروا أعداء بنظرهِ، استوجبت تغييره؟! أمور كثيرة سببت ما لا تعدو كونها خلافات برأي السياسيين، ولكنهُ يحسبها عداءً لهُ، منها نقضه لاتفاقية أربيل، والتي من صلبها خرجت هذه الحكومة و الرئاسات الثلاث، وان تكن بنود الاتفاقية مجهولة، وعدم تلبيتهِ لمطالب المرجعية الشيعية؛ التي كانت مؤيدة للحكومة، بإيضاح بنودها، تستوجب التغيير؟! إعادة فكرة “القائد الأوحد”، ولكن بنفس شيعي (طائفي)، عبر إحاطة نفسه، بشخوص لهم باع طويل؛ في مساندة وخدمة النظام السابق، وجعلهم أبواقا تعظم في شخصهِ، أمثال حنان الفتلاوي وعلي الشلاه، استوجب التغيير؟!

اختزاله لوزارتي الدفاع والداخلية، وزارة الأمن الوطني، جهاز مكافحة الإرهاب، جهاز المخابرات، وتعين أشخاص بالوكالة، دمج الميليشيات بعد دعمها؛ في الأجهزة الأمنية، وتقييد عملهم الأمني بضرب الخصوم السياسيين، وتعيين أشخاص على أساس الولاء لا الكفاءة، ضباط وقادة أمنين بدون رتب، وإعطاءهم رتب فخرية كبيرة، حتى صار ولاء المنتسبون لشخصهِ لا للعراق، يستوجب التغيير؟!

اعتماده سياسة “مالكية”؛ (كل من ليس معي فهو ضدي)، جعل الكتل السياسية القريبة والبعيدة تسحب ثقتها منه، حتى وصل الخلاف بينهم إلى جعل الصراع السياسي دائم، غباء مستشاريه وقلت خبرتهم، ودفعهم له للقيام بمناورات لا يحمد عقباها، كما حصل في حرب الأنبار؛ التي مازلت مستمرة بعد أكثر من شهرين على بدايتها دون حل، وتوعدهِ للأكراد، ومحاولة التقدم نحو الشمال بقوات عسكرية، تهجمهِ على دول عربية وإقليمية من دون حساب التوازنات الدولية، دعمه لنظام بشار الأسد (ألبعثي)، الذي كانوا يحاربوه، ويتهموه بإرسال المفخخات والإنتحارين إلى العراق قبل الأزمة السورية، تهديده واستهانته بشخوص بارزة، تحظى بثقل جماهيري كبير، أمثال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس حكومة كوردستان مسعود بارزاني، هل يستوجب التغيير؟!

تسييس المستقل من المؤسسات، كهيئة الأعلام والاتصالات؛ التي يرأسها بالوكالة أيضاً، إغلاق مكاتب القنوات ألإعلامية الفضائية العراقية، وبعض مكاتب القنوات العربية في العراق، إغلاق مؤسسات صحفية ومنع نشر بعض الصحف، اعتقال الإعلاميين والصحفيين والاعتداء عليهم، فقط لمعارضتهم سياستهُ، يستوجب تغييرهُ؟!

أيام قليلة؛ ويحين موعد التغيير، لننهي القتال، الجدال، الدمار، ونرسي مبادئ الوفاق بدل النفاق، نعيد بلد الخيرات والثروات، بلد النعيم والملذات، بلد الجنائن والجنات، صوتك هو ضمان مستقبلك، فأمتثل لأمر المرجعية، وأعطه لمن يستحق.