23 ديسمبر، 2024 6:15 ص

هل يتكرّر سيناريو الموصل في البصرة..؟

هل يتكرّر سيناريو الموصل في البصرة..؟

عادتْ التظاهرات الجماهيرية الشعبية والعفوّية،الى شوارع مدينة البصرة وأقضيتها ونواحيها، وبشكل أقوى وأشدّ وأقسى، حتى بلغ عدد الجرحى والشهداء بالمئات،وتم إقتحام وحرق مبنى المحافظة ومجلس المحافظة ،وبعض المؤسسات الاخرى ، وإمتدّ الى الاقضية والنواحي وحرق بعضها ،مثل قضاء ابو الخصيب والزبير والهارثة والهوير وغيرها، ثم تطوّر الأمر وإتجه المتظاهرون الى مقرات الاحزاب وحرقها، مبتدئين بمقر حزب الدعوة والحكمة، وكُنّا قد حذرنا من ثورة عراقية تنطلق من البصرة وتصل الى بغداد، في التظاهرات الاولى، إن لم ُتلّبِّ حكومة العبادي مطالب الجماهير وحقوقه الشرعية والقانونية والاخلاقية ،كالماء والكهرباء والغذاء والدواء والخدمات، إلاّ ان حكومة العبادي،عالجت التظاهرات بحبوب مهدئة ومسكنات ،عبارة عن أكاذيب على شكل تعييّنات ،وتخصيصّات مالية ،لم تصل لحدّ الآن كما صرح محافظ البصرة، وهكذا وبعد أن بلغ السّيل الزُّبى، وبلغ الاختناق الحناجر، وإنتشرت ظاهرة تسمم ماء الشرب، وحصول عشرات الآلآف من الإصابات وإستشهاد العشرات ، لم يبقْ في القوّس من منزع، فخرجتْ البصرة وأقضيتها عن بِكرة أبيها ، مطالبة بإسقاط الحكومة المحلية ومجلسها الفاشل والفاسد،اليوم البصرة تنتفّض وتُعلن العصيّان المدني، بعد إسقاط المحافظة وتوقف دوائرها ، ولكن ماهو السيناريو القادم الذي ينتظرها، في ظلِّ إستخدام مُفرِط للقوّة ،من قبل الجيش والميليشيات،ذهب ضحية هذا العمل الهمّجي الإرهابي، لشباب أعزل يطالب بأبسط حقوقه الشرعية، تماماً كما كان شباب الانبار والموصل وديالى والحويجة وسامراء وبغداد، في تظاهراتهم عام 2013، وتم قتل وقمع المتظاهرين من قبل نوري المالكي شخصياً، بعد وصفهم بأبشع وأقذر الاوصاف الطائفية ( بيننا وبينكم بحر من الدم، وانتم خندق يزيد ونحن خندق الحسين، وهذه فقاعة نتنة، أنهو قبل ان تنهوا وغيرها من التصريحات القميئة ) ، وكانت النتيجة معروفة ،قيامه بتسليم مدن التظاهرات الى تنظيم داعش الارهابي الاجرامي وفعل ما فعل من إجرام ، اليوم ربمأ سيتكرّر السيناريو في البصرة، ونحن نحّذر بشدّة حيدر العبادي والاحزاب والميليشيات ، من حصول مجزرة وضياع مدن، لن تستطيع الحكومات إسترجاعها من قبضة الإرهاب ، وهذه المرّة ليس تنظيم داعش الارهابي فقط ، بل سيكون لقمة سائغة لمجاميع مسلحة متنوعة ميليشيات وغيرها، تقوم اليوم بحرق المؤسسات والدوائر الرسمية وقتل المتظاهرين، وحرق مقرات الأحزاب لإيجاد تبريرات لتدّخل ميليشياتها، وإفشال هذه التظاهرات وإخراجها من مسار التظاهر السلمي، الى مسار التظاهر اللاسلمي التخريبي ،من حرق الدوائر والمؤسسات الحكومية ، وخطف وإغتيال الناشطين ، وحرق آبار النفط وطرد شركات النفط الاجنبية ، لأن ما نراه في تظاهرات البصرة وإنحرافها عن مسارها الطبيعي، في الحصول على مطالبها الشرعية ، ما يؤكد إختراق التظاهرات، وإندساس بعض الأحزاب التي تمتلك ميليشيات ، لتنفيذ أجندة إيرانية وسيناريو إيراني واضح،هو إشعال حرب شيعية – شيعية في جنوب العراق، وإيجاد تبريرات التدخل الايراني في العراق، وضرورة إعادة الأمن والاستقرار له حسب زعمّه وتبريّره، وإفشال المشروع الامريكي وإستيراتيجيته في إسقاط النظام الايراني ،وتشديّد الحصار الاقتصادي عليه وخنقه ،حتى يعلن الإستسلام ويرحل عن السلطة ، وهذا قرار أمريكي لارجعة عنه ، إذن السيناريو الإيراني الذي نَفّذّه نوري المالكي في الموصل ،يجري تنفيّذه في البصرة، وعلى يد نوري المالكي وحزبه وميليشياته وأتباعه هناك،حيث نرى ونشاهد التصريحات التي تؤكد وجود مؤامرة حقيقية لتدمير البصرة، وتسليمها للميليشيات وايران، لتقويّض الحصار الخانق وتخفيفه عنها، والذي أخذ يشكّل ضغطاً قوياً على إقتصادها المنّهار ، والذي يشي بسقوطها الحتمي قريباً،وهنا لابد لنا ونحن نقف كشعب عراقي من الشمال الى الجنوب ،مع ثورة البصرة وأهلها ، ومع مطاليبهم المشروعة والمُلّحة ، لابد لنا أن نُحّذر العبادي وحكومته، من ألاعيب إيران وميليشياتها وأحزابها، والتوجه فوراً لتنفيذ مطاليب أهل البصرة بأقصى سرعة ،قبل أن تفلت زمام الأمورمن يدك، ليس في البصرة فقط ،وإنما في عموم المحافظات الجنوبية، وقد لمسنا تملّل المحافظات والتهيؤ لتصل التظاهرات الى بغداد، وعندها لاتستطيع الحكومة السيطرة على الاوضاع ،وتصبح الاوضاع كلّها في العراق ،خارج السيطرة، تماماً كما تريدها إيران وأحزابها وميليشياتها في العراق ، وعدم التسوّيف وإطلاق الوعود التي لاتستطيع تنفيذها الحكومة، كما كان يطلقها المالكي للمتظاهرين في المحافظات الغربية والشمالية، لتفوّيت الفرصة على من يريد الشرّ بالبصرة والعراق،في وقت فشل البرلمان الجديد ،من إختيار رئيس برلمان ،لإعلان تشكيّل حكومة جديدة ،تأخذ على عاتقها معالجة الأوضاع المترّدية، من خدمات وفلتان أمني في عموم العراق، وتغوّل ميليشيات وفصائل مسلحة ،تهدّد أمن وإستقرار العراق ، تنفيذاً لأجندات إقليمية ودولية ،إذن الصراع السياسي داخل البرلمان من قبل القوائم المزوّرة للانتخابات ، على المكاسب والمغانم والهيمنة على مقاليد السلطة ،وبيع وشراء الذمم في المناصب والتحالفات ،هو أحد أسباب وصول الأوضاع الأمنية الى الإنفجار ، لأن مشاريع هذه الأحزاب ليست وطنية ،وإنما مشاريع تابعة لأيران وإسترضاء لها في تنفيذ أجندتها ،إضافة الى التفكّيرفي المكاسب ومغانم السلطة ونفوذها وليس خدمة الشعب،هذا الصراع الذي تُغذّيه وتدعّمه بقوة كل من أمريكا وإيران ،هو مسألة وجود لديها،وهزيمة أي طرف هو هزيمة وفشل لمشروعه السياسي في المنطقة كلها، وليس في العراق فقط، فعليّه ، يعمل الطرفان بأقصى درجات الحذر والقوة لتشكيل حكومة تابعة ذليلة ولدت من رحم سيء هو التزوير،تنفّذ ما تريده منها، أمريكا أو إيران، بغض النظر عن ما يعاني من الشعب العراقي، من سوء خدمات وإنفلات أمني وفساد ،لامثيل له في التاريخ ،في جميع وزارات ومؤسسات الدولة،ترعاه حيتان الاحزاب ورموزها، لذلك نرى إهتمام الادارة الامريكية ورأيها فيما يحصل في البصرة وحولها، هو إهتمام عدم المبالاة، علماً أنها تدفع وتدعم الطرف الرافض للتدخل الايراني، وتؤجج الاوضاع هناك ، لتنفيذ هدف مركزي لها، وهو التبرير بضرورة الذهاب الى حكومة الانقاذ الوطني أو حكومة الطوارىء التي أخذت نغمتها، تتردّد بقوة هذه الأيام على لسان الشعب وقِواه الفاعلة في الشارع، وحتى على ألسّنة أعضاء الحكومة والاحزاب والبرلمان السابق، تريده أن يصبح مطلباً جماهيرياً للتدخل وغعلان حكومة الانقاذ بتفويض من الشعب ،وهكذا نراها صامتة عما يجري بل تصرح أنها تدعم المتظاهرين وحقوقهم المشروعة ، ما يجري على الارض في البصرة وغيرها، له أبعاداً خطيرة جدا على مستقبل العراق، لأنه ربما سيكون ساحة لحرب قادمة طرفاها أمريكا وايران، وإنْ لم يشتركان بها فعليا ً، ولكنْ من المؤكد أنهما سبباً في دعمها وإشعالها، ويكون وقودها شعبنا العراقي، تتفرج عليه الدول ، وما التصعيد بين قادة الحشد الشعبي وحيدر العبادي الأخير بدفع إيراني واضح ، بسبّب تصريحات العبادي، ورفضه أوامر الولي الفقيه المرشد الاعلى ،في خرق الحصار الامريكي على ايران ،وعدم تنفيذ القرار الامريكي ، جعل من حيدر العبادي العدو الاول لها في العراق، وهكذا إنفرط العقد بينهما ،بالرغم من ان العبادي قيادي، ومن منظومة حزب الدعوة الحاكم، ولكن خروجه عن الطاعة الايرانية جعله عدواً لدوداً لها، ويجب إسقاطه ، في تشكيّل الحكومة المقبلة ، وهذا السبّب الرئيس لفشل قائمة دولة القانون والفتح ،في التحالف مع قائمة النصر وتشكيّل الحكومة ،بل بالعكس ألآن الصراع الاساسي قائم بينهما داخل قبة البرلمان، في كذبة تحالف الكتلة الأكبر التي إبتدعها نوري المالكي وطبقّها مع إياد علاوي سابقا، ويريد أن يلعبها مع العبادي، فقام بتزوّيرتوقيع أعضاء جُدّد وضمهم الى قائمته، لتكون الأكبر، أو بشراء ذمم أعضاء فاسدون، وضمّهم الى قائمته، كما في قائمة قتيبة الجبوري واحمد ابو مازن وابو ريشة وسعدون جوير،وهكذا يريد ان يمرّركذبته ومؤامرته ، لإبعاد العبادي عن السلطة بأية طريقة ،والقفز ثالثة لولاية بكذبة الكتلة الأكبر، نعم سيناريو الموصل مُمّكن أن يتكرّر، وبصورة أبشع وأوسع وأقسى لأنه سيشمل جميع محافظات الجنوب، فإحذروا ياأهلنا من سيناريو الموصل في البصرة، الذي يسعى له نوري المالكي وأتباعه ..