22 نوفمبر، 2024 10:28 م
Search
Close this search box.

هل يتجزّأ الإقليم .؟

هل يتجزّأ الإقليم .؟

 العنوان اعلاه مشتق ومنبثق من الخبر الذي انتشر يوم امس وبِسُرعات لم تدنو من بلوغ سرعة النار في الهشيم , وكانت وسائلُ اعلامٍ بعينها هي التي تتحكّم بمعدلات سرعة الإنتشار . وكيما لا نبتعد عن جوهر الموضوع , فنصّ الخبر كما انتشر : < هل تفكّر السليمانية بالإنفصال عن اربيل > , وهو يعبّر عن المديات التي دفعت بالإتحاد الوطني الكردستاني لطرح مسألة الإنفصال عن اقليم كردستان , وصولاً الى انشاء وتأسيسِ اقليمٍ آخر ! قد يقود الى تشظيات سياسية وغير سياسية في هيكلة الأقليم , وبما اكثر من ذلك خطورةً .

  لا يمكننا كمراقبين الميل الى صحة هذا الطرح او عدمه , لاسيّما إدخال او ايلاج مفردة < تفكّر > من الجهة التي قامت بصياغة الخبر او عنوان الخبر , وهل ذلك كمناورة سياسية – اعلامية بالضد من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتولى قيادة الأقليم , أم أنّ ذلك كتمهيدٍ سيكولوجيٍ اوّليّ لأجواء الإنفصال , ولمراعاة اعتبارات الرأي العام الكردي وتهيئته نفسياً لمرحلة التغيير المقبلة – المفترضة .

وإذ لسنا هنا بصدد إعداد فهرست او قائمة ببلوغرافيا لكشف تسلسل الخلافات الحادّة بين الحزبين المذكورين , والتي تفاقمت شدّتها وحدّتها في الآونة الأخيرة بالرغم مّما لها من خلفياتٍ تكاد تشكّل الوقود الكافي لإشعال الأزمة بين الجانبين , فالأرضيّة لهذا الأنقسام المفترض غدت مهيّأة من زواياً متعددة .

لا ريب أنّ الوضع الراهن في كردستان العراقية يتجاوز مسألة التشاؤم والتفاؤل بالنسبة الى الرأي العام العراقي وغير العراقي ايضاً . لكنّ المتطلبات الوقائية ومقتضيات الإحتياط الأستباقي لأصعب الأمور في هذا الصدد , فإنها تفرض وقائعاً جديدةً في حال صحّة التوجّه نحو ذلك الإنقسام , ولعلّ اولى ” بعض ” تلك الوقائع أنّ انشطار الأقليم الى نصفين او اكثر فإنّما يصبّ في مصلحة الحكومة المركزية في بغداد < أيّاً كانت الحكومة ومن ايّة احزاب > ومهما قد يصدر من علائم النفي والإنكار لذلك .! , ثُمّ وبأفتراضٍ مسبقٍ آخر فإنّ انفصال ” السليمانية – معقل الأتحاد الوطني ” فسيقوي ويضاعف النفوذ الأيراني ودَوره وتأثيراته اللاحقة , ولعلّه سيزيد من كثافة التدخّل العسكري التركي في شمال كردستان العراق لمواجهة التطورات الجديدة .. ايضاً وفي الحسابات الأولية للإعلام ” وَ وِفق التوازنات او شبه التوازنات الآنيّة للوضع العراقي الجديد ومديات علاقته بأوضاع المنطقة والتي لم تتضح قَسَماتها ومعالمها بعد , فالوضع الكردستاني المتأزّم لم يصل الى حافات الخطر الحادّة بعد , رغم ما يكاد ملامستها .!

ثُمَّ , وبموجب هذه الحسابات فمن المتوقّع وصول مبعوثٍ امريكيٍ رفيع المستوى , لا الى بغداد , وإنّما الى الإقليم , وقد تؤدي وتقود لقاءاته بقيادة الأقليم الى تقديمِ تنازلاتٍ ما الى الإتحاد الوطني الكردستاني , كمحاولةٍ اوليةٍ عجلى لتضميد الأمور وضخّها بالمهدّئات والمسكّنات السياسية المؤقتة ! , فالوضع الدولي لا يتحمل ازماتٍ اكثر .

الى ذلك , ومن خلال النظر في او عبر المنظار الأقليمي الخاصّ , فقد يترآى أنّ طرح الإنفصال هذا غير بعيدٍ جداً عن عموم اوضاع الكرد في ” تركيا , ايران , وسوريا ” , فالجميع في حالة التهابٍ سياسيٍ وعسكري لم تعد تنفه معه مضادات ال Antibiotic

أحدث المقالات