يبدو أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عازم على تنفيّذ إستراتيجيّته الجديدة تجاه إيران بحذافيرها، رغم المعارضة الواسعة من الدول الاوربية والأسيوية ، والتي تتلّخص بفرض حصار إقتصادي ونفطي ،وصفه بالأقسى في التأريخ،في وقتٍ بدأ تطبيق هذا الحصارمنذ الخامس من تشرين الثاني الجاري، وسط تصريحات وتهديّدات إيرانية فارغة ، تنمُّ عن هزيمة مبكرة، فأولى التصريحات كانت للرئيس الإيراني حسن روحاني، قال فيها أنّ إيران (ستلتّف على الحصار وتهزمه) وتتكيف مع العقوبات وتهزمها، ثم عاد ووافق على إجراء لقاء مع الرئيس ترمب بلا شروط كما صرح ،للتفاوض حول ، إلاّ أن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ردّ عليه بالموافقة، ولكنْ على وفق الشروط الأمريكية ال(12)، والتي ترفضها طهران، إذن نحن أمام سيناريوهات كثيرة ومتنوّعة ، في المنطقة، عبرّ عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ( أي تهديد لأمن الخليج العربي سيتدخل الجيش المصري لحماية امن الاخوة في الخليج)، وهذا التصريح رسالة مهمة الى إيران وحكامها، الذي يريدون إشعال المنطقة بحروب بالنيابة، لإنقاذ نظام الملالي ، بعد تهديدّات قادة الحرس الثوري الإيراني ،وقادة الميليشيات التابعة لإيران وأذرعها، التي تعوّل عليها ،وتستخدمّها في مواجهة من يقف ضد مشروعها التوسّعي الديني الفارسي لدول المنطقة،اليوم إختلف الأمر بعد تطبيق العقوبات الاقتصادية ضد إيران، ومنع تصدير نفط إيران للخارج بشكل كامل، مع إستثناءات لثماني دول ، على أنْ تكون لفترة محددة ،وتحت إشراف الامم المتحدة وبكميّات تحددّها الادارة الامريكية،وقُلنا أن موعد تطبيق الحظر النفطي والاقتصادي على إيران، سيكون علامة فارقة بين عصرين، عصر قبل الحظر وعصر مابعد الحظر، ففي طهران يعمل الملالي والحكومة على إحتواء الصدمة في الشارع الايراني،ويعمل عدم نزول الشعب الى الشارع، بتظاهرات تهدّ أركان النظام، وهذا ما نراه الآن محتوماً خلال الأيام القادمة ، والنظام أخذ تحوّطات مالية وأقتصادية، لاتنجيه من الغرق، فالتومان في تدهور تأريخي لايتوقف يومياً، وينذر بإنهيار تأريخي، يؤدي الى إنهيار النظام نفسه، ورفع الراية البيضاء والدخول في مفاوضات مهينة وقاسية ،ويذعن للشروط الامريكية ال(12)، وهذا ماتريده الإدارة الامريكية وتعمل عليه بقوة ، مع الدول التي تتحالف معها ،أو الدول التي تؤيدها ،في أن إيران تشكّل خطراً كبيراً على أمن وإستقرار العالم والشرق الاوسط ،وعلى مصالح الدول فيه، ونعتقد هذا السيناريو الأقرب الى التطبيق القريب، ولكن والمعروف عن الفرس العناد والعنجهية الفارغة، والتهديّدات الجوفاء ، والظهور بمظهر القوة التي لاتقهر ،من حيث إعتمادها على أذرعها وميليشياتها في المنطقة ،التي تمولّها وتسلحّها لهذا اليوم ، أو إمتلاكها أسلحة الدمار الشامل، وتصنيع الصواريخ الباليستية العابرة، فهي تهدّد بهذه القوة ، وتعتمد على حلفائها في روسيا سوريا والعراق، وهذه القوة كلّها، لاتشكّل أي رقم في القوة الامريكية وتحالفها، لأنّ تفوق القوة العسكرية الأمريكية ،من أسلحة تدميرية هائلة وصواريخ عابرة للقارات وذكية ،وتحشّيد البوارج الحربية وحاملة الطائرات التي وصلت الى الخليج ونصب صواريخ باتريوت، قادرة على إحتواء إيران بأيام أو أسابيع ، ولكن العمل العسكري بالرغم من إدخاله في الإحتمال الوارد جداً ، إذا فشل الحصار الاقتصادي والنفطي، فهو مؤجل الآن، حتى تظهر آثار الحصار واضحة على مستقبل النظام وتنهكه ، هذا ياتي في إجراءات امريكية في فرض عقوبات على قطاعي النفظ والبنوك ،لإنهاك الإقتصاد وتدمّيره، ووضع الفصائل المسلحة التابعة لإيران ،مثل الميليشيات العراقية وقادتها، وحزب الله والحوثيين والحرس الثوري، وفيلق القدس الإيراني على لائحة الإرهاب ، كما وضعت إنذاراَ شديداً ،لكلّ من يرفض الحصار ضد طهران، وتعتبره في الخندق الإيراني، وإستثنت دولاً كالعراق في إستيراد مايحتاجه من كهرباء وأمور غذائية بسيطة ،لاتدخل في لائحة الحصار النفطي، حيث قطع العراق تصدير نفطه لإيران من كركوك، إذن كي لانستبق الأمور ،ويكون تفاؤلنا في غير محله، نقول أن الاجراءات الاقتصادية الامريكية، والتحضيرات العسكرية الكبرى وتحشيد الرأي العالمي وقيام تحالف دولي عسكري، والتهيؤ لأسوأ الاحتمالات لمواجهة إيران ،وتحجّيم دورها او إسقاط نظامها، صار أمراً محتوماً ، وقراراً امريكيا واوروبيا لارجعة عنه ، وجميع الوقائع على الساحة العسكرية والسياسية تؤكد هذا التحليل، أن نظام طهران وملالي طهران، أصبحوا من الماضي، ولابدّ من إزاحة هذا النظام ،الذي يشكّل تهديداً وخطراً على العالم ، لثبوت تورّطه ودعمه ورعايته للإرهاب ،وزعزعة إستقرار المنطقة ، وتغذيّة الإرهاب العالمي، وهذا ما أثبتّتهُ عملية إكتشاف الخلايا التابعة للقنصلية الإيرانية في فرنسا والدانمارك مؤخراً ، وطلب هذه الدول والاتحاد الاوروربي، قطع العلاقات مع إيران ، وفي الصعيد العسكري في سوريا ألآن ،هناك تحرك أمريكي لإحراج النظام السوري وإستنزاف الميليشيات ،وتهديدات داعش على الحدود السورية العراقية ،وتخوّيف الجانب العراقي من عودة داعش ، لإيجاد تبريرات لتحجيم وحل الميليشيات ،وسحبها من سوريا وحلّها في العراق، وذلك بإصدار أوامر قبض دولية ضد قادة الميليشيات العراقية ، كما يحصل الآن مع نائب الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس ،التي أعلنت السفارة الامريكية في بغداد نيتها تنفيذ مثل هكذا أوامر بحجة تحويل مليارات الدولارات لايران وهذه معلومات متوفرة لدى هيئة النزاهة العراقية، وما التوافق الأمريكي –التركي في كل من سوريا والعراق ، حول مواجهة داعش وحزب العمال الكردستاني ،إلاّ سيناريو آخر للتوصل الى توافق تركي – أمريكي حول مواجهة إيران في سوريا والعراق، وتحجيّم وإنهاء دورها ونفوذها فيهما، بالرغم من أن تركيا رفضت تطبيق الحظر الاقتصادي على إيران، وذلك ليس لسواد عيون الملالي وخامنئي ، ولكن لأن لتركيا حاجة تبادل أقتصادي ملحة مع إيران، لايمكن الاستغناء عنها تقدر بمئات المليارات من الدولارات ، وفي العراق ، ما زالت أمريكا تعرّقل نفوذ إيران في تشكيل حكومة تابعة لإيران، بالرغم من إعلان إيران أنها (فازت بالرئاسات الثلاثة على أمريكا) ، وهذه كذبة ورفع معنويات ايرانية لأجنحتها في العراق ،وللإستهلاك والتسوّيق الإعلامي فقط، والدليل أن الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ، فرض توافقياً على أجنحة إيران ، وبموافقة إيرانية، لأن فشل إيران في تنصيب هادي العامري أو نوري المالكي ، يعدُّ نصراً أمريكا على إيران في العراق، والتي كانت ايران تعول عليهما وتصرُ على تسويقهما لرئاسة الوزراء وتشكيل حكومة ايرانية بإمتياز، وهذا التأخير في تشكيل حكومة المرشح التوافقي عادل عبد المهدي سببه هذا الصراع بين أمريكا وأيران في العراق، وسيستمر الى شهور أخرى،إذن ألإستراتيجية الامريكية ماضية في نجاحها لمواجهة إيران وتركيعها ، وماسكة بنفوذها دفة التغيّير في المنطقة،وما إعتمادها على دول الخليج العربي والسعودية حصراً، في إنجاح الحصارالنفطي ، وتعويض النفط الايراني لدول العالم، إلاّ بداية لإسقاط نظام الملالي، وحتى أزمة اليمن الآن في طريقها الى هزيمة للحوثيين في الحديدة ،وإنهيارهم فيها ونهايتهم، بعد قرار مجلس الامن الدولي حول فرض السلام على الحوثيين والتفاوض مع الحكومة الشرعية فيها، وعودة الشرعية لليمن وتسليم السلاح الحوثي، إذن ما نراه في مشهد الحصار التاريخي الأقسى على إيران ، الذي تم تطبيقه ألآن ،ودخل حيّز التنفيّذ اليوم، وذلك بتحذّير جميع السفن ،من الإقتراب من النفظ الايراني، ومحاولة طهران الإلتفاف على الحصار، الاّ لحظة تأريخية للفظ النظام الايراني أنفاسه الأخيره ، في مواجهة نهايته المحتومة، فهل نشهد ونشاهد ،المرشد الأعلى خامنئي وهويتجرّع كأسَ السُمّ ، كما تَجرّعهُ من قبل، سلفهُ الخُميني على يد العراقيين ، نتمّنى ذلك قريباً…