23 ديسمبر، 2024 2:01 م

هل يبكي القادة السياسيين في العراق  كما بكى  الرئيس  المصري الجديد  مرسي ؟

هل يبكي القادة السياسيين في العراق  كما بكى  الرئيس  المصري الجديد  مرسي ؟

وأنا أتابع حالي لايفرق عن  حال أي أعلامي  يراقب التطورات السياسية في العالم وثورات الربيع العربي التي طالت دول المنطقة وأزالت بعض الطغات والظالمين في المنطقة  من الذين سرقوا أعمار شعوبهم  بالخداع والتحايل بأسم الوطنية وصنعوا لهم دكتاتوريات عائلية ظالمة توارثوها بالحكم سرقوا من خلالها أحلام وقوت شعوبهم ليصبحوا بعدها  تجار مال و رجال أعمال  وتبقى شعوبهم للجوع والحرمان مضربآ للأمثال . لفت نظري مشهد ربما غريب بعض الشيء أن يكون في عصر العولمة والديمقراطية وحب الأنا ومن حاكم عربي وقائد سياسي أسلامي جديد أعتلى عرش رئاسة مصر مؤخرآ بعد ثورات الربيع العربي لكن المفارقة هنا أنه  لم يعتلي العرش  كسابقيه  من الزعماء متسللآ بدبابة عسكرية الى القصر الرئاسي أو بتعيين وتنصيب من دول الاستعمار القديم أوالحديث  وأنما جاء بأصوات شعبه وبصناديق الاقتراع التي أوصلته للرئاسة وفق الديمقراطية الحديثة ، المشهد الذي أثار أهتمامي وجعلني أتأمل بصمت  حين قام  الرئيس المصري محمد مرسي بزيارتة  الاخيرة الى السعودية مؤديآ مناسك العمرة ولحد هذه اللحظة لايوجد شيء غريب في الآمر وأنما الغريب المشهد الملفت للأنتباه عندما صلى  الرئيس مرسي صلاة الفجر في الحرم المكي جماعة خلف أمام الحرم الذي تلى في صلاته أيات من سورة أبراهيم  وكانت الاية (( وسكنتم في مساكن الذين  ظلموا أنفسهم وتبين  لكم  كيف فعلنا  بهم  وضربنا  لكم الامثال )) عند سماع هذه الآية أرتعب الرئيس المصري من رسالة الله  التي وصلت الى أسماعه وفؤاده وأنهالت دموعه وأخذ يجهش بالبكاء وهو يصلي ويتأمل بهذه الايات الكريمة ظهر عليه التأثير الشديد رصدته كل عدسات المصورين والاعلاميين المتواجدين في الحرم المكي . ذلك المشهد الذي يتسم بالخشوع والخضوع من الرئيس مرسي الذي لم تمر الا أيام على أستلامه لمنصبه أرتعب  الرجل وأرتعدت أوصاله ودب الخوف في جسده وهو يقف أمام حضرة الله وأمام بيته وكعبته المقدسة في دنيا هزيله هي ملكه اليوم كحاكم  ومسخرة له ليس فيها محاسب غيره وغير الملوك الذين صنعهم رب العزة  والقادر على أن ينزع الملك منهم كيف يشاء وبأي ساعة  وليس في الآخرة  التي  فيها حساب الله على صغائر الامور وكبائرها. لم يقترف الرجل أي أساءة في حكمه بعد لأن عمر رئاسته لمصرقصير ماهو الا أيام معدودة على أستلامه المنصب لكن الرجل وقف وبجانبه يقف ضميره الذي أستنطقه بسؤال ! مالذي أبكاك يارجل  هذا البكاء عند سماعك هذه الآية  الكريمة ؟ هل هي الامانة التي حملتها وهي رئاسة مصر أم هو المسكن الجديد  الذي سكنته ((القصر الجمهوري )) والذي أشارت له الآية (( سكنتم في مساكن الذين ظلموا )) ذلك القصر  الذي سكنه الرئيس الذي سبقه في الحكم والظلم الذي أقترفه بحق شعبه  أذن هي  رسالة تحذيرية قوية من الله تعالى أرسلها الى رئيس  مصر بلد الفراعنة والملوك  ويبدو لي أن الرئيس قد أستلمها بحرارتها لكن الأيام القادمة هي الكفيلة بأثبات صدق الرجل بخشوعه وألتزامه مع الله. المشهد وأنا أتأمل لحظاته قارنته ببلدي العراق فأحزنني حال أخواني من  قادة العراق الجديد من السياسيين  ورجال الدولة و تسألت بيني وبين نفسي  كيف هو حالهم وهم جميعآ قد سكنوا وأستقروا في  مساكن الذين ظلموا وضربت لنا ولهم الامثال بماجرى بمن سبقهم في الحكم والقيادة  من تقتيل وتشريد جزاءآ لما أقترفوه من ظلم بحق شعبهم . فقلت في نفسي لابد وأن نوجه سؤال مضمونه هل قرأ أحد من قادتنا الجدد هذه الاية الكريمة ؟وهل تأمل فيها وراجع أمره وأنكر وجوده أمام الشعب العراقي وأنحنى لله خاشعآ متراجعآ عن سلوك مسيءأو فعل ندم عليه وهنا أذكر بوضوح أنني لا أتوجه الى الحكومة فقط  بكلامي بل الى البرلمان والقادة السياسيين و رؤساء الاحزاب وصناع القرار في العراق الجديد وقادة الرأي والمجتمع كلهم  مسؤولين في هذه القضية أمام الله  فالعراق اليوم لايحكم من رئيس جمهورية حتى يعاتب  ولامن رئيس وزراء لكي يحاسب ولامن رئيس برلمان لكي يلام ويراقب ولامن قادة كتل وأحزاب لكي تتم مسألتهم الكل شريك في القضية أمام الله والشعب والجميع قد سكن في مساكن الذين ظلموا فهم شراكة وطنية في كل شيء أمام الشعب وأمام الله  سيحاسبون ولا يمكن أن يحملوا أحدآ المسؤولية الكل مشترك وعلى الشعب أن يوجه لهم جميعآ سؤال مضمونه هل يبكي قادة العراق الجديد كما بكى  الرئيس مرسي حتى ولو في السر وليس أمام الناس؟  أعتقد جواب هذا السؤال سيسجله التاريخ الذي يدون كل شيء ولايغادر صغيرة ولاكبيرة الاأحصاها . التاريخ الذي  يدون الحقائق كماهي التاريخ المجرد من الرحمة والعواطف والانحياز لجهة دون أخرى المجرد من الطائفية المقيتة والنزعات القومية الانفصالية والعمالة والاجندات الخارجية التاريخ الشريف الذي لايدون الا الاحداث والوقائع، وسيكون الناجي منهم  بتقديري من يصدق أمام الله والشعب ويراجع ضميره أمام الوطن ويستعرض في ذاكرته ماجرى  للسابقين من عقاب ونكبات لتخلد أمام عينيه هذه الكلمات ( أن الانظمة و الحكومات  تأتي وتذهب والشعوب باقية )…