23 ديسمبر، 2024 11:53 ص

هل يبقى الأردن وحيداً

هل يبقى الأردن وحيداً

رغم كل الظروف التي يتعرض لها القطر الأردني سياسياً وإقتصادياً وما يحيط بهذا البلد من حروب ومشاكل طائفية وقبلية، إلا أنه يبقى واثقاً من مواقفه الوطنية والقومية مستنداً إلى قاعدة الإلتفاف الجماهيري أولاً والعربي ثانياً، والسمعة التي يتمتع بها في المحافل العربية والدولية، وما قراره الأخير بسحب السفير الأردني من الكيان الصهيوني على أثر التصرف الإرهابي المستمر ضد شعبنا ومقدساتنا في القدس الشريف والأراضي الفلسطينية، وعدم احترام حق الشعب الفلسطيني في العيش والإستقلال على أرضه، من قبل حكومة التطرف الإسرائيلي وعصاباتها المتشددة التي تمارس أقصى حالات الإرهاب والقتل والتدنيس بحق الشعب الفلسطيني، وعدم التزامها بالقرارات الدولية والمعاهدات المبرمة مع الأردن الذي  له الحق في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس قانونياً ودستورياً، ولكن هل يبقى الأردن وحيداً في مواقفه القومية ودفاعه المستميت عن الأراضي المحتلة؟ أين منظمة المؤتمر الإسلامي؟ وأين لجنة القدس المنبثقة عن الجامعة العربية؟ وأين هم الذين يطبلون ليلاً ونهاراً بتحرير القدس بعد تحرير العراق؟ وأين تركيا التي تدعي أنها حامي الحمى للإسلام ومقدساته.
 
لقد زرعوا لنا عصابات داعش وماعش والإخوان المسلميين والقاعدة وبيت المقدس وغيرها من عصابات الإرهاب التي تنادي بتحرير فلسطين، ولكن في الحقيقة إنها من رحم هذا الكيان البغيض الذي لا يألوا جهداً في زرع الفتن في هذه الأمة التي تعاني من حروب طائفية وعصابات متشددة الهدف الأول هو تحويل أقطار هذه الأمة إلى دويلات كسيحة تضر ولا تنفع.
 
إن الموقف الأردني الشجاع يعلو على كل المواقف التي لم تجرؤ أي دولة عربية أو أجنبية على اتخاذه، لذا على جماهير الأمة وقادتها الوقوف مع الأردن ومساندة هذا الموقف البطولي والشجاع، الذي سوف يؤدي إلى إيقاف هذا التعنت الصهيوني وأساليبه المجرمة بحق شعبنا الفلسطيني ومقدسات المسلمين.
 
إن الإنتظار أو الترقب لمواقف دولية اتجاه ما يجري في القدس من قبل بعض الدول العربية، لن يوصلنا إلى حل وإنما سوف يزيد من استهتار هذا الكيان المتطرف ويشجعه على الإستمرار في حقده على أمة العرب والإسلام. إن الخطر لا يقف عند هذا الحد، وإنما سوف يستمر، ونزيف دماء ابناء شعبنا في فلسطين سوف يتسع إذا لم يقف قادة الأمة وشعوبها الموقف الذي يحتم عليها أن تتخذه في نصرة ابناء شعبنا في فلسطين، وأن تقبل شعوبنا العربية أن يتحول القدس الشريف إلى مستوطنة يحكمها إرهابيون كفرة، وإن السكوت على هذه الجريمة وتمرير مخططات اسرائيل التوسعية، سوف يكون وصمة عار في جبين الأمة العربية والإسلامية.