التاريخ دروس وعبر والعاقل من يتعظ بعبره . الضربات التي وجهت لاقليم كردستان قبل عدة أشهر وعادت بشكل مستمر طوالى الايام العشر الماضية والتفجيرات والاغتيالات المتزامنة معها، تؤشر لبدايات قد تدفع بطهران الى اقتحام مناطق في الاقليم عندما تجد استمرار التواجد الاجنبي الاستخباراتي وخاصة الاسرائيلي في الاقليم الذي تعتبره مهدداً لأمنها القومي.
جهات أجنبية في مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل تدفع بالاقليم لاستفزاز بغداد وطهران وهو نفس ما قامت به الولايات المتحدة ودول حلف الناتو بدفع ودعم أوكرانيا في استفزازها لروسيا ، صبرت عليه هذه الأخيرة تحديدا منذ الصدام بين الطرفين عام 2015 وما تبعته من صدامات أخرى حتى تفجرت في الغزو الروسي لأوكرانيا.
لذلك فإن الاقليم يقوم في هذه الايام بلعب نفس الدور الاوكراني المستفز لروسيا وذلك باستفزاز مستمر لبغداد وطهران في وقتٍ لم تلعب فيه تركيا ايضا دور المتفرج ، فضربت ودخلت في سنجار بل حتى وصل بها الأمر الى أن تضرب السليمانية.
إن لم يتعظ الاقليم ويطبق سياسة الحياد فان احتمالات توغل ايراني او تركي اعمق مما نشاهده اليوم بل وحرب شبيهة بالحرب الروسية الأوكرانية لن يكون مستبعداً في المستقبل القريب وهو ما لا نتمناه.