22 ديسمبر، 2024 5:05 م

هل وصلت المجاعة… الخليج والحرب الروسية الاوكرانية..

هل وصلت المجاعة… الخليج والحرب الروسية الاوكرانية..

تعيش اغلب الدول العربية اليوم وفي مقدمتها العراق ودول الخليج العربي على المنتوج المستورد من خارج بلدانهم بدأً من رغيف الخبز مرورا بالزيوت والرز واغلب المنتجات الغذائية إضافةً الى السلع والمواد الكهربائية وصولا الى المكائن كالسيارات والساحبات الزراعية والصناعات من الآليات الكبرى والبواخر والطائرات واغلب ما يحتاجه الانسان في ظل التطور الصناعي والحضاري الموجود… ولقد قامت هذه الدول بإعطاء نفسها ومواطنيها بالدول والشعوب المرفهة وهي في الحقيقة كل رفاهها أتاها بفضل اعمال وانتاج غيرها من الدول والشعوب.. والمشكلة الكبرى ان ابناء شعوب هذه الدول والعراق في مقدمتهم تجاهلوا بالكامل اهم قطاع موجود لديهم وهو القطاع الزراعي واعتمدت هذه الحكومات على الصناعة النفطية فقط ولم يفكروا في مستقبل ربما سوف يكون قريب عندما تصل الاسعار لكل كيس طحين مقابل برميل نفط وربما أمنت اغلب دولنا العربية وللأسف على غذائها من دول ترى تقلباتها السياسية تجاه الدول العربية في اي لحظة تشاء وبمجرد انتهاء مصالحها الاقتصادية من هذه البلدان… اليوم الاغلبية من امة العرب وبعد اندلاع القتال بين روسيا واوكرانيا تعاني من ارتفاع في الاسعار في اغلب المواد الغذائية وكل الاحتياجات اليومية التي يحتاجها الانسان ضمن مفرداتها اليومية المنزلية. والسبب هو اهمال هذه الدول القطاع الزراعي وعدم تشجيع القطاع الخاص وكذلك السياسات الخاطئة وسوء الادارة الحكومية واثارة النعرات والبغضاء بين شعوب تلك الدول…..ولوكانت هناك تخطيط صحيح فلوجدنا اليوم الاراضي الزراعية في العراق بلاد الرافدين وارض السوادين تغطي بإنتاجها كل الاسواق العراقية والخليجية عموما وماذا ينقصنا غير التخطيط واتفاقات وتفاهمات بين الحكومات.. فالقمح مثلا نستطيع زراعته في كل الاراضي العراقية ولو توفرت ادوات السقي والاسمدة الكيميائية والمتطلبات الزراعية فان باستطاعة العراق ان يعلن الاكتفاء الذاتي له ولأشقائه في دول الخليج واصبحنا من المصدرين ووفرنا المليارات من العملة الصعبة وانا متأكد بصفتي احد ابناء الفلاحين ان العملة الصعبة التي تدفعها الحكومة العراقية لمدة سنة واحدة ثمن القمح المستورد تكفي لتوجيه وتوفير متطلبات وتجهيزات زراعية والاستفادة منها لعشرات السنين وهكذا لبقية المنتوجات الزراعية الاخرى وبالمقابل سوف يكون هناك تشجيع للمزارع العراقي في حالة فتح الاسواق الخليجية مقابل انتاجه الزراعي… اكتب مقالتي هذه وارى اصبح من الواجب علينا اعادة حساباتنا كدول وشعوب في انتاجنا الزراعي والعمل على اعادة الخبزة العراقية الى اسواقنا واسواق الدول المجاورة لنا.. وقد ذكرني احد الاصدقاء عندما بعث لي رسالة محتواها مناشدة وزير التجارة الكويتي العالم للتدخل في مسار البواخر التي تأتي محملة الى دول الخليج العربي من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى ويتم تغيير مسارها الى دول اوربا وقال ان اللعبة اصبحت مكشوفة من فوق الطاولة.. وعليه يجب ان نأخذ حذرنا وحيطتنا وان نضع شعار نعم نعم نعم لعراق اخضر من شماله الى جنوبه ونعلنها للعالم ان رغيف الخبز اهم من برميل البترول……