8 أبريل، 2024 9:46 ص
Search
Close this search box.

هل واشنطن غير قادره على أيقاف الحمله الهمجيه على غزه؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يروي رئيس وزراء الكيان الأسبق أسحق شامير أنه في أحدى ليالي حرب الخليج الثانيه عام 1991 ما نصه: أيقضني الرئيس بوش (الأب) بعد منتصف الليل وخاطبني بأسلوب يخلو من اللياقه الدبلوماسيه المعهوده قائلا أيزاك عليك ان لا ترد علىالهجمات الصاروخيه العراقيه وأغلق التلفون ولم يعطيني اية فرصه حتى لمناقشة الأمر. وأمتثلت لما طلب. هذه المداخله منشوره وموثقه بالصوت والصوره. وبالتأكيد ما أدلى به بوش الأب كان أمرا وليس نصيحه, ولم يترك بوش لقادة الكيان انذاك اي خيار سوى تنفيذ ما أمر به دون نقاش. ورغم الخسائر الكبيره التي سببتها صواريخ غراد العراقيه للكيان, جائت الأوامر الأمريكيه واضحه وصريحه لكون تدخل الكيان بالحرب يضر بمصالح امريكا ويسبب الأحراج للحلفاء العرب خصوصا الذين دعموا وشاركوا في عاصفة الصحراء التي شنتها الولايات المتحده وحليفاتها لأخراجالجيش العراقي من الكويت, وهذا هو المعتاد في تعامل أمريكا مع الكيان. عندما تتهدد المصالح الأمريكيه تصدر الأوامر. اما اليوم فالأمر يبدو مختلفا لغير العارفين. فقد صرح بايدن ولعدة مرات أنه ينصح فقط ولم يأمر بأيقاف القصف الهمجي رغم ماسببه من قتل وأصابة مايقرب المائة ألف ضحيه جلهم من النساء والأطفال وكبار السن وتشريد اكثر من مليون انسان. وزادت الأداره الأمريكيه ولغها بالمحضور عندما أوضحت على لسان الرئيس بايدن ووزير الخارجيه توني بلنكن وجاك سوليفان مستشار الأمن القومي  بأنها تقف ضد وقف أطلاق النار وتقدم بسخاء الأسلحه والأعتده التي تضمن تحقيق أهداف تل أبيب متجاهلة المجازر البشعه التي استنكرتها كافة شعوب العالم ورفضتها اكثر من مائة وخمسين دوله بضمنها الدول العربيه والأسلاميه كافه. وكأن دماء الأطفال الأبرياء و صراخ الأمهات الثكالى ومناظر الدمار والقتل العشوائي لم تحرك بعد مشاعر سيد البيت الأبيض. وهذا الموقف الأمريكي النشاز متوقع وترسمه مصالح أمريكا الأستراتيجيه وحسابات الأنتخابات الرئاسيه القادمه:

المصالح الأمريكيه : أن خلق دولة أسرائيل فوق أرض فلسطين جاء ليخدم هدفين ستراتجيين للعالم الغربي ككل. أحداهما التخلص من العبأ الذي كانت تشكله الكنتونات اليهوديه المنعزله والمضطهده على الحكومات الأوربيه ومن ثم امريكا. وهذا الهدف تقاطع مع هدف ستراتيجي أخر هو خلق دوله وظيفيه في قلب الوطن العربي وجعلها قاعده متقدمه لحماية مصالح العالم الغربي في منطقه الشرق الأوسط.وحماية الكيان اصبحت من صلب واجبات الرئيس الأمريكي, ولم يتجرأ أي رئيس التغريد خارج السرب, ديمقراطيا كان أم جمهوريا. وفي النهايه ما الرئيس الامريكي سوى موظفا أعلى في البيت الأبيض ينفذ بأسلوبه الخاص سياسات ستراتيجيه وضعت له ولغيره منذ عشرات السنين.أما القول أن الصهاينه يقودو أمريكا فهو محض هراء.فالمتحكم بحبال اللعبه هو الأداره الأمريكيه وليس العكس. وما أسرائيل سوى بيدق متقدم أنتشى بما قدم له من رعايه وأمتيازات وأصبح الأبن المدلل الذي لايرد له طلب شريطة أن تتماها طلباته مع الأهداف الأستراتيجيه للراعي الأكبر. وسيستمر الغرب بقيادة الولايات المتحده الدفاع عن أسرائيل ظالمه اومظلومه طالما أن بقائها يخدم مصالحهم في المنطقه.ولن يتركو الكيان  وحيدا ألا في حالة أنتفاء الحاجه لخدماتهوعندها سيرمى فريسه سهله لدول الجوار ويحل به ماحلباوكرانيا وغيرها.

الأنتخابات الرئاسيه الأمريكيه: لا يخفى على أحد الصراع المحتدم بين الديمقراطيين والجمهوريين للفوز بكرسي الرئاسه عام  2024. وأخذ السباق الرئاسي منحى غير مسبوق نتيجة للعداء الشخصي الذي وصل حد تكسير العظام بين الرئيس جو بايدن وسلفه الرئيس دونالد ترمب. وكما يعرف المتابعون للشأن الأمريكي الأثنان بايدن وترمب مهددان بعقوبات قضائيه لا مفر منها في حالة الفشل. ولو أن حالة ترمب أكثر تعقيدا بسبب عشرات القضايا المرفوعه ضده, لكنبايدن ليس بمنئى عن المسائله القانونيه في حال فشله بسبب دعاوي الفساد المتهم بها أبنه هنتر. وفي حالة فوزترمب كما تشير كافة أستطلاعات الرأي (سيجرجر) بايدن ألى المحاكموسيذيقه من نفس الكأس. الرئيس بايدن في مأزق لا يحسد عليه لذلك يعمل بأستماته لكسب أصوات الناخبين وبأي ثمنخصوصا أصوات الأقليات اليهوديه والأفريقيه واللاتينيه والعربيه التي ستخلق الفارق في كسب الأنتخابات الرئاسيه. ولم يأتي تأييد بايدن المطلق لأسرائيل لدوافع دينيه او عنصريه كما يعتقد البعض بل لحسابات أنتخابيه ومصالح استراتيجيه بحته لا علاقه لها بالعنصر أو الدين. وبلغة الأرقام والمصالح سيسعى بايدن لكسب أصوات اليهود على حساب العرب والمسلمين, ( 3.7 مليون مسلم امريكي مقابل 5.9 مليون يهودي امريكي.) فالحسابات الرقميه ترجح أفضلية كسب اليهود لما يتمتع به يهود أمريكا من أغلبيه عدديه في الأصوات ونفوذ مؤثر في عالم المال والأعمال والأعلام, المرئي والمسموع والمقروء مقارنة بالأخرين. ومسك العصا من الوسط في الصراع القائم بين العرب واليهود لن يخدم الهدف المنشود وهو الفوز بكرسي الرئاسه. أما العداله وحقوق الأنسان فتلك مشغلةالبسطاء والفقراء. ولن يتغير تأييد أمريكا المطلق لأسرائيل الافي حال أدت الحرب الى الأضرار بمصالحها في المنطقه.وعلى الأرجح يجري التغيير عادة بالتنسيق والتفاهم مع اللوبي الصهيوني في واشنطن. ويبدو أن الحرب المستعره بدأت تسبب أضرار جسيمه للمصالح الأمريكيه في لذا حان وقتالتغيير في المواقف وسوف تصدر الأوامر وليس النصائح قريبا لتل ابيب لأيقاف الحرب. وبالمقارنه مع بايدن, يحظى ترمب بتأييد لايتزحزح من قبل الأغلبيه البيضاء التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض, خطاباته الشعبويه نجحت في شحذ همم  المتعصبين الأمريكان وخلقت جيل داعم  ومناصر له لأخر مدى للفوز بكرسي الرئاسه ثانية. ولا يهم ترمب شأن ألأقليات الأخرى التي تصوت أغلبها تقليديا الى الحزب الديموقراطي,ويكفيه أن كافة الأستطلاعات ترجح فوزه المريح على خصمه اللدود جو بايدن. أما حرب غزه فهي ليست من اهتماماته.

الموقف العربي: ليس خافيا على أحد أن غالبية الشعوب العربيه تقف صفا واحدا مع عدالة القضيه الفلسطينيه وتنبذوتقاوم ما يتعرض له الفلسطينيين من حرب أباده وتهجير. وهذه حقيقه مسلم بها ولايستطيع أحد تجاهلها أو الوقوف ضدها حتى من أقرب حلفاء الولايات المتحده الذين اصيبو بالدهشة والأحراج جراء موقفها  الداعم لحرب الكيان على غزه. وهناك حقيقة أخرى تكمن في المقاربه المتصاعده ,ولو بنسب متفاوته, بين الموقفين الشعبي والرسمي الداعم للحقوق الشرعيه للشعب الفلسطيني في أغلب الدول العربيه والأسلاميه وهذا أمر يجب أن يدركه ويحترمه كل المعنيين بالصراع العربي اليهودي.  ورغم التهديدات والضغوطات المعلنه وغير المعلنه على داعمي القضيه الفلسطينيه, تظل هناك خيارات عديده متاحه بيد القاده العرب لو أجادو أستخدامها لأنكفأت دولة الكيان وأنحسر داعميها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب