23 ديسمبر، 2024 10:07 ص

هل هي مواقف للإستهلاك المحلي أم الدولي؟!

هل هي مواقف للإستهلاك المحلي أم الدولي؟!

ليس هناك من أدنى شك من إن الشعب العراقي الذي يعاني الامرين من الاجواء الاستثنائية للحروب و الدمار و التأثيرات السلبية المتداعية عنها منذ أيلول من عام 1980، لم يعد بوسعه تحمل المزيد منها بعدما وصل حاله الى أسوء مايکون، وهو يتطلع بل حتى إنه يحلم بفترة لايجد فيها الآثار و التداعيات السلبية للحروب و المواجهات المختلفة عليه.
عندما يطلق هاشم الموسوي، المتحدث الرسمي بإسم حرکة النجباء تصريحا ناريا يؤکد فيه بأن”قوات النجباء ستستهدف القوات الامريكية في سوريا والعراق اذا استهدفت القوات الايرانية في سوريا .”، فإن هکذا تصريح لن يلقى أي صدى أو ترحيب من جانب الشعب العراقي الذي لاقى الامرين من جراء المواقف و التصريحات العنترية المتشنجة و يتطلعون لتصريحات و مواقف مرنة و منفتحة على الاخر و تبعث على الامن و الطمأنينة و ليس العکس، خصوصا وقد صار واضحا للشعب العراقي بأن هذه العنتريات ضد الامريکيين بشکل خاص وفي ساعة الشدة، ليست إلا هواء في شبك!
المجزرة الجديدة التي إرتکبها نظام الديکتاتور السوري بشار الاسد في دوما و التي أثارت ضجة و ردود فعل قوية، حيث بادر الى إدانتها معظم بلدان العالم، يبدو مثيرا للسخرية و التهکم عندما نسمع مثل هذا الموقف الذي لايعدو عن کونه لمجرد الاستهلاك، وهو عديم القيمة و الاهمية بحيث إن الامريکيين لن يتجشموا حتى عناء الالتفات إليه.
إستعجال حرکة النجباء و غيرها من الميليشيات التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالاصطدام مع الامريکيين، کما يؤکد على ذلك قادة و مسؤولون إيرانيون و يشددون عليه بإستمرار و بغض النظر عن الکثير من الامور المتعلقة به، هو أمر ليس فيه من أية فائدة تذکر للعراق و الشعب العراقي، بل وإنه وفي أفضل الاحوال يعطي إنطباع سئ عن العراق و شعبه، ومن الضروري جدا عدم السماح رسميا بإطلاق هکذا تصريحات لاتتفق مع السياسات المتبعة من جانب الحکومة العراقية التي تعلم جيدا بأن ليس في مصلحة العراق أبدا إتخاذ موقف عدائي من الولايات المتحدة الامريکية.
الامر المطلوب و الضروري على الدوام، کان و سيبقى تحديد و لجم دور هذه الميليشيات المسلحة المسيرة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و عدم السماح لها أبدا بتخطيها الخطوط الحمراء و إتخاذها مواقف لاتتفق إطلاقا مع التوجهات الرسمية للعراق مثلما لاتلقى أبدا ترحيبا شعبيا، خصوصا وإ الدعوات المطروحة دوليا و عربيا و إسلاميا من أجل قطع أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة و التي من ضمنها هذه اميليشيات، لازالت مطروحة بقوة.