15 أبريل، 2024 11:05 م
Search
Close this search box.

هل هي عطل “استسقاء” كالّتي من اليوم ولغاية الأحد, وما حقيقتها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا أجد معنىً يمكن به إيجاد تفسير مريح لهذه “العُطل” الّتي تمّ الإعلان عنها رسميًّا أكثر من مرّة في هذا الصيف ولربّما الصيف السابق والّذي قبله وقبله وآخرها تعطيل دوائر الدولة ابتداءً من هذا اليوم الأربعاء ولغاية الأحد القادم, ولا أجد سببًا لهذه الظاهرة برأيي وربّما هي مجموعة أسباب من الممكن تكن واحدة منها أو بمجموعها تفسير مصيب, أولاها درجة الرقّة و”النزاكة” الّتي وصل إليها المواطن العراقيبعد أن وصل إلى مستوى عالي من الرفاهيّة والتطوّر منذ ما بعد وصول الديمقراطيّة عام 2003 ونجاحها الكبير على مستوى الوطن وعلى مستوى المواطن في تنظيم شؤون الدولة والقفز بها لمصاف أعتى الديمقراطيّات في العالم “بحسب رئيس وزراءعراقي متديّن هو المالكي” ,كيف لا وقد استغلّ قادة البلد التريليون والمائتي مليار دولار الاستغلال الأمثل أوصلت رقّة الحياة بما لم تصل إليه زمن حمورابي ولا حتّى أيّام “البغددة” زمن العبّاسيين عندما كانت بغداد “مركز العالم حضاريًّا” وفق ما وصلنا بالطبع, خاصّةً وقد فاز العراق اليوم بجائزة الأعلى دخلًا لمواطنيه متقدّمًا على سويسرا بعدما كانت الحياة خشنة وقاسية قبل التحرير.. اللهم إنّي أعوذ بك من الشيطان “هذا الشيطان مُخيف” أحيانًا أكرّر ذلك مع نفسي عند المراهقة والتديّن والدين, لا أكتم القول خوفي من الملاك حينها ولغاية العشرينيّات من عمري أكثر من خوفي من الشيطان لأنّ الشيطان بحسب اختلاط في الوعي “يأخذ من أموال الأغنياء ويعطيها الفقراء”!.. لذا ,وعليه ,لم يعد يتحمّل العراقي درجات حرارة هي معتادة للأجيال السابقة والّتي مع الأسف لم تشهد الحياة الحقيقيّة وطعمها اللذيذ الّتي يمرّ بها هذا الجيل العراقي السعيد جيل يشهد التفوّق على اليابان وعلى ألمانيا وصلّى الله على محمّد وعلى آل محمّد.. هنالك احتمال ثان بعكس الاحتمال الأوّل هو انسلاخ جلد المواطن العراقي “وظهور لحمه الحيّ” لأسباب ولظروف معروفة من العيب تكرارها هنا أو التذكير بها فالجميع يعرفها ,لذا لم يعد يتحمّل جلد المواطن أيّ درجة حرارة مهما قلّت أو صغرت.. احتمال آخر ثالث ربّما اشتباك “العطل الحراريّة” بعطل المناسبات الدينيّة الّتي لا حصر لها لأنّ مشرعن العطل هو نفس المصدر, لم تكن بهذه السعة لولا ثيوقراطيّة الحكم ,وحكم بهذه المواصفات حلوله عادةً ما تكون حلول قطعيّة أو “اجتثاثيّة” لا جذريّة علميّة ..فبدل “المعالجة” الجذريّة الّتي تتطلّب علميّة الحلول, تسوية أوضاع بوسائل الاقناع والحوار الحضاريّين للوصول إلى التسامح كما أمر الدين وتشجير وحفر آبار مكلفة ومراقبة دقيقة للبيئة ومصادر الشحن الحراري في الجوّ واستحثاث الغيوم بالوسائل العلميّة لا تؤمن بها عقول تربّت على الحلول الغيبيّة كهؤلاء الأشبه بكهّان المعابد, فهي وأن كانت عقول مسؤولة, لكنّها تعالج قضايا ماضويّة فمثلًا هي تؤمن بصلاة الاستسقاء ,لذا فكلّ أمر من هذا النوع يُجابه بالأدعية وبالصلوات وأحينًا تصل حدّ قرع الطبول والمزامير والقدور “وقبغاتها” لإخراج “الشيطان الحراري” بانتظار هبوب نسائم الغوث “أمنةً نُعاسًا” صدق الله العظيم.. بالمناسبة “التصديق” هنا ليس من ضرورات الدين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب