23 ديسمبر، 2024 2:24 ص

هل هي حكومة : نسوا الله فأنساهم أنفسهم ؟!

هل هي حكومة : نسوا الله فأنساهم أنفسهم ؟!

لقد عرفنا عن حكومات العالم شيئاً ليس بالقليل! ولكن لم نعرف حكومة في هذا العالم تعمل في بلدها لمحافظات معيّنة دون أخرى! حكومة فئات دون غيرها. تسعى، تلملم مشاكل، لا علاقة لها بالعموم، بالفقراء، بالمسحوقين، بالمظلومين الذين بلغ عددهم وفق الاحصائيات الدولية قرابة ثمانية ملايين أو أكثر من هم تحت خط الفقر وفق تقرير لوكالة
! CIA
وهذه الاحصائيّة كانت في عام 2008  وتجدها في الموقع التالي:
https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/iz.html
وتقول الاحصائيّة أنّ %25 من نفوس العراقيين تحت خط الفقر وفق إحصاءات ذكرها الموقع التابع) ويقول التقرير أنّ هناك عاملان مهمّان يؤديان الى حصول عمليّة تحفيز النشاط الاقتصادي، هذا العاملان هما: بيئة الامن والاستثمار المناسب. ونسأل منذ عام 2008 الى الان، ماذا قدمت الحكومة للعراقيين من تحسين بيئة الأمن أواستثمار مناسب يتناسب مع القدرة المالية المتنامية في العراق كثروة، كي يقال أنّ هناك تحفيزا اقتصاديا في البلد ذلك الذي  ذكره التقرير، كعنصرين اساسيين لتحفيز النشاط الاقتصادي! ويشير التقرير المذكور كذلك الى انّ (العراق يحقق تقدما بطيئا في سنّ القوانين وتطوير المؤسسات اللازمة لتنفيذ السياسة الاقتصادية ، ولا تزال هناك حاجة الى الإصلاحات السياسية لتهدئة مخاوف المستثمرين بشأن مناخ الأعمال غير المؤكد ، والذي قد تضرّر من نوفمبر 2012 أثر المواجهة بين بغداد وأربيل، و إزالة محافظ البنك المركزي في أكتوبر 2012. كما أنّ الحكومة العراقية حريصة(هكذا!) على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، لكنّها تواجه عددا من العقبات بما في ذلك النظام السياسي الضعيف(!!) ومخاوف بشأن الأمن والاستقرار المجتمعي، الفساد المستشري في دوائر الدولة، والبنية التحتية التي عفا عليها الزمن ، والخدمات الأساسية غير الكافية ، ونقص العمالة الماهرة ، و القوانين التجارية العتيقة كلّها أدّت الى خنق الاستثمار والاستمرار في تقييد نمو القطاع الخاص، غير النفطي). ونحن نضيف الى ذلك التقرير ، الاهمال المتعمّد للكفاءات الموجودة في الداخل والخارج والدفع بها بعيدا عن دوائر العمل والتطبيق وتقريب مجاميع المنتفعين والوصوليين الذي يحملون صفة التحزّب والانتماء الى التكتلات الحاكمة والتي جرّبتها ساحات العمل في كلّ جهاته فكانت النتيجة هي تلك التي تراها وتسمعها!
ويقول التقرير(لا زال القادة العراقيّون غير قادرين على أن يترجموا مكاسب الاقتصاد الكلي إلى تحسين مستوى المعيشة لسكان العراق. ولا تزال مشكلة البطالة في جميع أنحاء البلاد مستشرية على الرغم من وجود قطاع عام متضخم).
لقد سعت هذه الحكومة والحق يقال! الى ان تجعل القريب والبعيد يتصارع من اجل ان تحكم هي وتسيطر، لا أكثر! لقد ضمّت هذه الحكومة منذ بدايتها عناصر غريبة عن خدمة المجتمع العراقيّ المسحوق منذ اكثر من ثلاثة عقود. نحن لا نبخس حقّ من يعمل من الفعّالين والنشطين، فيها وفي أيّ مكان، لا أنال الله نوال من يتكلّم عنهم بسوء أو عيب، عاملون مخلصون. لكنّ الكلام عن الآخرين وهم الأغلب في هذه الحكومة.
لو زار أحدكم زيارة لا أكثر، دائرة من دوائر خدمات الناس في وزارة الداخلية مثلاً والتي تمثّل عصب السيطرة على الشارع أو هي كما ينبغي لها! هذه الدائرة هي دائرة (شهادة الجنسيّة!)، سترى ما لا تتمناه عيناك! سترى مجموعة تعيش في القرن الثامن عشر خارج التأريخ وداخل الجغرافية. حيث الجغرافية ضمن جغرافية العاصمة المتألمة مستصرخة الضمائر التي تركتها تعجّ بالأصوات المستغيثة ولا مناد ولا مجيب!
دائرة يجيء اليها المواطن ليساء اليه، ولتحطّم إنسانيّته، ولا فرق في التحطيم في هذه الدائرة(للانصاف!) بين الرجل والمرأة!، بين الكبير والصغير، بين الكفيف والبصير، فالكلّ هناك متساوون بحيث لم يتركوا لمنظمات حقوق المرأة مجالاً للإعتراض على معاملة النساء وتفريقهم عن الرجال!! فالتدافع للجميع على حدّ سواء، والإنتظار يشمل الجميع والرشى منتشرة لا تفرّق بين رشوة من رجل او إمرأة، والأصوات العالية وشبابيك المراجعين كأنّها زنزانات السجون! لا فرق بين أحدٍ وأخر إلاّ ممّن له واسطة من الواسطات أو ملأ الجيوب بمال السحت!
هل قام السيد الوزير (بالوكالة!) بزيارة الى هناك!؟ ام إنّ هذه الدائرة خارج نطاق المسؤولية؟! هل ذهبت كاميرات النقد وبرامج التسويق الاعلاميّ الكاذبة لتكشف هذه الصور؟! أم الخوف من النقد الذي لا تعرف نتائجه! يوم دخولك وساعة بداية معاملتك من الباب الى ان تغادر الدائرة تشعر بأنّك فقدت شيئاً ثميناً بل هو الأثمن! إنّها كرامة الإنسان وعزّته!(ولقد كرّمنا بني آدم)، أهكذا التكريم أيّها الاسلاميون الحاكمون؟! أهكذا يعامل أبناءنا وأهلونا، أما يكفي الناس من ظلم وتهديد ليدخلوا دائرة القرون الماضية فيمضون منكسرين خائبين، لما جرى عليهم!حيث يفتخر عدد من العاملين هناك أنّه داس على كرامة انسان من اجل ان يخرق قانوناً ويهين امرأة او رجلاً من اجل صديق او قريب له قادم لاتمام اجراءات شهادة جنسية عراقية لم يشهد بها الاّ من هو يحتاج الى شهادة من الآخرين على أنّه عراقيّ ويحمل كرامة العراقي!
هل زار السيد رئيس الوزراء دائرة من الدوائر البائسة هذه ليطّلع على ما يحصل؟! أم نسي السيد المالكي ما كان يقال به على المنابر عن خصال وسياسات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام(في فلسفة حكمه سلام الله عليه في رسالته لمالك الاشتر النخعيّ حين ولاّه مصر((بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أمر به عبد الله أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر، في عهده إليه حين ولاه مصر، أمره بتقوى الله، وإيثار طاعته، واتباع ما أمر به كتابه)) ثمّ يقول سلام الله عليه(( ثم اعلم يا مالك، إني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور، وإن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه إلى أمور الولاة قبلك، ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم، فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح)(@) ويقول سلام الله عليه:(أشعر قلبك الرحمة لهم فإنّك فوقهم. أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصّة أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيّتك وليكن أحبّ الامور اليك اوسطها في الحقّ، واعمّها في العدل واجمعها لرضى الرعية، فإنّ سخط العامّة يجحف برضاء الخاصّة، وإنّ سخط الخاصّة يغتفر مع رضا العامّة، وليكن أبعد رعيتك منك أقربهم لمعايب الناس). هلاّ قست ما تملك من هذه الصفات أيّها الاخ الكريم يا سيادة رئيس الوزراء ويا وزراء الحكومة الاسلاميين؟!
هل نسي الاخوة الاسلاميون هذه القصص والدروس؟! أهكذا تصل بالحاكم السلطة الى اماكن لا يعلمها الا الجبّار.
اذا قام احد بالنقد اللازم لاجل التصحيح في المسار يقال انّه يريد ان يخرّب العملية السياسية؟ لا بارك الله بهكذا عملية سياسية قد إستمرّتودانت للآن على دماء المحرومين والمظلومين واسسها من هو الظالم الاكبر على مستوى العالم!
نرجو ان يعي هذا الكلام ذلك الذي يغلّف الاعمال بسلوك اسلاميّ! والذي كان يظهر في مجالس الحسين عليه السلام بربطة حمراء! لمحاولة الضحك على الفقراء والعامّة. هؤلاء الفقراء والعامّة المظلومة ايها السادة باتوا يسخرون ممّن يسخر منهم . انّهم عراقيّون ابناء هذه التربة المغمّسة بدماء الشهداء الذين سقطوا، منهم من كانوا قادة قبل القواعد، شهداء من الجنوب والشمال يشهد لهم السهل والهور والصحراء والجبال لتلك الدماء الزكية، بالأثر تلو الاثر. هذه التربة ما زالت تضمّ رفات الكثير من الشباب والكهول الذين لم يعثر على رفات الكثير منهم الى الآن!
 نعم لقد نسيتم!
أركضوا واملأوا صناديق الانتخاب القادم لتستوزروا وتتسيّدوا وابدلوا بدلاتكم ببدلات الديباج والاربطة اللامعة وحاولوا أن تصلّحوا من الاجساد المتهاوية المستمتعة بما تبقّى من قوة! إنّها الحياة التي إشتراها غيركم بآخرته! وكان ما كان! اتقوا الله حين خلوّكم لانفسكم ولو قليلاً وتذكروا القول الكريم(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(@@). ولا نقول أنتم منهم! ولكن نقول لا تكونوا كذلك!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(@)نهج البلاغة: الكتاب53.
(@@) سورة الحشر الأية 19