23 ديسمبر، 2024 6:51 م

هل هي بداية نهاية تدخلات طهران في المنطقة؟

هل هي بداية نهاية تدخلات طهران في المنطقة؟

إتجاه الاوضاع في اليمن و سوريا نحو التهدئة و التوافق و وجود عزم و تصميم إقليمي و دولي واضح على ذلك و إقتران ذلك بتراجع واضح للدور الايراني في المنطقة، يبين بشکل أو بآخر بأن الاوضاع تأخذ سياقا آخرا يختلف تماما عن ذلك الذي کان مرسوم له من جانب طهران.
التتدخلات الايرانية واسعة النطاق في المنطقة و التي تسببت في خلق أوضاع شاذة و فريدة من نوعها لم تشهد بلدان المنطقة نظيرا لها، جعلت في النتيجة من نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أشبه مايکون بشقي المنطقة أو قاطع طريق مفروض على الجميع خصوصا وإن هذا النظام وبعد تدخلاته المرفوضة وفق القوانين و الانظمة الدولية المرعية، يتصرف وکأن تدخله أمر واقع يجب على الجميع مراعاته و أخذه بنظر الاعتبار.
ماقد ترتب على دول المنطقة من أذى و أضرار و نتائج سلبية غير عادية ولاسيما بالنسبة لسوريا و العراق و اليمن و لبنان من جراء تلك التدخلات، قرع جرس الانذار لکافة دول المنطقة محذرا إياها من إن مصيرا شبيه بمصير هذه الدول الاربعة في إنتظارها مالم تجد طريقا لها من أجل التصدي للتدخلات الايرانية و کسر شوکتها، وهو أمر بدأنا نلمسه ولاسيما من خلال التحرکات العربية الاخيرة بقيادة السعودية بعد أن ضاق الذرع بها من حجم و مقدار تمادي طهران في تدخلاتها في المنطقة و الذي تجاوز الحدود المألوفة.
التحرکات الاقليمية الاخيرة و التي تستهدف درء الاخطار و التحديات المحدقة بالمنطقة ولاسيما من جانب طهران وبالاخص بعد عملية عاصفة الحزم و قيام التحالف الاسلامي ضد الارهاب و بروز ميل و رغبة إقليمية ملموسة من جانب شعوب المنطقة من أجل السلامة، أکدت وجود عزم و إرادة قوية من جانب دول و شعوب المنطقة من أجل التخلص من تدخلات طهران في المنطقة و وضع حد نهائي لها.
مايجري اليوم في سوريا و اليمن خصوصا و المنطقة عموما هو أشبه مايکون بقرار عربي ـ دولي واضح المعالم من أجل إسدال الستار على قضية ليس التدخلات في دول المنطقة فقط وانما الدور الايراني نفسه، والمطلوب هو أن يبادر العرب لخطوات أخرى إضافية ضرورية من أجل إکمال مشوار المواجهة مع النفوذ الايراني و برأينا فإن مسألة إدشراك العنصر الايراني المخالف لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و المتمثل في المقاومة الايرانية في المواجهة عامل حيوي سوف يمنح زخما أقوى بإتجاه حسم الموضوع لصالح شعوب و دول المنطقة. [email protected]