أسفرت الكتل والأحزاب عن وجهها الحقيقي في الحملة الأنتخابية الصاخبة التي تمر بها البلاد.
الكلُّ يقول انه سيحارب الفساد .والفساد قد نخرَ جسد الدولة. وهم من كان يحكم. فمن أين جاء الفساد ومَنْ هم الفاسدون ؟هل الفاسدون هم الفقراء والعاطلون والمسحوقون؟ أم هم أصحاب الأحتياجات الخاصة أو المصابون بالأمراض المزمنة و السرطان الذين افتقدوا الأدوية منذ أشهر؟وهل الفاسدون منْ يبحث في القمامة ليجد فيها ما يسد الرمق ؟
إن المتتبع والمشاهد والمواطن البسيط الذي يرى الأموال الهائلة التي تُنفق في الدعاية الأنتخابية يفغر فاه مما يرى ويتساءل مِنْ أين لهم كلُّ هذا .والكل يعرف واقع المرشحين وما هي ممتلكاتهم وحالتهم المالية قبل 2003 فالأمر مكشوف والصورة واضحة.
كل هذا يجري أمام المفوضية المستقلة للأنتخابات والقضاء والحكومة العراقية.ألم يرَ ويسمع هؤلاء المسؤولين بأن أحد المرشحين كما تناقلت وسائل الأعلام أجرَّ بناية أو موقعاً في أحد المحافظات بمليون دولار لنشر دعايته الأنتخابية.
فالصرف الباذخ كشف حقيقة هذه الأحزاب والكتل .والأموال التي أنفقت. أكدت فساد ذمتهم .ولا أحد يسألهم من أين لكم هذا؟
هؤلاء يمثلون 90% من المرشحين. أما القلة التي لا تمتلك هذه الأموال الضخمة.فلا أظن أن لها حظوظاً بالنجاح .فلا أعتقد أن غالبية الشعب قد قرأت المشهد .بل ان غشاوة الطائفية والعنصرية والعشائرية خيمت عليهم وخدعت أبصارهم. وتناسوا أن كل ما جرى في عراقنا الحبيب من مآسٍ هو نتاج فساد وفشل هذه الأحزاب والكتل .التي أصرت على بقاء قانون انتخاباتٍ مجحف .شرعته نفس هذه الكتل للبقاء ممسكة بالسلطة.
الكلُّ يدعي نبذ الطائفية والعنصرية والمناطقية .وهم من ابتدع هذا المنهج وغلفوه بمسميات مخادعة مرة توافق ,وأخرى التوازن بين المكونات, وثالثة مشاركة الجميع وعدم التهميش.
عجباً كيف يثق شعبٌ بأحزابٍ هدرتْ ثمنمائة مليار دولار إمّا سرقةً أو مشاريعَ وهمية. بعدأن هيأت فرص الوظائف لمزوري الشهادات وغير الكفوئين من الأقارب والمحاسيب والمناسيب والحواريين .وإستبعدت وحرمتْ أصحاب الكفاءات والمواهب؟
وكيف يثقُ شعبٌ بأحزابٍ وكتل ضيعت ست محافظات وشردت وهجرت ملايين الناس وحشرتهم في خيامٍ مهلهلة بائسة لا تقيهم من بردٍ وحرٍّ لاهب بلا مدارس ولا أدويةٍ ولا طعامٍ كافٍ؟ عجباً كيف يثق الشعب بكتل وأحزاب رعت الطائفية والعنصرية وغذتها حتى غاص الشعب بالدماء للركب.وذهبت الآف ضحيةً لهذا التآمر والسياسة السمجة .ناهيك عن آلاف الأرامل والأيتام؟
فإن كان هناك أمل في هذه الأنتخابات فهو في الطليعة الواعية من الشباب والمواطنين الشرفاء الذين وعوا وتبينوا الواقع المر. شبابٌ لم تُلوث عقولهم وضمائرهم بألاعيب الفاسدين.ولن ينصاعوا حتماً لأراجيف من رمى الشعب في أتون الأرهاب والفساد والخراب .فسيختارون حتماً مرشحين يطرحون برامج تنموية اصلاحية للنهوض بالزراعة والصناعة والأقتصاد والصحة والتعليم والثقافة والخدمات وفق دراسات أكاديمية .وضعها أكاديميون اختصاصيون. مرشحين يستطيعون اعادة تشكيل القوات المسلحة وتنقيتها لتوفر الأمن والسلام وتصون الحدود. نحن بحاجة لمرشحين يعيدون لنا نفطنا وأرضنا ومياهنا التي سرقتها وتجاوزت عليها دول الجوار. لا من هبَّ ودب من الأميين الذين سيّروا دفة البلاد فضاعت البلاد وخُرِّبَتْ.
الكرة في ملعبك أيها الشعب فهل أحسنت قراءة المشهد ؟أم ستقع في الفخ ؟كما وقعت فيه منذ 15 سنة؟فماذا تنتظر؟وهل سترمي بلائمتك على الحكومة المقبلة إن أسأت الأختيار. فلا يحق لك هذا لأنها من نتاج اختيارك. فدقق في المرشحين واستعرض تأريخهم وليكن اختيارك صحيحاً. فهذا مستقبلك ومستقبل عائلتك وأولادك وأحفادك. فلا تغرنك دريهمات سحت حرام سرقوها منك ومن قوت عيالك, ومن أموالٍ كان المفروض أن تُنفق على مدارسَ حديثةٍ لأولادك ومستشفيات مؤهلة لمرضاك وكهرباء تنير لك الطريق وتوفر لك وسائل راحتك كباقي الشعوب.
النتيجة أنت تختارها. فلا تفرط بصوتك واذهب وشارك ومارس حقك الأنتخابي. ولكن أحسن الأختيار. ولا تقع في الفخ. وإختر صاحب التأريخ الوطني ,النظيف النزيه عفيف اليد والفرج, المقتدر الكفوء صاحب البرنامج الأنتخابي الواقعي لا المخادع. ولا تنخدع . ,ثم تعض الأصابع.فالمُجرَّبُ لا يُجرَّب.