23 ديسمبر، 2024 12:57 ص

هل هي امريكا التي تدير سياستها ام قوى عابرة الحكومات الوطنية ومنها امريكا نفسها؟

هل هي امريكا التي تدير سياستها ام قوى عابرة الحكومات الوطنية ومنها امريكا نفسها؟

يقول السيناتور السابق ليندون لاروش Lyndon LaRouche والاقتصادي والسياسي الامريكي المعروف دوليا بمعاهده ومحاضراته، والمرشح لرئاسة امريكا: احـمق من يظن ان امريكا دولة تحكم نفسها بنفسها وانما تحكمها مؤسسات مصرفية وشركات عملاقة عابرة للحدود مديريها يأتون من كل حدب وصوب (ولكن لاروش يركز على بعضهم بصهيونية خلفيتهم السياسية وقوة نفوذهم الليس بالقليل) لا يمتون للوطنية الامريكية بصلة وانما يتعاملون مع الولايات المتحدة حصرا كمركز اساسي لأنشطتهم والباقي موزع على العالم بمراكز اصغر.
يقول لاروش ان هؤلاء هم الد اعداء الحكومات الوطنية ومنها الامريكية ذاتها منشأهم اربعة مكونات جغرافية (امريكا وانكلترا وفرنسا وهولندا) تأريخيا ينتمون لاربع دول مؤسسة للشركات الاحتكارية النفطية تأسست قبيل وما بعد الحرب العالمية الاولى واثروا على سياسات حكوماتهم حيث اصبح سياسيوا ورؤساء ونواب تلك الدول رهينة هذه الشركات وطموحها للهيمنة على العالم ليومنا هذا بعد توسع هذه القوى الذي يطلق عليها لاروش بقوى “السيناركية Synarc and Synarchy”. تعريف السيناركية: حكم مشترك أو حكومة من قبل شخصين أو أكثر أو أحزاب.. اي السيناركي هو السلطة الفعلية والرؤساء والحكومات وغيرهم ينفذون اوامرهم.

ماذا نعني عندما نقول ((الدولة العميقة)) في امريكا ؟

الدولة العميقة (في الامريكي المؤسسة The Establishment) هم موظفو وزارة الخارجية والدفاع والاعلام وجميع مؤؤسات امريكا المخابراتية والامنية والهيئات المالية والاقتصادية وفروعها. هؤلاء الموظفون الكبار لا يتغيرون بتغير الرئيس او الكونغرس ومجلس الشيوخ الذين هم في الحقيقة ادوات بيدهم. هذه الدولة العميقة يقول عنها لاروش هي حصان المعارك تمتطي عليه القوى السيناركية لتحطيم الحكومات الوطنية (الفوضى الخلاقة). بيد ان هذه القوى تقدمت في الاتحاد السوفيتي لتدميره بعد انهيار الكتلة الاشتراكية لكن لم تستطع تدمير لا روسيا ولا الصين، لأن نواة روسيا ذات الاغلبية القومية الروسية والارثدوكسية منع وحافظ على كينونته لم يستطيعو تفتيه، اما الصين فلم يأتِ دورها وقتها.

ان مشروع القوى السيناركية بدأ يتعثر ويسقط هنا وهناك وبالعكس القوى الوطنية تستعيد انفاسها وتقوم بهجوم مضاد نشهده جليا في الشرق الاوسط بعد هزيمة امريكا السيناركية في العراق وافغانستان ولبنان وسوريا، وتنامي قوة الصين وروسيا بشكل كبير ويتبعها الهند وايران وتركيا والبرازيل وجنوب افريقيا كدول وحكومات وطنية سيؤدي مباشرة بتسارع انتصارات القوى الوطنية في كل مكان، وما نمو حركات التحرر من هيمنة الولايات المتحدة السيناركية في امريكا الجنوبية خير مثال كذلك.

نحن اليوم امام مشهد نهوض قوى وطنية تتكاتف مع بعضها البعض كأيران وفنزوويلا او شعوب القارة الامريكية الجنوبية مع القضايا العربية والشرق اوسطية من جهة، ومن اخرى قوى مضادة للحكومات الوطنية توهن وتضعف في امريكا واوربا واسرا ئيل عموما وما بايدن وادارته الا ادوات في خدمة السيناركية التي تضعف.

الرئيس الامريكي السابق ترامب كان مثال سيئ للحكومة الوطنية الامريكية المضاد للدولة العميفة والسيناركية. ربما اتوا به كي ينفر الناس منه وسياسته القومية الامريكية او امريكا قبل كل شئ ويصبح مشروع الدولة العميقة والسيناركية اكثر جاذبية للراي العام الامريكي والعالمي حيث جدد دمه.