22 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

هل هي الصدفة في قطع يدين العباس بن علي ..قائد عسكري قبل معركة الطف

هل هي الصدفة في قطع يدين العباس بن علي ..قائد عسكري قبل معركة الطف

ربما الحديث عن معركة الطف التي دارت في كربلاء بين الحسين بن الامام علي بن ابي طالب وثلة من اهل بيته ومن معه من الرجالات الذين قدموا معه او الذين استصرخوه وبين جيش الدولة الأموية حديث متشعب وغائر في محيط الكلمات والمحللين مئات من السنين مرت على هذه المعركة التي حدثت في عام 61 للهجرة وآلاف من الكتب الفت وآلاف من المحاضرات القيت في اماكن متعددة في الجامعات والمنابر والاسواق والجوامع لكن الغالبية من تلك الكتابات كانت تتحدث في جانب واحد فقط هو الجانب المأساوي والتراجيدي لما حصل لتلك العائلة وربطها بالصلة والقرابة للرسول وهذا ليس
عيبا او قطع لأوصال جسد المعركة وتجريدها من دوافعها ونتائجها التي وصلت لأخر الاجيال الذين يتمتعون اليوم بنعمة العيش على هذه الارض وهذه المؤلفات غفلت التحركات الاخرى للفريقين وجعلت منهما مجردين الا من صفتين احدهما يمتهن القتل لمجرد القتل والأخرى طالبة للشهادة مبتعدة عن مايدور داخل تلك الفسطاطات الشامخة لقادة الجمعيين وكأن الامر لا يعدوا إلا آلاف من الاشخاص جاءوا لقتل مئة من الاشخاص في الجانب وينتهي الامر لا خطط ولا تمعن ولا نظرة مستفيضة لما تؤول له الامور في اللحظات الاخيرة او في ساعات المعركة او ما يقدم بعد ذالك في مجريات
المعركة وهذا بالتأكيد بعيد جدا عن الوضع العام لتلك الواقعة ففي كلا الفريقين قادة معروفين ومحنكين في خوض غمار الحروب وولدوا وفي ايديهم سيوف الحرب فالحسين بن علي ومن يتتبع تاريخه من مولده يكتشف انه رجل حرب وخاض الكثير من الحروب ابتداءا من معركة القادسية وانتهاءأ بمعارك ابيه اخر الخلفاء الراشدين مثل معركة النهروان والجمل وصفين وكذالك اخيه العباس بن ابي طالب ومن الجانب الاخر هناك عمر بن سعد والشمر بن ذي الجوشن والحر الرياحي وهؤلاء ايضا خبروا الحياة العسكرية وقادوا الحملات الحربية في العصر الاموي الذي امتد لعشرات السنين وهو يخوض
الحرب في الامصار لتثبيت الدولة الاموية …
الوقوف على شاطئ الفرات كمشاهد وانت تتبع الواقع الملحمي لتلك المعركة يضع نفسك في حيص بيص الخلل الواضح والجلي لتلك المجريات التي نست او تناست او حتى غفلت حقائق لا يمكن ان تدير بطرفك عنها دون تسليط الضوء عليها لمعرفة سبب حدوثها ولماذا وهل الصدفة كانت تلعب دورا لتسيير تلك الرقعة الارضية وشخوصها التي وقعت فيها الواقعة ؟؟
الجواب بالتأكيد لا فمثلا المتمعن في احد اهم تلك الشخصيات التي خاضت تلك المعركة والتي تركت بصماتها الواضحة في ساعات المعركة او بعد انتهاءها ولمئات السنين يقف حائرا لما واجهت تلك الشخصية العسكرية النشأة والاصل والتي انحدرت من بيت ولد فيه اهم ابطال التاريخ الاسلامي وتربوا على وقع الخطوب وشربوا من ماء المنايا الكثير لكن الناقل لتلك الشخصية يمر عليها مرورا متعجلا ولم يقف عليها وقفة مستفيضة لينقل للناس السبب الحقيقي لما جرى عليها من اختلافات واضحة في طريقة النيل منه حتى الوصول له ساعة السقوط من علياءه ,,, انه العباس بن علي بن ابي
طالب والخوض في هذه الشخصية من النسب بجهة الام والاب او الايام التي عاشها في كنف ابيه واخوته لأبيه يكتشف انه يقف امام رجل قل مثله شبيه رجل اخر وقلما تلد امراة مثله لشجاعته وورعه وتدينه وحفظه للقران والتاريخ قبل الطف يتحدث عنه كرجل خاض المعارك برفقة ابيه وله فيها ماثر وابلى فيها بلاء حسن وسمي باسماء من قبل انتقلت معه الى معركة الطف وعرفه الناس عليها وضلت ملازمة له ومنها (بطل القنطرة ..قمر بني هاشم –حامل اللواء –الساقي –السقاي –أبا الفضل وما إلى ذالك )حتى ان الذي يريد ان يتقاتل معه عليه ان يحسب حساب لأخرته كما هو شان ابيه و هذه
الاسماء ابقتها الايام لها وقعها الواضح على مر تلك السنين منذ معركة صفين الى يوم الطف وضلت ترهب وتخيف من يجابهه في قتال او مبارزة او واقعة على مر السنين …
الحقيقة الذي جرى على تلك الشخصية مختلفة كحقيقة قتالية في ساعات القتال فالعباس الرجل الوحيد الذي فقئت عينه اولا ثم قطعت يده اليمنى ومرت اكثر من ساعة لتقطع يده اليسرى والرواة اغلبهم يشيرون الى تلك الاحداث على هذا الرجل لكن لم يخبروا الناس هل هي محض صدفة او قل هي احداث غلب عليها ىالسيف والرمح والنبل قبل العقل والحقيقة التي يجب ان يعرفها الناس انها ابدا ليس صدفة بل مخطط لها وبمهارة القادة العسكريين عندما يقفون على منضدة الرمل وهم يشيرون الى نقاط قوتهم وضعفهم وجر العدو الى نقاط قتلهم او سحبه الى مكامن نصرهم والفتك به وهذا بالضبط ما
جرى للعباس بن علي فعلا…
عدد اصحاب الحسين من انصاره واهل بيته لا يتجاوز المئة والعشرين المقاتلين سبعة عشر منهم هم اولاده وابناء اخوته وعمومته ومئة منهم الانصار هؤلاء جميعهم كانوا يأتمرون بامر الحسين كاب روحي لهم ويأتمرون بأمر الامام العباس كقائد عسكري حامل للواء المعركة الشاخص منذ خروجهم من الحجاز حتى سقوطه وينظر له الجمعيين نظرة اعجاب اولا كرمز للقوة والنضال وتاريخه يشهد وينظرون له نظره رعب وخوف يجلب لهم المنايا وتاريخه يشهد ايضا ,, معروف في تلك الازمان ان الجيش ينظر لحامل تلك الراية ليستمد منه العزيمة والثبات والقوة فبقاء الراية شامخة مرتفعة يعني
بقاء القائد ولايمكن في مكان ان تسلم تلك الراية الى شخص غير جدير بها بتاتا لأن هذا يعني انه نذير شؤم وموت وخسارة في ساحات الوغى لذا وجب ان تكون راية الامام الحسين يحملها اخيه العباس ولا خلاف على ذالك ولم ينازعه لنيل ذالك الشرف احدا ابدا وعلى مر كل معارك العرب دائما ما يسال من حامل اللواء الاول او الراية الاولى كاستفسار عن القوة التي يتمتع بها الجانب الاخر هذا لايعني انه لاتوجد الا تلك الراية لا ابدا بل توجد رايات تشير الى العشائر او نوع الفرقة العسكرية او بعض الاخر توجد رايات لتوصيل رسالة الى جهة ما او فصيل ما لكن تبقى راية واحدة
شامخة هي راية القائد والجميع ينظر لها باستمرار حتى عند وقوع المعركة وكثيرا ما نقرا ان خدع ودعايات تبث في بين الجمع تنبئهم عن سقوط راية ما للنيل من عزيمتهم وتدمير معنوياتهم لكن الواقع غير ذالك لذا فان الراية التي كانت شامخة في يوم الطف كان حاملها العباس بن علي اخ الحسين لأبيه ربما لا يعرف البعض ان الفرق الشاسع والبون الهائل بين القوتين واختلاف حجمهما بالعدة والعدد يجعل منه لا ينظر بدقة الى ميزان القوة بينهما فالدولة الاموية وهي في اوج عظمتها تستطيع ان تجهز العشرات من الالاف او حتى المئات لمقاتلة جيوش لدول اخرى وتنتصر عليها يقف
اليوم قادتها متحيرين كيف يتعاملون مع ثلة يعتبرونها خارجة عن القانون او فئة يسميها بعضهم ضالة او من الخوارج او من الديلم لذا صار لزاما عليهم ان يهيئوا هذا العدد الهائل من الجيوش وبكل اصنافها بعد ان عمل الاعلام عمله لأقناع القادمين للمعركة انها المعركة المصيرية وهؤلاء هم الداعين للزعامة او الانقلاب وإلا ماسبب بقاء كل هذه الاعداد وعدم انسحابهم من ساحة المعركة بعد ان عرفوا بعدد القوة الاخرى وعدتها وقلتها انها مجرد مجموعة من الرجال والنساء والأطفال وهذه بعيدة كل البعد عن عناصر المعركة فالداخل الى المعركة لا يمكن ان يأتي بأزواجه
وأطفاله وبناته الى ساحات القتال وهذا يعني ان الحرب الاعلامية للدولة الاموية اثرت ثراء قويا في بث روح الفرقة بين معرفة القوم من يقاتلون واعلامهم بحرب ردة بكل معاني حروب الردة فاستقر العدد لجيش بني امية على هذا الكم الهائل من العدد والفرسان والقادة المحنكين …
وامر ثاني ان قادة بني امية يستطيعون وببساطة ان يقتلوا الحسين واهلة بمجرد دخولة حدود تلك الامبراطورية وارسال القائد الحر الرياحي لملاقات الحسين على تلك الارض واستغراب الحر عندما شاهد الحسين وهو يسير بأصحابه واهلة قائلا له
(ياحسين هل جئت بهؤلاء تقاتل ال أمية ارجع من حيث اتيت فاني الان استطيع ان اسحقك ومن معك ) وهذا الكلام يعني ان الحر نفسه كان مغررا به بان الحسين خرج بجيش جرار لاقبل لأحد به والحر قائد ومقرب من الامير وهذا ينعكس على جميع من كان في الساحة.
والحقيقة الاخرى ان بني اميه فعلا يستطيعون قتل الحسين وبأيسر الطرق لكنهم ولبغضهم له ولأبيه ولثارات قديمة ارادوا قتله بطريقتهم والتي تمنوا ان يروها به وهي البحث عن لحظات الضعف ليستطيعوا ان يحطموا الاسطورة الحسينية ودليلنا على ذالك ان احد الناقلين لأحداث المعركة ينقل صورة غريبة ,, التفكر والتمعن بها يجعل الجميع يستغربون من عدم قتل الحسين وهو واقف او في حالات عديدة وينتهي كل شيء وهم قادريين ينقل ذالك الرجل ,,
ان الحسين جاء بابن له رضيع وهو يطلب من جيش ابن سعد بعد ان قتلوا اصحابه واخوته ان يسقوه ماءا لأنه طفل رضيع ولا شان له بالأمر فصار الجيش بانقسام بين ان يسقى الطفل او لا يسقى وتعالت الاصوات فنادى عمر ابن سعد النبال حرملة ويقال ان حرملة كان من اكثر النبالين العرب دقة ومهارة باصابة الهدف ومن مسافات عدة قائلا له (حرملة اقطع نزاع القوم ) رد عليه حرملة بالابن ام بالوالد قال له ابن سعد بل بالابن وفعلا سدد سهمه ورماه فذبح ذالك الرضيع من الوريد الى الوريد السئوال لماذا لم يقل له ابن سعد بل بالوالد ليقتل الحسين وتنتهي المعركة اذن كانت هناك رؤيا
اخرى لبني امية وقادتهم في نوع قتل الحسين بن علي .
مجريات الامور في ساعات النهار الاولى من اليوم العاشر من المحرم تنذر بوقوع الحرب لا محالة فخرج القائد عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وهم يتمشون ليتأكدوا من مواضع قوتهم وعمر بن سعد يستهزأ بالفريق المقابل وهو يقهقه كان عمر ابن سعد يتبجح بكثرة العدة والعدد وهو يتسامر مع بن ذي الجوشن ليسأله قال عمر لشمر…
لماذا كل هذا العدد من الجيش لمجموعة لا تتجاوز المئة فإننا سنسحقهم بحوافر خيولنا لو سرنا نحوهم؟
فرد الشمر عليه قائلا بئس الراي رايك يبن سعد الا تعلم من حامل اللواء لتلك المجموعة؟
فأجابه ومن يكون ذاك؟
فرد عليه انه العباس بن علي بن أبي طالب ومن يستطيع ان يصل لهم وهو على صهوة ذالك الجواد ؟ وإننا لا نستطيع المنازلة معه لذالك يجب ان نخرجه من المعركة ليخلو لنا الحسين وعند ذالك نستطيع القضاء عليهم؟وقبل بدا المعركة خرج الشمر بن ذي الجو شن وهو ينادي …اين ابن اختنا العباس وإخوته؟ فلم يجبه العباس وطأطأ رأسه .وناداه ثانية ولم يجبه..فأمر الحسين العباس ان يجيبه ولو كان فاسقا ..خرج له العباس وصاح به ما تريد يبن الجوشن ..رد عليه الشمر الأمير أعطا لك ولإخوتك الأمان فلا تقتلوا أنفسكم مع الحسين بن علي ..رد عليه العباس تعسا لك و لأميرك ..اتا مننا
وابن بنت رسول الله لا أمان له ..وهذه المحاولة الاولى لأخراج العباس من المعركة لأن ابن سعد وابن الجوشن متفقين انه زارع للرعب في قلوب الجيش وانه قاتل منهم بدون اي اختلاف مقتلة كبيرة لذا فقد ياسوا من محاولتهم تلك برد العباس لهم بهذه الطريقة .
بعد ان عاد ابن الجوشن لابن سعد خائبا استدعي القادة الميدانيين الى خيمة القائد ابن سعد وامرهم ابن سعد بوضع خطة لقتل العباس وألا تعرض الجيش لسيفه و لرمحه فجلسوا جميعا على منضدة الرمل في فسطاط ابن سعد وبدأت الاراء تطرح لوضع الخطة حتى اتفق القوم على استدراج العباس ابن علي الى طريق كثيفه بالنخيل لا يسمح المرور من خلالها الى لشخص واحد ويتم ذالك باصطفاف فريقين على كل الجوانب واجباره بسلوك ذالك الطريق ووضعوا في الطريق مكامن للفتك به فاختير اولا ابن طفيل ليكمن له وراء كثافة النخيل ومهمته بتر يده اليمنى ليثنيه عن القتل واختير اخر بقباله
كامنا في ذالك الطريق فاذا فشل ابن طفيل عليه ان يبتر يده اليسرى ومقاتل اخر يكمن له حاملا رمحا يضربه على راسه لأضعافه على اقل الاحوال فكان هم قادة الجانب الاموي اسقاط الراية وإفلات السيف من يدي العباس وقبل كل هذه المكامن اختير رجل يسمى حرملة كان من ادق النبالين برميه بسهم بعينه اليمنى وربما للعين اليمنى واطفاءها علاقة تجعل العباس يسلك الطريق لأعتماده على عين واحده وهذه العملية والخطة اعدت بدقة متناهية لكن الامر الذي لم يكن بالحسبان لهؤلاء القادة وهم كانو يتمنون عدم الاشتباك مع العباس والقتال معه بنجاح تلك الخطة وهنا تاتي الرياح
بما لا تشتهي السفن فالعباس طلب منه اخيه الحسين وهو عازم على الخروج لمقاتلة الجيش طلب منه ان يجلب الماء لأطفاله واخواته وزوجاته وهذا الطلب الذي لابد ان ينفذه العباس جعل من خطة القادة صعوبة تنفيذها دون الاشتباك مع العباس لأن طريق الذهاب الى النهر يختلف كليا عن الطريق المرسومه لسلوكها وفعلا اشتبك العباس مع القوم ونزل الفرات وملأ القربة ونزوله وملأ قربته يحتاج الى وقت لكن لم يتعرض له احد ولم يقترب منه اي عسكري اخر وهو في اضعف حالات المقاتل دليل واضح على ان القوم كانوا لايريدون الاشتباك معه لكن الاوامر الجديدة نقلت الى القوم وبسرعة
البرق بمنعه سلك الطريق الاول ومحاولة تغيير وجهته الى الطريق المرسومة الاخرى المتفق عليها وتم ذالك فعلا بعد ان جاء الامر من القائد الميداني ابن ذي الجوشن بتكثيف الجيش على طريق العودة وجمع الرماة ورميه بالنبال والحجارة لتغيير وجهته وإفساح الطريق له ليمر على درب المكيدة على ان يطلق حرملة سهمه ليصيب عينه اليمنى اولا وهذا سيؤدي نصف الغرض لأستدراجه وتم ذالك لكن ليس بالسهولة المتصورة فبعد ان عاد العباس الى طريقه الاول وتلقته السهام والحجارة بكثافة المطر توقف بعض اللحظات امام القوم وهذا اللحظات التي توقف فيها العباس كافية وكفيلة ان
يسدد حرمله سهمه الى العباس ويصوبه نحو عينه وفعلا تحقق له ما اراد ليضطر العباس ان يدير لجام جواده ويسلك طريق الخديعة الضيق والذي فيه كامن ابن طفيل وبمجرد المرور بين تلك النخيلات يضربه ابن طفيل فيبتر يده اليمنى وهنا صارت مهمة البتار ليده اليسرى سهلة فالعباس اصيب اصابتين قاتلتين في عينه وبترت يده فجعله كما يبدوا مترنحا من عظم الإصابتين لتبتر يده اليسرى فيصبح صاحب الرمح الطويل قادرا على مواجهته ليضربه على رأسه وفعلا حصل له ذالك بمجرد مروره واكيد ومروره كان بطيئا ليسقط ذالك الرجل بعد ان فشل في ايصال الماء الى مخيم اخيه والذي كان
هدفه الاول وابلى بلاء حسن بمقاتلة جيش الأمويين.
سلام على العباس يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .

[email protected]

أحدث المقالات