ألبرت أنشتاين عالم عبقري ألماني سويسري أمريكي الجنسية يهودي الخلفية, أحد أهم علماء الفيزياء الحديثة, وواضع نظريتي النسبية الخاصة والنسبيىة العامة والحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عن بحثه في التأثير الكهروضوئي ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى في تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها. وأدت إستنتاجاته المُبرهنة الى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها.
من الأقوال الشهيرة لهذا العالم الذي غير معالم العالم وتوجهاته العلمية التي أثرت على المجتمعات:
الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرة بعد أخرى وتتبع نفس الخطوات وتتوقع نتيجة مختلفة.
لنستعرض معكم ما جرى في لعراق بعد أن أُجريت إنتخابات مجالس المحافظات وإنتخابات مجلس النواب السابقة ووفق قانون الأنتخابات المعمول به حالياً,وما تمخض عنها من كوارث.
أفرزت الأنتخابات مجلس نواب تسيطر عليه كتل سياسية لم تفسح مجالاً لغيرها من الأحزاب الصغيرة والمستقلين فتأخر تشكيل الحكومة ثمانية أشهر ثُمَّ ولدت الحكومة بعملية قيصرية سادها بعض المكر والتجاذبات وأطماع سياسية وطائفية وعرقية ووعود لم تُنَفَّذ .فكانت حكومة مترهلة عاجزة متنافرة يسودها التشاكس. يتفنن البعض في إيجاد المشاكل والأزمات.يتصيّد من يشارك بها أخطاء الآخر ويفبرك أخرى للأيقاع به.وهنا لا بدَّ أن نتعرّف على السبب وما هو الحل لكي لا نقع في الخطأ مرة أخرى ونتجاوزه لأن طريقة إختيار رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء وطريقة إنتخاب مجلس النواب ومجالس المحافظات والمحافظين والخطوات المتبعة فيهما وما أفرزت من نتائج ثبت خطأهما وعدم صلاحيتهما للنهضة ببلدنا, وتجاوز المشاكل والأزمات.
فكيف نفعل ذات الشيء مرة أخرى ونتبع نفس الخطوات ونتوقع نتيجة أخرى.لماذا لا نختصر الزمن ونستفيد من تجارب الشعوب والأمم.
في العديد من دول العالم الديموقراطي هناك طريقتان يتم بهما إنتخاب رئيس الجمهورية بالأنتخاب الحر المباشر من قبل الشعب وهذا الرئيس يعين مسبقاً نائبه ثم يعين وزراءه و يطرح الثقة بهم فردياً على مجلس النواب.وهناك دول أخرى يتم فيها إنتخاب رئيس الوزراء بكل مباشر من قبل الشعب ورئيس الوزراء يطرح الثقة بحكومته على البرلمان .وهاتان الطريقتان تغتزلان الزمن وتُبعدان البلد عن أزمة تشكيل الوزارة ونتائجها الكارثية,كما حصل عندنا سابقاً.
وإزمة تشكيل الحكومات المحلية تدور بنفس الدوامة فأكثر من محافظة تعاني اليوم من أزمة حادة في تشكيل حكومتها المحلية .فالأجدر أن يتم إنتخاب المحافظ بشكل مباشر من الشعب ثمَّ يقوم المحافظ بإختيار نائبه وحكومته المحلية ويطرح هذه الحكومة على مجلس المحافظة لمنحها الثقة, كما يجري في أحدث الدول الديموقراطية وأعرقها.فلما نعيد الكرَّة ونسلك ذات الطريق ونعيد نفس الخطوات؟فهل نتوقع نتائج مختلفة عمّا سبق.
نعيش في العراق أزمتين يصمُّ الساسيون الآذان عنهما ويغمضون العيون وهما الطائفية والعرقية. و تجاوز هاتين العلتين يكون بتعديل قانون الأنتخابات وجعل العراق كله منطقة إنتخابية واحدة, وإلغاء نظام القوائم الأنتخابية, ويصبح الترشيح لعضوية المجلس فردياً.فلا بد من تعديل الدستور وقانون الأنتخابات .لضمان إنتخاب رئيس جمهورية ورئيس الوزراء والمحافظين بشكل مباشر.تفادياً للأزمات كما مر بنا سابقاً.وكذلك مجلس نواب مقتدر.وما الإبقاء على ذات القوانين وسلوك ذات الخطوات إلا جنون سياسي مدمر لم يَعُد مقبولاً.
إن حلَّ المشاكل يستدعي عقول تريد حلاً لا عقول تسببت بتلك المشاكل وكما قال أنشتاين:
المشاكل الموجودة لا يمكن أن تحلّها عقول خلقتها. إذن لا بدَّ من عقول جديدة تحل المشاكل لا ذات العقول التي خلقتها.ولكننا لا نتوقع شيئاً من هذا لأننا خلاف كل الأمم والشعوب .ففي العراق فنٌّ عجيبٌ من الجنون.