کما کانت التوقعات، فإن النظام الايراني وأذنابه بدأوا حملتهم المضادة ضد أهالي البصرة إنتقاما لترديد الشعارات المناهضة للنظام الايراني ولعمليات إحراق مکاتب الاحزاب والميليشيات التابعة للنظام الايراني بالاضافة الى القنصلية الايرانية، وعندما تقوم وسائل إعلام إيرانية حسابات ألکترونية وصورا لشباب عراقيين مشاركين في تظاهرات البصرة، وزعمت أن لديهم علاقة مع السفارة الامريكية في العراق لتخريب المحافظة وحرق القنصلية. فإن ذلك يعني إن هناك مخططا واضحا ضد أهالي البصرة ولاسيما الناشطين منهم من المناهضين لنفوذ ودور النظام الايراني المشبوه في العراق.
وعندما تقوم وکالة”مهر”الايرانية للأنباء والمقربة من الحرس الثوري الايراني بنشر تقرير لها يوم الخميس الماضي تزعم فيه؛ إن نشطاء عراقيين في شبكات التواصل الاجتماعي لهم “دور كبير” في تحريك شارع البصرة ونقل المتظاهرين إلى مرحلة الشغب، فكانت لرهام يعقوب وعلي نجيم وغيرهما علاقات وثيقة بالدبلوماسيين الامريكيين” فإن الصورة تتوضح أکثر، ولاسيما بعدما کشفت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، الاحد الماضي، عن اعتقال نحو 35 شابا في البصرة في ظروف غامضة وتم اقتيادهم إلى جهات مجهولة. والاهم من ذلك إن مجاميع مجهولة قامت بإعتقالهم من دون أية مذکرات قانونية وإقتادتهم لجهة مجهولة.
هذه الاعتقالات المشبوهة المتناغمة مع الحملة المسعورة في وسائل الاعلام الايرانية ضد إنتفاضة أهالي البصرة، والتي يبدو إن النظام الايراني يسعى للإنتقام لکرامته المهدورة بهذه الصورة المشبوهة والتي تنطبق عليها کلمات أشد وقعا لانود إستخدامها ترفعا، ونريد أن نذکر العراقيين وأهالي البصرة عموما وعملاء النظام خصوصا، مالذي فعله النظام الايراني لأولئك الذي هاجموا السفارة السعودية في إيران وأحرقوها؟ رغم إن السعودية لم تقم أبدا بأي نشاط مشبوه في داخل إيران کما فعل ويفعل النظام الايراني في داخل العراق بل وحتى داخل البصرة کما نرى حاليا.
القنصلية الايرانية في البصرة والسفارة الايرانية في بغداد، يعلم القاصي قبل الدانە بدورهما المخرب والمشبوه ويکفي أن لهم جنودا من العملاء والمرتزقة المأجورين الذين يقومون بتوجيههم لتصفية حساباتهم مع کل عراقي يريد أن يرى بلاده من دون نفوذ وهيمنة هذا النظام المکروه من جانب شعبه والذي صار يترنح من جراء الاوضاع السلبية التي يواجهها والتي لايجد لها حلا، والذي يحز في النفس إنه وفي الوقت الذي يتم فيه داخل إيران رفع وترديد شعارات تطالب بإسقاط النظام الايراني، فإننا نجد أذناب هذا النظام يعملون کل مابوسعهم من أجل تقوية النظام وجعله يقف على رجليه ليبطش بشعبه أکثر من أي وقت آخر، ولکن سيرى هٶلاء العملاء وعن قريب کيف سيتهاوى هذا النظام وينتهي ويترك أيتامه في العراق ولبنان واليمن وغيرها من ورائه وهم منبوذين محتقرين من جانب شعوبهم وتطاردهم لعنة العمالة حتى موتهم.