هل هنالك مشكلة في ان يحب السني والشيعي والمسيحي والبوذي والسيغي واليهودي والهندوسي والاشتراكيون والثوريون علي ,ويتفق الجميع على حبه وتقديره واحترامه ليس من باب انه علي ,بل لانه نقطة الانعطاف بمنعطف إلأنسانية ,علي الذي لم يكن لديه مشكلة حتى مع قاتله الذي أوصى بمداراته ,دعونا نتسامى فوق خلافاتنا وسجالاتنا وأطروحاتنا ونرتقي لمستوى التحضر والمدنية ,ونختلف على من يسيء لمقام الإنسانية وعلي كان صوتها الناشد بها وبمنهجها مطبقاً سلوكها من اوسع أبوابها,أو لم يقل عنه كوفي عنان الأمين السابق للأمم المتحدة اسود اللون مسيحي على قول الامام (( يا مالك ان الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق (( بأن هذا القول يجب ان يعلق على واجهات كل المنظمات العالمية , وهي عبارة يجب ان تنشدها البشرية , وبعد شهر اقترح بإصرار ان تكون هنالك مداولة قانونية حول كتاب الامام علي عليه السلام الى مالك الاشتر , وبعد دراسات طويلة صوتت عليه الدول بان يكون هذا العهد احد مصادر التشريع الدولي لتنظيم العلاقات بين الامم والشعوب ,ويقول عنه جورج جرداق :ألاَ إنّه علي بن أبي طالب الذي تتمزّق بسيفه الظُّلمات، وتنقصُّ على عدوّه الرعود القاصفات، وتذروهم الرياح السافيات، فإذا به هولٌ يدفع هولاً وفي عينيه دموعٌ تحوّلت شراراً، وفي حناياه عطفٌ توقّد ناراً!,أَلاَ إنّه مخبأُ الفقير من الريح، وسترةُ الضعيف من السيل، وموئلُ العاجز من الزوبعة المُهلكة، وصاحب الظلِّ في الظهيرة المحرقة، كالليل!أَلاَ إنّه عليّ بن أبي طالب الذي سيقول فيه الدهر وفي سيفه مع القائلين:لا سيف إلاّ ذو الفقار، ولا فتىً إلاّ علي!,او لم يقل عنه واشنطن آرفنغ المفكر الامريكي : كان من انبل عائله من قبيلة قريش. لديه ثلاث صفات يعتز بها العرب : الشجاعة والبلاغة ، والسخاء, روحه الباسله استحقت لقبا خالدا من النبي محمد (أسد الله ) نماذج بلاغته لا زالت مؤثره على كل لسان عربي وعلي كل تفسير قرآني , وعلي كل مثل وقول ساد الامة العربية الي يومنا , في كل جمعه كان يلقنهم حكمته وما انزل علي النبي ليذكرهم بما وعاه صدره وفيه خزائن العلوم الالهيه , وهذا دليل على سخائه وتواضعه وحبه دون شرط مسبق .
لماذا القادم من وراء الحدود قادماً لقتلي واستباحت دمي وعرضي ومالي لأنني ممن يوالون علي ويمضون على طريقه ؟لماذا الاخرون من النفوس الضعيفة يريدون ان يخلقوا
مشكلة بيننا ,انها الدكاكين والأموال التي يستحصلونها من باب الفرقة ,وهل كان علياً سنياً ام شيعياً ,انه كان انسانياً وكفى ,خرج من الدنيا بقطيفة مرقعة وهو مبتسم , خرج منها وهو ينشد بالفوز من حقدها وشرورها وملذاتها ,علي كان الناصح الامين للخلفاء الذين سبقوه ولم يعارض ويؤلب الرأي العام ضدهم حفاظاً على أرواح المسلمين ,وعلى هيبة الدولة ومكانتها ,أو لم يقل عنه عمر بن الخطاب خليفة المسلمين (اعوذ بالله من معضلة ليس لها إلا ابا الحسن (ورواية أخرى) لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها إلا ابا الحسن) علي الذي قال :ان خلافتكم هذه لاتساوي عندي شسع نعل الا ان أقيم حقاً أو أدحض باطلا ,
وتكريماً له أصدرت الأمم المتحدة، في العام 2002، تقريراً باللغة الإنكليزية بمائة وستين صفحة، أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم، حيث تم فيه اتخاذ الإمام عليّ (ع) من قِبَل المجتمع الدولي شخصيةً متميزة، ومثلاً أعلى في:
1. إشاعة العدالة،
2. والرأي الآخر،
3. واحترام حقوق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين،
4. وتطوير المعرفة والعلوم،
5. وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية،
6. وعدم خنق الحريات العامة. وقد تضمن التقرير مقتطفات من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام الموجودة في نهج البلاغة، التي يوصي بها عماله، وقادة جنده، حيث يذكر التقرير أنَّ هذه الوصايا الرائعة تعد مفخرة لنشر العدالة، وتطوير المعرفة، واحترام حقوق الإنسان,وشدد التقرير الدولي على أن تأخذ الدول العربية بهذه الوصايا في برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لأنها (لا تزال بعيدة عن عالم الديمقراطية، ومنع تمثيل السكان، وعدم مشاركة المرأة في شؤون الحياة، وبعيدة عن التطور وأساليب المعرفة).والملاحظ أنَّ التقرير المذكور قد وزع على جميع دول الأمم المتحدة، حيث اشتمل على منهجية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في:
1. السياسة والحكم،
2. وإدارة البلاد،
3. والمشورة بين الحاكم والمحكوم،
4. ومحاربة الفساد الإداري والمالي،
5. وتحقيق مصالح الناس،
6. وعدم الاعتداء على حقوقهم المشروعة.
شكراً للغرب وشكراً للأمم المتحدة التي اتفقت على نهج وفكر علي ووصفته وصفاً يستحقه لأن علي ببساطة هو رمزاً انسانياً قبل ان يكون رمزاً اسلامياً ,وشكراً للعرب الذين حملوا مأساة الامة وتمزقها بعاتق علي لأنه لم يهادن ولم يساوم على الحق .