لا أدري لمَ أتذكر صوت الببغاء كلما اقترب موعد جديد للانتخابات العراقية , أو تقرر تشكيل كتل وائتلافات وقوائم وفرق وتجمعات جديدة من الأحزاب الحديثة ، والمضحك أكثر المرشحين يلبس عباءة جديدة ولباسا جديدا ويظهر كل مرشح عنترياته ووطنياته ونزاهته وإخلاصه المغرض يُطبق بها في الغالب على المساكين في عراقنا الجريح . والكثيرون منهم لا يعلمون ان شاشة العراق السياسية لا تعرض أفلاما روائية طويلة ..!
والجميل أن المرشح يبقي مدوياً ومسموعاً لكنه معروف جداً حتى وإن تغطي بألف عباءة أو تقنع بكل أنواع الأقنعة , و أو غير اسم كتلته أو حزبه. هذا التخفي بأسماء جديدة للكتل والقوائم وأخطاء جديدة إبعاداً للشبهات ومحاولات لتغييب الحقيقة أو الاختباء خلف متاريس الضعفاء المتوهمين ، لا تليق بمسؤول سياسي ، ولا تُليق بمن قاتل وأستبسل وانقلب على عقبيه بحثاً عن المال والجاه لا أكثر . هذا ( السياسي العراقي الجديد ) هو آخر من يتكلم بالحق والفضيلة وآخر من يرتدي لباس الحكماء وآخر الطيبين وإياه أن يتحدث أو يجالس أو يعاشر إنسياً عليه الجلوس والحديث إلى أمثاله من المرضي والمهووسين والشياطين . وأكاذيب جديدة يطلق بها فتاوي الحقد والزور والغيظ على الجميع وأولهم أهله وأشقاؤه في العراق . ذلك السياسي الذي كان ينمق ويرتش أقاويل أسياده من الّذين انهزمت أرصدتهم قبل أجسادهم من المحتلين ، يحاول جاهداً أن يقترب من التوبة لكنه يفشل في كل مرة ، فللتوبة شروط لعل من أبرزها الندم علي ما فعلت من فعلٍ محرم وعدم تكراره . وأنت الآن في بحر الحرام ، ولا يعرف معظم الناس انك نهبت وسلبت مال أهلك وأشقائك ووطنك وتحايلت على أخوتك وسطوت على ميراث العراقيين . فكيف الحال إذن مع بقية خلق الله في هذا العالم , إذا كنت صادقاً وشجاعاً وقّع على اعترافك بتدمير العراق وابتعد عن العراق حتى عينوك وابدأ بذرف الدموع على الفساد فيها وأنت أفسد الفاسدين . وأبخل خلق الله والبخل قرينٌ تتحدث عن الوطنية والأخلاق والمبادئ وأنت سيد المنافقين والانتهازيين . سياسي بدرجة الشرف مع السياسيين . ومن أشهر وشاة وجواسيس العراق العملاء . شيخ من شيوخ السياسة الجديدة . أينما مالت الريح تميل . لمْ نفتح هذا الموقع ومواقع أخري أو نقلب الصحف والمجلات أو نشاهد التلفاز إلا ووجدنا أسما جديداً هو أنت يدعي الصلاح والفلاح والتقوى ويبدأ بنعت المساكين بالتهم والشتائم الرخيصة . المساكين الذين ضحوا بدمائهم في وقت (الظلام) ويشهد الله عليَّ أنني رأيتهم بعيني بينما كنت أنت تسرح وتمرح في عمان وغير عمان في إيران في أمريكا في دول الخليج في المملكة المتحدة . وإني والله أعتب علي من منحك الشهادة السياسية الكاذبة ومن يمنحك الراتب كونك لا تستحق إلا أن تكون متسكعاً تلوكه الطرقات في دول المهجر .أما الأوقات التي سيطرت بها القوات الأمريكية على العراق وتقتل من تقتل أو تهدد من تهدد أو تعتقل من تعتقل فلن أتحدث ولن أتحدث عن دورك الخطير فيه . لماذا تسكت الأعراف وتجبن عن هذا السياسي ومعيته المعروفة من الطامحين إلى المناصب لماذا تفسح السياسة المجال لهذا ولغيره بعد أن أخفي رأسه في الغربة لعدة سنوات . أهمس بإذنه وبإذن غيره من العابثين بمستقبل أبناء العراق . حتى إذا رضخت الأمور لهذا الببغاء ولعصابته المعروفة بنفاقها وتقلباتها فالناس لا تسكت علي محاولة عرقلة مسيرة العراق . أما إذا كان يحلم بمنصب فنقسم بالله العظيم نحن أبناء العراق وجماهير المثقفين والوجهاء وعامة الناس الّذين يحملون الروح العراقية . إذا بقي هو آخر رجل فلن نقبل به أن يكون حتى فراشاً . بالمناسبة هذا المغرور يعتقد أنه السياسي الأوحد والعراقي الأمجد والمنقذ المتفرد.