ليس مهما أن يموت الناس في الشوارع والأسواق والمساجد وتتقطّع أوصالهم وتتناثر أشلائهم وتزهق أرواحهم , وليس مهما أن يتيّتم الأطفال وترّمل النساء وتثكل الأمهات ويفجع الأباء بأبنائهم وتدّمر المنشأت وينتشر الخوف والرعب بين الناس , بل المهم أن يبقى دولة رئيس رئيس الوزراء وشلّته الفاسدة على رأس السلطة , ويبقى أبنه يصول ويجول كما كان أبن المقبور صدّام .
فالانهيار الأمني المتواصل في بغداد وباقي المحافظات العراقية لا يحتاج إلى دليل , وطوفان الإرهاب أطال جميع شرائح المجتمع العراقي وشمل كافة مظاهر حياة الناس اليومية , وأعداد الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ في تزايد مستمر , والعمليات الإرهابية تتسع يوما بعد يوم كما ونوعا , في وقت تقف فية حكومة دولة رئيس الوزراء الفاشل مشلولة تماما في مواجهة هذا الطوفان من الإرهاب , وكل هذا القتل والدمار يجري ومجلس النواب غارق في سبات عميق وكأنهم أموات .
والله الذي لا إله إلا هو لو كانت هنالك ذرة واحدة من الشرف والغيرة والحمية عند هؤلاء النواب والوزراء , لما بقى واحد منهم , ولقدّموا استقالاتهم جميعا احتجاجا على فشل هذه الحكومة في حماية أرواح الناس , ولا أدري لماذا لا يصر مجلس النواب على استدعاء رئيس الوزراء ووزرائه الأمنيين ورئيس جهاز المخابرات إلى البرلمان للوقوف على أسباب هذا الانهيار الأمني ؟ وأين هو الجيش و الأجهزة الأمنية وأين هي قوات وزراة الداخلية التي لا تعد ولا تحصى , ومن المسؤول عن هذا النزيف المستمر للدم العراقي ؟ .
أين هي ضمائركم وأين هو إسلامكم ؟ وهل فعلا أنتم مسلمون ؟ وماذا ستقولون لله سبحانه وتعالى عن هذه الأرواح البريئة التي تزهق كل يوم ؟ خطابي هذا موجها لأعضاء البرلمان المنتخب من قبل الشعب , فأقول لهم ماذا سيكتب التاريخ عنكم وعن عجزكم في استدعاء رئيس الوزراء وطاقمه الأمني الفاشل إلى البرلمان ومعرفة أسباب هذا الانهيار الأمني ؟ هل فعلا تخافون الله واليوم الآخر ؟ أقسم بالله إنكم جميعا لا تخافون الله ولا تؤمنون بهذا اليوم الآخر , والذي يقول منكم أنا أخاف الله فليقدّم استقالته احتجاجا على هذه الحكومة الحقيرة والمنحطّة , نعم إنّ الحكومة الني لا تأبه لحياة مواطنيها هي حكومة حقيرة ومنحطّة , ووزرائها حقراء ومنحطّون , ومن يقبل باستمرار هذه الحكومة هو حقير ومنحط , والنائب الذي يرى بعينيه هذا القتل ولا يستقيل هو حقير ومنحط , كفى استهتارا بحياة الناس , والله أنّ كل قطرة دم بريئة تسيل هي أشرف وأطهر منكم جميعا , لا تقبّل الله منكم عملا ولا رحمكم وحشركم في جهنم جميعا .