20 مايو، 2024 2:17 م
Search
Close this search box.

هل هناك عراقي سعيد ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

اختلف الناس في تفسير وفهم كلمة السعادة وما تعنيه وكيف تتحقق , هذه الكلمة قد تكون مكونة من حروف معدودة ولكنها شغلت الكثير في تفسيرها وفي البحث عنها ربما يفسر البعض السعادة في القناعة  او في حب الاخرين وسعادتهم  ,في اقتناء المال , في الصحة , في التفوق والنجاح ولكني انظر لها من جميع هذه التفسيرات انها ببساطة ان يحس الانسان انه سعيد , اما كيف يتوفر هذا الاحساس وكيف يتحقق فتلك هي السعادة ومن هنا فالسعادة تختلف من انسان لآخر فما يسعد فلان قد لا يسعد الآخر فالسعادة تختلف باختلاف النفس البشرية ,ولو اننا دائما ننحى الى النواحي الايجابية في السلوك البشري ونفسر ان السعادة في الاشياء الايجابية ولكننا نغفل  السلوك السلبي واصحابه فكما ان هناك بشر يسعد في منح الاخرين هناك اخرين يسعدون في الاستحواذ على الاشياء وكما ان السعادة تتحقق عند البعض في الهدوء والسكينة نرى اخرين سعادتهم في المغامرة وفي ممارسة الاشياء الخطرة ,وكما ان هناك من يشعر بالسعادة لإسعاده من حوله هناك أيضا من تكون سعادته في إيلام الآخرين ,هناك من يظن ان المال والغنى توفر له السعادة وهناك من يرى ان المال ليس بالضرورة ان يكون مصدر السعادة اذا لم تتوفر معه عناصر اخرى ففي رايه ان المال مكمل وليس اساس , هناك من يسعد لاستحواذه على كل شئ حتى لو كان لغيره وطبعا انه الاناني ولكنه سعيد بما يتصوره غيره انه عمل مقيت حتى اللص قد يسعد  اذا توفق في صيد ثمين
وللسعادة اوقات فقد تكون لايام او سنين وقد يشعر المرء بسعادة غامرة لسماعه خبر ينتظره او رؤيته لطفل يضحك او أي منظر اخر ولهذا عندما تسال احد هل انت سعيد ربما يفكر قبل ان يجيب ,فعندها سيتذكر ما مر من حياته وبحسبة بسيطة هل ان مامر في الغالب سعيد ام تعيس ام بين بين فيجيب بالنفي او الايجاب , فهناك حياة سعيدة في الغالب تمر فيها بالضرورة فترات غير سعيدة ومحزنة وهناك حياة غير سعيدة تمر فيها فترات سعيدة ومفرحة
من هنا قلنا انها كلمة مطاطة تحتمل الكثير ولكن تفسيرها البسيط هو رضا الانسان بشء ما يحبه ويجلب له الارتياح ,
اما سؤالي هل ان هناك عراقي سعيد ؟ فاشعر ان أي عراقي حتى لو كان سعيدا فسعادته ناقصة فكيف يكون سعيدا من يرى بلده غير امن ومستقر من يرى الناس تتساقط كاوراق الشجر هل مر يوم دون ان نسمع ان عراقي قتل كيف يشعر بالسعادة وهو يرى الناس في الفضائيات الكثيرة وهي تشكو همها كيف يرى السعادة وهناك ملايين اليتامى والارامل كيف يهنأ باله والناس غير امنة كيف يسعد من بلده من اغنى دول العالم ويعيش اناسه في حاجة وهم كيف يهنئ وهو قد فقد بالموت او التغييب اعزاء له او لمن حوله وهم لاذنب لهم سوا انهم انتموا لبلد لم يحكمه من يخاف الله , لهذا ارى من الصعب ان نقول ان هناك عراقي سعيد , دون ان نضع قربها كلمة لكن فحتى السعيد سيقول انني سعيد ولكن ,
ربما هناك سعداء في العراق فنحن كدنا ان ننسى السلوك السلبي الذي يملكه الانسان والذي يجعله سعيدا بالاشياء السلبية وخير مثال على كلامنا ان معظم  ساسة العراق الذين لاهم لهم سوا التصارع واثارة المشاكل والاستحواذ على كل شيء بدأ بالمناصب وانتهاء بالثروة يعيشون في واد والحقائق في واد اخر. وفي النهاية نستطيع ان نقول اننا يمكن ان نجد عراقيا سعيدا ولكن ..ليس كل عراقي انما هو (السياسي) فقط !! وهنا تنطبق مقولة الاجداد الطيبين (قلل الغيرة وعيش طيب ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب