23 نوفمبر، 2024 5:26 ص
Search
Close this search box.

هل هناك جدوى من المشاركة في الانتخابات القادمة ؟

هل هناك جدوى من المشاركة في الانتخابات القادمة ؟

صادفت الحاج منخي وهو بالكاد يمشي, ووجه الشاحب دليل المرض, سلمت عليه وجلسنا معا لنشرب الشاي, فسألته عن صحته, فاخبرني أنها في تدهور مستمر, والعلاج غال الثمن جدا, ومتوفر فقط في الخارج, وهو لا يملك الا راتبه التقاعدي, فقط ألان ينتظر حكم القدر, حاولت أن أصبره بكلمات التفاؤل, فدخل صاحب الشاي كطرف في الحديث, وقال ( يا حاج منخي هل ستنتخب من جديد من وفر لك رفاهية الحياة).
ضحكنا جميعا من كلمة “رفاهية الحياة”, فالرفاهية لا توجد في قاموس حياتنا, لقد قدر لنا أن نعيش ونسحق. 
ثم تكلم الحاج منخي عن الانتخاب والرفاهية فقال: ( كان حينا قبلة للساسة في موسم الانتخابات عام 2014, كحاله دوما في كل موسم انتخابي, والكل يعد بحل مشاكل الحي, من تبليط للشوارع, أو تنفيذ مشاريع الخدمات المتوقفة منذ سنوات, أو حل محنة الماء الذي ينقطع مع كل صيف, أو ذلك الوعد الذي جعلني انتخبهم بأنهم سيوفرون العلاج, لمن لا يقدر على ثمنه, وكل موسم كانت الوعود تكبر, لتصل في موسمها الأخير الى وعد بحل مشكلة البطالة والسكن, مع تنفيذ مشاريع كمتنزه عصري, يكون متنفس للناس المختنقة من حياة لا ترحم, لا في زمن الطاغية ولا في زمن أحزاب الديمقراطية).
كان الشاي ساخنا بنكهة الهيل, قد أجبرنا أن  نستوقف عنده, ونأخذ منه حقنا برشفة تسكن بعض الآم الروح, ونستشعر سعادتنا الكامنة في استكان الشاي, ثم أكمل الحاج منخي كلامه : ( شاركنا الناس الحلم, ودعونا كل من نعرف للمشاركة, متأملين أن يصدق الساسة هذه المرة بعد كذب السنين السابقة, فيحل علينا فرج انتظرنا عمرا كاملا).
ثم تحسر كثيرا حتى دمعت عيناه, ثم ختم كلامه: ( بعد انتهاء الانتخابات الاخيرة كانت الخيبة كبيرة, فمن انتخبناهم من كتل وشخصيات, كانوا كمن سبقهم غير أوفياء للوعود, بل تناسونا تماما, ومرت السنوات متعبة ثقيلة بل لا تحتمل, هكذا هي الرفاهية التي وفرها الساسة, فهل تريدني ألان أن انتخبهم من جديد, وقيل أن المؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين, ونحن تم لدغنا مرات عديدة, أفلا نتعظ).
سكتنا ثم تفرقنا, فأي كلام يقال بعد كلام الحاج منخي, اللعبة قد انكشفت, عسى أن ينتبه كل ذي عقل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات