كان علي مطيعا لله ولرسوله طاعة ضرب بها المثل حتى اضحى المقياس بين الايمان والنفاق حسب قول رسول الله ( ما يحبك الا مؤمنا وما يبغضك الا منافق ) وبعد وفاة الرسول لم يشق عصا الطاعة ولم يخرج على خليفة وكان صوتا جهيرا بالحق لايخاف فيه لومة لائم وكان يصرف على نفسه وعائلته من كدحه وعرقه واشتغل اجيرا حتى عند يهود المدينة لاطالب بمغانم او مكاسب ولاسأل عن حقوق قرابة اوغيرها وعاش مواطنا محكوما على الكفاف ولما آلت له السلطة واتته الخلافة تجر اذيالها رفضها مالم تكن بيعة واضحة شاملة وكانت كما توقع عمر (سار بهم على المحجة البيضاء ) لم يولي ابن او قريب على رؤوس المحكومين ولم يستأثر بالسلطة ولم يدخر في بيته مالا وكان امين بيت ماله رافع بن ابي رافع يوزع المال بحضور الجميع ثم يغسل ارضية البيت فيصلي بها ركعتين حمدا لله ويمضي بسهمه مثل الاخرين ولم يعلن على عدو او رافض لحكمه حربا وكان شعاره ( سأسالم ماسلمت امور المسلمين ) خرج عليه من كانوا معه في عهد الرسول وحاربوه وحاربهم لكنه لم يحمل لاحد منهم ضغينة ولم ينكل بقتيل او يسلبه شيئا او يحارب ابنائه من بعده وكان عادلا على نفسه اولا ومطبقا للشريعة بكل رضا وقناعة وحتى في موته اعطى درسا للسمو والرفعة وكرم الاخلاق والتسامح يوم طلب من عائلته ان يطعموا قاتله مما يأكلون واخبرهم في حالة نجاته من الموت هو ولي الدم وفي حالة وفاته امرهم امرا قاطعا وقال : ضربة بضربة ولاتمثلوا به فأن المثلة لاتجوز حتى بالكلب العقور .. الله اي اخلاق هذه ياعلي .. لا اقول علي كان فردا سواء بالمواطنة او في موقع السلطة لكن اقول ان هناك من حاول سلوك طريقه بصدق لكنه لم يصل لذرواه . والعجيب في الامر ان علي كان قليل الاتباع في حياته وكثير من الذين تابعوه عجزوا من مسايرته فتحولوا عنه الى غيره في حين بعد رحيله تجد الكثيرون يدعون انهم اتباع علي ومن السائرين على دربه وقد تخدع ببعضهم من خلال ورع زائف او تصرف يكشفهم عند وضعهم على محك اتباع علي . اخيرا ولد علي فرد وعاش مواطنا فرد ايضا ومات حاكما فرد .. نعم كان له اتباع لكن قلة نادرة وليس من بينهم حاكم ولو واحد وكاذب من يدعي غير ذلك وفي زمننا هذا يكثر المدعين لكن الحقيقة غير ذلك ولو عاد علي للحياة بمشيئة الله لكان هؤلاء اول من يحاول او يدعو لقتله . رحم الله عليا فقد اتعب من بعده وكشف زيف المدعين .