18 ديسمبر، 2024 8:20 م

هل هناك أجندات وسيناريوهات ل ( تجهيل المجتمع العراقي ) ؟؟؟

هل هناك أجندات وسيناريوهات ل ( تجهيل المجتمع العراقي ) ؟؟؟

سؤال طالما أرّقني ولم أجد له جوابا : هل هناك أجندات وسيناريوهات وأهداف لتجهيل المجتمع العراقي من قبل جهات ومؤسسات اقليمية ودولية ؟؟ وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع لابد من تسليط الأضواء على مفهوم ( التجهيل ) وماالفرق بين ( الجهل ) و ( التجهيل ) … الجهل في اصطلاح أهل الكلام ( اعتقاد الشيء على خلاف ماهو عليه وهو الأعتقاد الجازم بما لايتفق مع الحقيقة ) .. والجهل هو ( خيار الفرد لعدم تلقي العلم والمعرفة والثقافة للأرتقاء بذاته وعقله ) أما ( التجهيل ) وهو مربط الفرس فهو( فرض الجهل على الأفراد وهو مسألة مقصودة وخطيرة ومخطط لها ) لأن الفرد يجد نفسه منجرفا للجهل رغما عنه ولأن يكون جاهلا .. ويطلق على مفهوم التجهيل ( صناعة الجهل ) .. ان صناعة الجهل أو التجهيل أصبح اشد مكرا واصبحت له كيفيات وشركات ومؤسسات ودول لها أهداف سياسية بعيدة اذا ماعلنا ان علم التجهيل يهدف الى نشر الجهل ويجعل الناس فريسة للمصالح القوية التي ترغب في نشر الجهل والتضليل وخلط الأمور من أجل تحقيق اهدافها البعيدة والدخول الى عقول الناس من بوابة الجهل وهذا ماتتبناه وترعاه شركات ومؤسسات كبرى في ترويج الجهل وتعزيزه بوسائل حديثة وعلمية تديرها عقول كبيرة متخصصة بهذا الشأن ليكون بضاعة مصنعة ونتاجا لبرامح وبحوث تحوَّلُ الى سلعة تُعرضُ وتُسوقُ في متاجر السياسة ( العفنة ) لجعل الناس فريسة للمصالح القوية التي تهدف الى نشر الجهل عمدا عن طريق اساليب التضليل والخداع وايهام الناس خاصة البسطاء وقلب الحقائق واتزييف من خلال نشر وترويج بعض الموضوعات واخفاء البعض الأخر بغية خلق حالة من التشويش والأرباك لدى المتلقين والذين يصدّقون كل مايسمعون ويشاهدون … وبعد كل ماتقدم وللأسف الشديد اقول : لقد اثبتت السنوات الماضية ان اختلاف الفرقاء السياسيين وعدم الأنسجام والتفاهم وغياب الوازع الوطني والفوضى جعل الطريق سالكا ومعبدا لتلك الجهات المشبوهة للتدخل في شؤون العراق وسياسته الداخلية وتنفيذ اجنداتها واهدافها المشبوهة مستغلة تلك الخلافات والفوضى وتعدد مصادر القرار والأنفلات الأعلامي وهو الأخطر حيث ان وسائل الأعلام اصبحت النافذة السهلة لتدجين العوام من الناس وتحويلهم الى جيل خانع ، وان من اهم الأسباب التي ادت الى ذلك غيلب الرقابة على البرامج والأخبار وترك الحبل على الغارب الى ان وقع ( الفأس في الرأس ) .. ان عملية تجهيل المجتمع قد نجحت الى حد ما في تحقيق اهدافها ومخرجاتها من خلال الفضائيلت مدفوعة الثمن وقنوات التواصل الأجتماعي التي هي سلاح ذو حدّين من خلال ماتنشره وتبثّه من سموم وبرامج وافلام عن طريق الجيوش الألكترونية للتشويش وقلب الحقائق من اجل السيطرة على عقول الناس وادمغتهم خاصة الشباب وكذلك ( أنصاف المتعلمين ) فنراهم يرددون ( كالببغاوات ) كل مايسمعون ويشاهدون عبر الفضائيات … ان تلك المؤسسات المشبوهة في ماتمتلكه من التقنيات العالية المتقدمة كان لها دور مباشر او غير مباشر في تصدّع منظومة القيم والأخلاق من خلال بعض المواقع التي انتشرت كالنار في الهشيم في ظل غيلب الرقابة وانحسار دور الأسرة والقدوة ومامر به بلدنا الحبيب من ظروف كارثية معروفة ونتج عن ذلك جيل وشباب ضائع لامستقبل لاأهداف في ظل استفحال ظاهرة المخدرات بشكل خطير ومخبف من الصعب السيطرة عليها وهذا مايريده الأعداء … ثم انتشار المقاهي والكوفي شوبات ( والنركيلة ) بشكل ملفت للنظر خاصة في صفوف المراهقين الى ساعات متأخرة من الليل في الوقت الذي غابت فيه متابعة الأسرة لأبنائها الذين اصبحوا تحت ( خيمة التيه والضياع ) … والأنترنيت وماأدراك ماالأنترنيت هذا العالم الغريب الذي هو وسيلة لنقل المعلومات والبيانات والرسائل ، اصبح اخطبوطا بسبب سوء استخدامه لدى الكثيرين الذين استخدموا الجانب المظلم منه والذي اقتحم البيوت والمؤسسات وغرف النوم بشكل مخيف وخطير وأصبح كالماء والهواء لايمكن الأستغناء عنه واستخدامه بشكل سيء لدى الكثيرين .. مما أثّر سلبا على عقول وسلوكيات وأدمغة البعض وانحرافهم من خلال البرامج والأفلام الهابطة واشاعة الرذيلة .. ولايفوتني ان اذكر ضعف دور المؤسسات التربوية والتعليمية في كافة مراحلها وهذا باعتراف الجميع وانتشار المدارس والكليات والجامعات الأهلية بشكل خطير والتي هدفها الأول والأخير الحصول على الأموال بغض النظر عن الرصانة العلمية ، والتي يتخرج منها سنويا الألاف من الطلبة البعض منهم لايعرف يكتب جملة مفيدة والبعض الاخر يكتب ( شكرن ) بدلا من ( شكراً ) و ( لطفن ) بدلا من ( لطفاً ) و ( اليكي ) بدلا من ( اليكِ ) … ثم الشهادات العليا الماجستير والدكتوراه التي اصبحت في متناول يد من يدفع حفنة من الدولارات خارج العراق من اجل ان يُكتب حرف الدال ( د ) قبل اسمه ليصبح الدكتور فلان وقسم من هؤلاء لايعرف ( الجُك من البُك ) …. واخيرا اقول لقد نجح الأعداءُ الى حد ما في بث حالة الرعب وزعزعة الأستقرار واثارة الشكوك وادخال الناس في متاهاتٍ وتركهم في حالة من التخبط والضياع …… والسؤال الكبير هنا متى نشهر سيوفنا من أغمادها بوجه هؤلاء الأعداء ؟؟؟ ومتى تصحو ضمائرنا من اجل بلدنا الحبيب الذي تتقاذفه الأمواج العاتية ؟؟ الجواب اتركه لذوي الشأن ….
السلام عليكم و( شكرن ) لكم ، عفوا شكرا لكم ….