21 مايو، 2024 10:47 ص
Search
Close this search box.

هل هزيمة داعش في سوريا والعراق  نهاية لمشروعها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

الساسة والمحللون اختلفوا فيما بينهم حول حقيقية داعش هل هي مشروع قائم بذاته كما هي تدعي لاقامة الخلافة الاسلامية على نهج النبوة ؟ خلافة اسلامية عابرة للحدود والمحيطات لا تقر بوجود دين اخر وان وجد فاتباعه  ملزمون بدفع الجزية وداعش لا تقر بوجود مذهب اسلامي او طائفة  ويعتبروا هؤلاء  كفار وواجب قتلهم واستباحت اموالهم واعراضهم هذا الوصف لو اعتبرت  داعش مشروعا وهنا الكلام في هذا الوصف يطول حيث امريكا تعتقد بهذا وتصوغ له وهناك من يعطيها الحق عندما تقول ان القضاء على داعش يتطلب سنوات , اما اذا نظرنا الى داعش من زاوية  اخرى على انها اداة وصنيعة مخابراتية اجنبية يريد منها تحقيق اهداف لمشاريع ستراتيجية خططت لها اسرائيل والدول الاستعمارية فالامر يختلف كثيرا وهذه وجهت نظرتتبناها روسيا اليوم  والحقيقية هنا تتجسد بكمالها وتمامها  .
عندما اقول امريكا تنظر الى داعش كمشروع لا اداة فانني استند على حقائق مستخلصة من الواقع , فكلنا نعرف ان معركة تحرير تكريت في العام الماضي التي تحققت بفعل فصائل الحشد الشعبي والقوات العسكرية العراقية المشاركة معها راينا كيف امريكا تقاعست في مهمتها في هذه المعركة وترددت بالمشاركة واشترطت ؟ وراينا ايضا كيف بدء الاعلام الداعشي بدعم من ساسة ونواب للتقليل من اهمية هذا النصر بان الحشد الشعبي يسرق الثلاجات والاثاث والمواشي …. اليوم المعركة تعاد من جديد في نفس المنطقة ولكن ليس للتحرير بل للتطهير وقد تصدت نفس الفصائل بهذه المهمة وهي العصائب – بدر – كتائب حزب الله وباسناد من الفرقة الذهبية والشرطة الاتحادية وبعض من وحدات الجيش مع حضور للقوة الجوية وطيران الجيش وايضا غاب عن المشاركة قوات التحالف الدولي كما كان في المعركة السابقة …. في حين بمعركة الانبار التي تجري بنفس الوقت قوات التحالف هي من تقوم بالدور المباشر حتى انها استهدفت عجلتين يقودهما انتحاريان والقوات المهاجمة للدواعش في الخطوط الامامية هي قوات دربتها امريكا في قاعدة عين الاسد من فصائل حماس العراق وجيش المجاهدين وغيرهم والقوات العسكرية  الاخرى هي الساندة , اما الحشد الشعبي فامريكا واغلب السياسين وشيوخ العشائر لا تريد وجودا له في هذه المعركة واذا احد زايد وقال هناك فصائل من الحشد الشعبي في الانبار سنقول له نعم بمستوى اربعة افواج من ابناء هذه المناطق حصرا …. رغم اننا كما يقال  ندعي العراق واحد  موحد , فلماذا اختلفت اليات القتال فيه ؟ ولماذا امريكا تصرفت هكذا ؟ بالتاكيد داعش لم تحصل على حواضن لها في صلاح الدين كما حصلت عليها في الرمادي ولا الساسة وشيوخ العشائر في المحافظتين نفس التوجه فنحن نعرف اذا ما كان كل اهل صلاح الدين مع الحشد فان اغلبهم مع وجوده وهم الحاضنة له  وهذا ما عكسه محافظها ومجلس محافظتها وبعض نوابها في حين الحكومة المحلية وشيوخ بعض اهالي الانبار رافضين  مشاركة الحشد الشعبي ومتناغمين مع امريكا حتى شكلوا وفدا لزيارتها طالبين تدخلها … طبعا لا ننسى وطنية وقيم واخلاقية بعض العشائر الانبارية التي تحرص على الوحدة الوطنية وهذه العشائر تضررت كثيرا من داعش لموقفها الوطني هذا كعشيرة البو نمر وابو فهد … ان الارهاب سواء كان للقاعدة او لداعش بيض وفؤغ في الانبار وان ساحات الاعتصام كان من تدبير واستشارة اوغلوا وحتى هناك زيارات سرية جرت لمسؤولين اتراك وسعودين وقطرين سرا الى الانبار دون علم الحكومة المركزية وان العيساوي والعلواني راعين لهذا الدور التامري المشبوه … امريكا اليوم قلقة ليس من داعش بل من الفراغ بعد داعش ومن هنا تريد تصوير الامر ان داعش هي مشروع في حين هي بالحقيقة اداة واداة صغيرة وحقيرة يراد منها  خدمة لمشروع كبير يدار من الرياض والدوحة وتل ابيب وعليه فهزيمتها في العراق وسوريا عسكريا سيهزم المشروع الذي يقف خلفها بشكل خفي ومستتر .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب