23 ديسمبر، 2024 1:21 ص

هل هذه هي حقيقة شيوخنا و أئمتنا ؟

هل هذه هي حقيقة شيوخنا و أئمتنا ؟

هناك الكثير من شيوخنا و أئمتنا يسيطرون على عقولنا بحيث هناك الكثير ممن يعتقدون أنهم رجال لله ، ودعاة مبادئ الدين الإسلامي، وحماة تعاليمه وأخلاقه السمحة , إلى درجة جعلت العامة يعتقدون أنهم اقرب منهم إلى الله والإسلام ، وأنهم هم من يرسمون وبحروف من نور صفحات تاريخ ومستقبل المسلمين

يجب ان نكون على قدر من المسؤولية إزاء هذا الموضوع المعقد والخطير ، الذي ربما لم يلق عليه ضوء كاف ، أو لم يلق عليه أي ضوء على الإطلاق ، سأتكلم عن بعض النماذج منهم ، لكن وقبل ذلك نستسمح جميع رجال الدين الشرفاء الصادقين ، وكل أئمة المسلمين المعروفين بالنخوة والكرم والشهامة ومخافة الله ، بإنهم غير معنيين ، وان هذا ليس إتهاما لهم لأن الفقهاء في الدين هم ليسو الا متفقهين في هذا الإختصاص كفقهاء القانون او الفيزياء وفتاواهم ما هي إلا إجتهادات قد تصيب وقد تخطيء فالبشر خطاءون
وسأكتفي بذكر بعض النماذج من شيوخنا وأئمتنا على سبيل المثال لا الحصر ، لكثرتهم

نبدأ بالداعية العريفي والذي هو مستشار لعدد من الهيئات الإسلامية يروي قصة ملائكة على خيول بيض تقاتل ضد النظام السوري إلى جانب الجيش الحر ولنفرض أن هناك ملائكة قاتلت ضد النظام السوري .. فلماذا لم يسقط النظام السوري وهذا ما يدفعنا إلى أن نفكر قليلآ و نسأل أنفسنا هل إن الله وملائكته لم يستطيعوا الإنتصار على النظام السوري ؟

وهنالك أيضآ السديس والذي هو الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، ومن أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم حيث قال أن أميركا تقود العالم والانسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والإستقرار والرخاء وهنالك إستفسار بسيط حول ما قاله السديس وهو هل إن الحروب التي خاضتها أميركا في العراق وأفغانستان وفيتنام وما قام به التحالف الأميركي في سوريا وإهداء القدس لإسرائيل وقتل الأطفال و النساء والتهجير يعتبر قيادة العالم والانسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والإستقرار والرخاء ؟

وأيضآ الشيخ القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قال نعم أفتيت بالجهاد في ليبيا وسوريا ولن أفتي بالجهاد ضد إسرائيل لأن اليهود أهل كتاب وتسامح ولنسأله هل إن الجرائم التي قامت بها إسرائيل بحق الفلسطينيين من قتل و تهجير تعتبر من باب التسامح ؟

وهنالك الداعية عائض القرني والذي يعتبر داعية و يقتدي به الكثيرون اعتلى منابر المساجد محرضا على الجهاد في العراق وسوريا وحين أراد إبنه أن يذهب للجهاد حبسه ومنعه وقام بتبليغ وزارة الداخلية لكي يقومون بسحب وإلغاء جواز سفره وفي حادثة أخرى يسرق حقوق الآخرين حيث قضت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام السعودية بتغريمه مبلغ 330 ألف ريال سعودي، في القضية التي تقدمت بها الكاتبة السعودية سلوى العضيدان إتهمته فيها بالإعتداء على حقوقها الفكرية

وأخرهم الشيخ العرعور والذي يعتبر عالم في الدين الإسلامي والذي كان يقود المضاهرات في سوريا قال في أحد اللقاءات : ” أنا أؤمن ان 99.9% من إخواننا في داعش مؤمنون صادقون مخلصون، سواء كانوا من داخل سوريا او من خارج سوريا ” وكان ذلك بعد وصفه لداعش بالتكفيريين والخوارج والمخترقة والمخابرات وغيرها وبعد أن إستباح دمهم وحذر السوررين منهم

وأخيرآ ومع الأسف إن الشيوخ اللذين قمت بذكرهم كنماذج هنالك الكثير من المسلمين يقدسونهم ويعتبرونهم قدوة لهم ويؤمنون بكل كلمة ينطقون بها وهناك شيوخ آخرين يخالفون ما يحضون الغير عليه ، وينصحونهم به لم يرد ذكرهم لعدم الإطالة ومنهم من شوه الدين بهدف العمالة ومنهم من قام بتشويهه بهدف كسب المال والترزق منه وكما قال الشافعي : ” أرتزق بالرقص أهون من أن أرتزق بالدين ” فيجب علينا نحن أن نفكر فيما يقولون ويفتون فربنا وهبنا العقل لكي نميز الخطأ عن الصواب