لم أجد سبباً وجيهاً واحداً أو مقنعاً لتعامل سلطات المملكة ( الاردنية العربية ) الهاشمية … مع العراقيين المهاجرين الى الاراضي الاردنية بعد ان ضاقت عليهم أرض الرافدين … فتركوا ديارهم العامرة وخيراتهم الوافرة ليفروا بحياتهم جراء ما أحدث الاحتلال البغيض وعملاء الاحتلال … من خراب ودمار وفتنة في مدنهم الحزينة حيث قامت ( سلطات الحكومية الاردنية ) بعدم منحهم تأشيرة دخول , والغريب في الامر ان العراقيين في الاردن أقل عدداً بكثير من العراقيين في سورية ومصر واوروبا وامريكا وليبيا ودول الخليج العربي التي تضع شروطاً قاسية للاقامة في بلدانها لكنها تقديراً للظروف التي يمر بها العراق فتحت ابوابها لهم في حين تتسابق المطارات والموانئ والمعابرالاردنية على التنكيل واهانة العراقيين الوافدين وابتكارانواع المضايقات لهم في الوقت الذي لا يبحث فيه هؤلاء عن عمل او كسب او منافسة لاحد بل الاستقرار في منطقة آمنة حسبوها شقيقةً ( مع الاسف ) وصدقوا المقولة القديمة بان ( الاردن حاضنة العروبة ) , الاردن ( وهذه المسألة ليست جديدة ) يرحبون ويصفقون ويرقصون فرحاً لكل من يحمل العملة الصعبة كي ينثرها في شوراع عمان والبتراء أو.. أو.. ، سواء كان اسرائيلياً او اوروبياً أو افريقياً او حتى من المريخ .. لكنهم يتفنون في جرح كرامة العراقيين في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب مد يد العون من الاشقاء على الاقل … اما ما سمعناه عن ان الاردن حاضنة العروبة فهي اكذوبة نشرها صحافيون اردنيون كذابون تشجيعاً للسياحة في بلدهم ليس الآ … ونحن في العراق لا ننسي احداً ، من أساء لنا ومن احسن الينا ، نحن في العراق فتحنا قلوبنا قبل حدودنا للاشقاء الاردنيون لاكثر من ربع قرن ملأوا ارض الرافدين من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق ، لا تجد شارعاً الا ويتمشي فيه اردني ، اصبحوا جيراناً للعراقيين في بيوتهم وعملوا في مصانعهم ومعاملهم ومنشآتهم العسكرية والحساسة في حين لم يسمح لكثير من العراقيين في الدخول لهذه المواقع ، تزوجوا من العراقيين وتزوج العراقيون منهم ، وحصل الآلاف منهم على الجنسية العراقية بدون اي عناء ، ودرس عدد كبير من طلبة الاردن في جامعات العراق وعلى حساب الحكومة العراقية واصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى … وبدء العراق برفع شعارات ( أياك ان تعتدي على اردني ) فالعقوبة السجن و( الاردني ثم الاردني ثم .. العراقي ، والالاف الحكايات والوجوه والذكريات التي مازال بعض الاردنيون يعيش بين اشقائه العراقيين حتى هذه الساعة ، ولا ننسي ابداً تعامل الدولة معهم في أيام الحصار حين منحتهم حقوق العراقيين نفسها وغيرها من الامور التي يخجل الانسان من ذكرها وبخاصة اذا كانت بين الاشقاء … والاردنيون يتمسكون عندما تطرح هذه الامور معهم بانهم أتوا للاعمار وهذه خرافة اخرى لا اريد ان اشغل القارئ بها لان الحقائق اظهرت طيلة عقود طويلة العكس تماماً ، ولحد الآن تطالب الحكومة الاردنية وباسلوب رخيص ببعض الاموال التي مازالت في ذمة الحكومات العراقية السابقة !
بينما تقوم عشرات الدول الكبرى والصغرى بمسح والغاء ديون العراق وهي بالمليارات تقديراً منها لما يمر به الشعب العراقي في محنته الكبيرة نقول لما تبقي من اخوة بيننا وبين الشرفاء في الاردن ، الشرفاء الاشقاء من ابناء الشعب الاردني والاحزاب المعارضة والمنظمات الانسانية ، ان ما تقوم به حكومتكم واقزام وازلام رجال شرطتكم ولصوص الرشوة والمحسوبية عند المعابر الحدودية والمطارات … رصاصة الرحمة على علاقة أبدية بين شعبين شقيقين تربطهما علاقات الدين والدم ولمصير، والمؤسف اكثر أننا لم نجد او نسمع صوتاً واحداً أو قلماً شريفاً يندد لما يتعرض له العراقيون من تضييق الخناق عليهم ومحاولات طردهم وحجزهم في المطارات بحجج كان من المفروض ان تطبق على الآلآف من اليهود والاوروبيين المنتشرين في شوارع مدن الاردن وهم يعبثون وينشرون المرض والفساد فوق ربوعها … أيها الاخوة في الاردن ، انها أيام لا يمكن أن ينساها حليم … فرفقاً باخوانكم واشقائكم وحزام ظهركم وهم بامس الحاجة لذراع يضمهم وشفاه تبتسم لهم وقلب يقلل من بلواهم ولماذا هذا الاصرار … على عدم منح العراقيين تاشيرة الدخول والاقامة من قبل السلطات والحكومة الاردنية … هل هذا رد الجميل للاشقاء العراقيين ,