يعتبر غزو الفضاء من أهم معطيات الحرب الباردة بين أمريكا والأتحاد السوفيتي السابق ، والمتابع لهذا الملف لا يجد صعوبة في الأستنتاج ، من أن الأتحاد السوفيتي كان دوما يسبق الأمريكان بخطوة ، أبتدأ السباق نحو الفضاء بأطلاق الروس للقمر الصناعي (سبوتنك 1) عام 1958 ، وكان يعد انجازا كبيرا ، عمت الأحتفالات الأتحاد السوفيتي ،بينما كانت الجهود محمومة في أمريكا وعلى أعلى المستويات ، لدرء الأحراج وللحاق بالروس .، تبعه القمر (سبوتنك 2) في نفس العام ، قبل أن تتمكن أمريكا من أطلاق قمرها (أكسبلورر 1) في نفس العام أيضا .
يعتبر (يوري كاكارين) الروسي ، أول رائد فضاء يدور حول الأرض في 12 نيسان 1961 ، وأول شخص يرى الأرض ككرة زرقاء جميلة من الفضاء ، والجميع يتذكر أول هبوط للأنسان على القمر من خلال مشروع (أبوللو 11) في 20 تموز عام 1969، ويعود الفضل في تصميم المركبة وصناعتها الى العالم الألماني اللامع (فون براون) ، الذي صمم صواريخ (فاو 1) و ( فاو 2) ، وقد قُصفت لندن بثلاثة آلاف صاروخ منها ، وبأشراف من براون شخصيا في الحرب العالمية الثانية ، لهذا أعتبر مجرم حرب ، الا أنه نجا من محاكم (نورنبرغ) الشهيرة ، لأنه يعتبر الصيد الثمين لأمريكا !.
أن دافع هذا المشروع العملاق هو للحاق بسباق الفضاء مع الروس ، تماما كدافع قصف اليابان بالقنابل الذرية ، فقد كانت اليابان منهكة وعلى وشك توقيع معاهدة الأستسلام ، وبعض المؤرخين يدّعون انها استسلمت فعلا ، الا أن الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) سارع بالأيعاز لالقاء القنابل ، لا لشيء سوى لأخافة التحاد السوفيتي من باب (أياكِ أعني واسمعي يا جارة) ، وبسبب هذا المبدأ المريض ، والأمريكي بأمتياز ، فقد حوالي ربع مليون انسان حياته !.
بدأت رحلات ابوللو 11 الى أبوللو 17 ، في الفترة ما بين عام 1969 الى 1972 ، ويبلغ مجموع ممن مشوا على القمر 12 رجل ، أولهم (نيل آرمسترونغ) ، بعبارته الشهيرة وهو يخطو أول خطواته (انها خطوة صغيرة للأنسان، لكنها خطوة عملاقة للبشرية) ، وكان حدثا عالميا كبيرا ، كانت من نتاجاته ساعات من مقاطع الفديو ومئات الصور ، بل وأصدرت العديد من الطوابع .
لكن ظهرت طبقة من المشككين والمعارضين لهذه الرحلات ، فهنالك العشرات من الملاحظات ان لم تكن بالمئات ، من الأدلة القوية التي تستحق التوقف عندها ، قد تعبر على الأنسان العادي (الذي يمثل الأغلبية) ، ملاحظات أبرزتها مؤسسات اعلامية وعلمية رصينة ، لكني سأضع بين يدي القارئ ، بعض الملاحظات الأكثر الحاحا ، والجديرة بالأعتبار .
1. ان مصدر الأنارة الوحيد على سطح القمر هو الشمس ، ولكونه خال من الغلاف الجوي ، فأنه لا يمتلك سماء زرقاء ، انما سماء سوداء كليل الأرض حتى في وقت نهار القمر، وتبدو الشمس وكأنها (بروجكتور) معلق في السماء ، هذا واقع الحال ، لكن عدة صور بينت أن ظل رائد الفضاء ، وظلال الموجودات حوله ذات زوايا مختلفة ، وذلك لا يتأتى الا بوجود مصدر قريب للضوء !
2. هنالك العديد من الصور ، تظهر المركبة الفضائية وهي تُسقط ظلا واضحا جدا ، لكن معالم المركبة من جهة الظل واضحة جدا ومنارة جيدا ، وكأن هنالك مصدرا آخرا للانارة تم اسقاطه على الأماكن المظللة ، منها رائد الفضاء الذي ينزل من جهة الظل ، الذي يفترض انه لن يظهر في الصورة لشدة العتمة ، لكنه كان مرئيا ومعالمه واضحة تماما !.
3. في أحد الأفلام ، يظهر رائدا للفضاء وهو ينصب العلم الأمريكي ، الذي لا يكف عن الرفرفة لعدة ثوان !، كيف ذلك وجو القمر خال تماما من الهواء !.
4. هنالك موضوع مهم ، ماذا نفسر حركة رواد الفضاء وكأنهم يطيرون ، بسبب ضعف الجاذبية التي تبلغ سُدس ما للأرض ؟ أحد الضالعين بتحليل أفلام الفيديو ، قام (بتسريع) هذا الفلم الى الضعف ، فبدا وكأن رواد الفضاء (يهرولون) بصورة طبيعية تماما وكأنهم على الأرض !.
5. بعض الصور التُقِطت في أزمان وأماكن مختلفة حسب توقيتات وأدعاآت (ناسا) نفسها ، لكنها تُظهر نفس الخلفية بالضبط !.
6. مَراقب الكاميرات الفضائية تحتوي على عدة علامات للقياس على هيئة صليب (+) ، لكن في عدة صور ، يظهر جزء من هذه العلامات مختفيا خلف الكثير من شخوص وتفاصيل الصور ! ، ولا يوجد الا أحتمال واحد ، أن الأجسام التي ظهرت في الصور ، قد رُكّبتْ فيما بعد ، وأنتجت تلك الهفوة !.
فقد ضربوا عدة عصافير في حجر واحد ، فهذه الرحلات تعطيهم صفة التفوق على الأتحاد السوفيتي وللمدى الطويل ، والتخلص من مأزق التخلف عنهم بأقل التكاليف ، يكفي تهيئة استوديو واحد ، لأنتاج هذه الأفلام ، خصوصا وأن أمريكا ملكة صناعة السينما بلا منازع .
لكن السؤال الملح الذي نطرحه ، لماذا توقفت الرحلات (المزعزمة) الى القمر منذ عام 1972 ولحد الآن؟ ، وبشكل لا يتناسب مع نهم أمريكا في غزو الفضاء ، واستراتيجيتها المحمومة للسيطرة على الأرض ، فالقمر أفضل قاعدة لتلبية هذا الطموح ، والسؤال الآخر ، لماذا لم تسجل روسيا أي حالة لهبوط الأنسان على القمر لحد الآن ؟ اسئلة جديرة بالطرح ، اليس كذلك ؟!.
فلم (هزة ذيل الكلب أو Wag The Dog) ، والذي أنصح القارئ بمشاهدته ، يبين لنا كيف يمكن تسخير الأمكانيات الهائلة لصناعة السينما ، لتعبئة الرأي العام وحصد تأييده ، ولتقبّل مختلف المسوغات والأعذار والمبررات للغزو والتدخل والأحتلال ، هذا الفيلم يبين لنا ، كيف أنهم حولوا مجرما مختلا ومغتصبا ، الى بطل قومي أمريكي ، بواسطة مخرج واحد (الممثل القدير داستن هوفمان) ، وبضع معاونين ، مع دعم رسمي غير محدود ، وبعد أن أتت تلك الدعاية أكُلها ، مات المخرج ، بأزمة قلبية !.