7 أبريل، 2024 1:54 ص
Search
Close this search box.

هل نوري المالكي متهم ، ام هي تصفية حسابات بين الخصوم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يؤكد البعض حرصه على وحدة العراق ودفاعه عن البيت الشيعي وان الله استجاب لدعواته ودعوات المستضعفين والمظلومين بسقوط النظام الصدامي وأيدهم بنصر من عنده !!
لقد استبشرالجميع خيرا ولبوا النداء ورفعوا الاصابع البنفسجية تعبيرا عن الديمقراطية المنشودة ، إلا أذناب النظام الصدامي والمدافعين عن وجودهم في هذه المعادلة الجديدة ؟!
ماهي الا أيام من حلم الاستقرار بعودة العراق الى مصاف الدول المتحضرة حتى برزت لنا مشكلة جديدة ، فقد أعلن أتباع النظام البائد والسائرين على نهجه عن وجودهم الكريه ، وظهرت التفجيرات والاغتيالات العشوائية في اعلان واضح (( عنوانه أكون أو لا أكون ! ))
وبدأت بعض الأطراف والشخصيات تتحدث عن نفسها بجرأة وصراحة وتطرح نفسها في أنها الوحيدة التي لها الحق في ادارة حكم العراق وان قادة الشيعة لا يفقهون اللعبة السياسية وانهم قاصرون في ادارة شؤون البلاد ؟!
انتفض الجميع منتقدا ، شاتما ومعربدا .. نحن الأكثرية .. نحن أبناء من صعدوا على أعواد المشانق للخلاص من الديكتاتورية .. نحن .. نحن .. ! نحن من يجب أن يحكم العراق وهذا هو عنوان للأغلبية !
حكمنا العراق ودفعنا الثمن غاليا وللاسف الشديد لم نكن بحجم المسؤولية !! تركنا الأعداء وأصبح الحكيم والصدر والمالكي هم القضية !!
ياجماعة هل نسيتم انتم الاكثريه ؟ وأنتم عنوان العراق الجديد ؟ وانتم القضية ؟ وعليكم تقع المسؤولية !! لا عين رأت ولأ أذن سمعت ..
لقد أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. ولو نار نفحت بها أضائت .. ولكن أنت تنفخ في رماد !!
مرة أخرى لم نستفد من الدروس ولم تعلمنا التجارب الحياتية ولا السياسية !! سقط النظام الصدامي ورئيسه المقبور بعد ان حكم العراق على مدى 35 عاما ولم يسقط أتباعه وأزلامه .. وها هم يقاتلون ويضحون من أجل قضية باطلة ولكنهم فهموا ان ضمان وجودهم وبقائهم في وحدتهم !!

نوري المالكي في قفص الاتهام ! كيف ولماذا ؟ وما هي الأسباب ؟
بعد ان كشفنا عن عوراتنا دون استحياء ! لا يمنعنا أحد بعد اليوم من قول الحقائق .. لن أدخل في التفاصيل ولم تعد تهمني ، لان تفسيري قد يختلف عن الآخرين وسأكتفي بالقول اننا شارفنا على نهاية اللعبة من حيث كنا نعلم أو لا نعلم !!
ان ما أظهرته نتائج سقوط الموصل واتهام التقرير لأكثر من 120 شخصية سياسية وعسكرية أمر جيد ، ولكن من غير الجيد أن ياتي التقرير نتيجة تصفية حسابات قديمة بين الفرقاء السياسين !! وماتم تسريبه من اتهامات المالكي بالتقصير في تقرير سقوط الموصل !! لا يسر أحد ؟ ولكني أقولها كمتابع سياسي وليس لدي أي مصالح أو ارتباطات حزبية مع جميع الأطراف في العملية السياسية .. في أن المطلوب في النهاية هو الرأس الشيعي ليس الا ولن يتم الاكتفاء بالمالكي باي حال ! وان هذه هي البداية ! ولحرصي واستشعاري بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية فقد حذرت كثيرا ومنذ زمن بعيد من هذه اللعبة القذرة وعلى القادة الغير متحالفين والمنضوين تحت يافطة التحالف الوطني الانتباه الى وجودهم ووجود الأكثرية ؟
سؤال صريح جدا للتحالف الوطني ؟ لو افترضنا ان المالكي مقصر ومتهم ومدان وقاتل فلماذا أغمضتم عيونكم عن عدنان الدليمي والدايني والهاشمي والنجيفيان وسليم الجبوري رئيس البرلمان الحالي المتهم بالمادة أربعة ارهاب والذي تم تبرأته من قبل السفارة الامريكيه بعد اغلاق ملف قضيته بعملية توافق سياسيه قذرة ؟ وهنا أستحلفكم بالله وبشرفكم هل ان المطلك والأعرجي وعلاوي والنجيفي والزعامات الكردية لا غبار عليهم ؟ بالتأكيد ستقولون لي ألف لا .. اذن لماذا تغمضون عيونكم عنهم ؟ لماذا لا ينبري أحد من الزعامات السياسية الشيعية في اطلاق صرخة لا للظلم لا للمجرمين والقتلة لا لتجار الدم والسياسة ؟ وعلى العكس من ذلك فقد انبرى بعضكم في الدفاع عنهم وحاول تبرير الارهاب بالاتهام والقاتل بالمشتبه به !! هل هذه عدالتكم ؟ هل هذا ما جئتم به لناخبيكم بعد أكثر من ثلاث عقود من التضحيات ؟!
اسمحوا لي أن أصارحكم بحقيقة ربما تكون غائبة عنكم ، ان استدعاء نوري المالكي هو استدعاء تدريجي لكم !! أرجو منكم الانتباه الى وجود ملفات التهم الجاهزة والمركونة في رفوف الأعداء انها تنتظر قادة الشيعة وعلى رأس هؤلاء سماحة السيد مقتدى الصدر وسماحة السيد عمار الحكيم .. لا تقولوا لي انكم تيار مليوني ولن يستطيع أحد أن يجابهكم ؟ فصدام حسين كان رئيس دولة وبيده مقدرات الملايين ولكن نهايته كانت في حفرة ظلماء ولم يستطع احد اسعافه ! وان كان القياس كذلك ، فالمالكي له تيار عريض وناخبيه بالملايين وهم قادرين على حمايته !
أيها السادة ان ما نشاهده من تظاهرات اليوم هو تعبير حقيقي عن رفض الجماهير للقيادات السياسية بشكل مباشر أوغير مباشر ! فان كان الكهرباء والفساد والفقر والامن هو المحرك الرئيسي لهذه التظاهرات ، فعلينا دوما تذكيرانفسنا في ان المسبب الأول لهذا التدهور السياسي هو تصرفاتكم وعدم وحدتكم وابتلاعكم الطعم من قبل ازلام النظام الصدامي المجرم الذين فهموا اللعبة السياسية جيدا وزرعوا بذور الفتنة والشقاق في البيت الشيعي وحاولوا وما زالوا يدقون اسفين الفتنة والتناحر في التحالف الوطني ..
ليس لدى المنصفين اي شك في ان الاستاذ نوري المالكي يتحمل مسؤولية تصديه للحكم وهو جزء من النظام السياسي القائم ولكن لا يصل به الأمر الى الاتهام والمسائلة القانونية وما خفي أعظم ؟! وفي تصوري وقرائتي للملفات السياسية هنالك ثلاثة نقاط مهمة يعتقد المناوؤن بامكانهم توجيه تهمة التقصير للمالكي وهي :

*** اعتماد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على تقارير عسكرية وأمنية من قيادات اتهم الكثير منها بالتبعية الصدامية ! اعتقادا منه في الوحدة الوطنية وانخراط الجميع في العملية السياسية وتطبيق سياسة التسامح والعفو عند المقدرة وعفى الله عمى سلف ولكن وللاسف ان البعض من هذه القيادات كان هو العقرب وراس الأفعى في ملفات كثيرة منها الموصل والمدن التي تلتها بالسقوط بيد الارهابيين ..

*** تأخر القائد العام للقوات المسلحة الاستاذ نوري المالكي في اتخاذ قراراً حاسماً لايقاف التدهور الذي حصل بعد انهيار القطعات العسكرية، يوم 10-6-2014، وترك الخيار للقادة الامنيين بأن يتخذوا ما يرونه مناسباً ..

*** تباطئ المالكي في اصدار الاوامر لمعاقبة المتخاذلين، من القادة، الامر الذي ادى لانهيار القطعات في المناطق الاخرى، خارج محافظة نينوى”.

وأخيرا علي ان أذكر ان القوم وبعد 1400 عام يبررون لحكام بنو أمية والعباسيين ويتنصلون من مسؤولية جريمة قتل الامام الحسين (ع) ابن بنت رسول الله (ص) والجرائم التي لحقت بآل البيت عليهم السلام ! بل تسابقوا في ذكر أحاديث موضوعة وغريبة كالحديث المشهور (( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد ! )) فاذا كان هذا الحديث الذي يعتقد به أخواننا أهل السنة صحيح فلماذا يطالبون نظرائهم الشيعة بمحاسبة المالكي ؟ فالرجل حاكم وبارادة شعبية مطلقة وقد حاز لوحده على أكثر من 700 الف صوت ناخب ! فان أخطأ فله اجر وكان الله يحب المحسنين
أيها القابعون في المربعات الأمنية ، لا تجعلوها خضراء لكم وصفراء لغيركم ولا تزايدوا على الاخرين احفظوا ظهوركم والا عليكم أن تمسكوا رؤوسكم فانها قد اينعت وان أعدائكم لن يرحموا بكم ، فلا تغرنكم الضمانات الآمريكية ولا الادعاء بالمظاهرات المليونية ! ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ..
اللهم اني قد بلغت فأشهد ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب