18 نوفمبر، 2024 2:47 ص
Search
Close this search box.

هل نقلب الطاولة ؟

هل نقلب الطاولة ؟

مايميز المرحلة الجديدة التي يمر بها العراق هم ساستها ، العلامة الفارقة الابرز بعد التغيير ، لانهم يمارسون السياسة بطريقة جديدة تماما ، اما جهلا باصولها او تخبطا ، لكنهم مع ذلك يعرفون مايفعلون واصول السياسة عندهم مايخدم مصالحهم لا مصالح الوطن ، لذا ابتدعوا مالم يسبقهم اليه احد من قبل ، ومادامت هذه البدع صارت نهجا وسياسة فعلينا اضافة بعض تجاربها المثيرة لكتاب الامير ،
بعض من بدع ساستنا هي الدستور الذي وضع بطريقة لعب الشطرنج ( كش مات ) لايمكنك بعده ان تفعل اي شيء ، ونظام لم نعد نعرف فيه ان كان يحكمنا الدستور ام المحاصصة ام التوافق ، وبرلمان يشرع لنفسه امتيازات ورواتب ومخصصات وحمايات ببذخ لايفوقه بذخ اخر ولاسلطة لاحد عليه وقضاء ( مستقل ) ! هم يعينون قضاته ومفوضية ( مستقلة ) ! للانتخابات هم يختارون اعضائها وحكومة يأتي رئيسها بالتوافق ويفرضون عليه الد اعدائه وزراء ليسيروا شؤون البلد معا ! ورئيس للجمهورية ونواب له وديوان رئاسة وخدم وحشم وميزانية بلا عمل يؤدونه
والعجيب انهم يلعبون السياسة بميكافلية تستكثرها على ضحالة امكاناتهم وقدراتهم ، اذا حشرتهم في زاوية ضيقة يلجأون لوسائل شيطانية ولهم قدرة عجيبة على المناورة والتمييع والتاجيل ، لسانهم يحمل عهر مابعده عهر وهم يتحدثون عن الشرف والامانة والنزاهة ، واذا اصبح الامر اكثر خطورة يلجأون للحشد الطائفي ، ورقة حادثة الباب جاهزة وورقة سب عائسة جاهزة ، وغيرها اوراق كثيرة عجزت ارضة قريش عن التهامها وفشلت حضارة القرن الواحد والعشرين في السمو عنها
لذا فان محاولة انتزاع حقوقنا من هؤلاء تبدو صعبة دون اعمال العقل والحكمة ، واول ما نفكر فيه ان نلاعبهم بطريقتنا لا طريقتهم  وان نحدد الهدف والوسيلة بدقة، والهدف الوحيد، الان ، يجب ان يكون الاصلاح والبناء ، لا الهدم ، الا ان يكون اخر الدواء ، فالهدم في هذا الظرف غير مأمون العواقب ويؤدي حتما الى غير مانحب ونرضى ، اذن علينا ان نمسح الوجوه من على اللوحة دون ان نعبث بقماشها والاطار
وعلينا ، لتحقيق هذا الهدف ، عدم التخبط وخلط الاوراق والمناكفة والمزايدة ، ان ننظر للصورة بعين واحدة ، لا كل يغني على ليلاه ، علينا ان نُحمل مسؤولية الاخفاق على الجميع لا ان نحملها لشخص بعينه وكاننا نمنح الباقين صك براءة ، بل يجب ان نحمل الباقين المسؤولية اكثر مما نحملها لرئيس الحكومة ، فذنب المالكي انه اخفق لكن ذنبهم انهم اخفقوا وكانوا ابرز اسباب اخفاقه ، هذا الامر جدا مهم ، اذا اريد لهذا الحراك ان يستمر ويتطور ، فلا يعود احد لاسطوانة المالكي فقد باتت مشروخة ،وما يركز عليها الا من يريد ابدال المالكي بمالكي اخر حتى لو بقى الحال نفس الحال او اسوأ، وما اظن ان هذا يرضي طموحنا ثم علينا ان نركز على المطالب العامة التي تهم كل ابناء العراق ولا تتعلق بطائفة او عرق ، فاغلبنا ادار ظهرة لتظاهرات اخوتنا في الغربية لانهم توهموا انهم مهمشون ، وكأن البقية يعيشون بترف ومحافظاتهم اصبحت اجمل من دبي ،
 ليس غير تعديل الدستور هدف ومطلب ،وليس بغيره تحل كل مشاكلنا ، فصّلوه على مقاسهم ،  هو قرأن اذا وافق الهوى وكتيب رخيص ان لم يوافقه ، اوجدوا فيه هياكل جوفاء لامعنى لها الا ليسرقوا اموالنا من خلالها ووضعوا نظاما بالف رأس وصارت المسؤولية كرة يتقاذفونها كلٍ يلقيها على صاحبه، واصبحنا سفينة بالف ربان . ولاننا اليوم نعيش حراكا جديا ومسؤولا وفاعلا وبقضية لاتخرج عن اهدافنا ويتوافر عليها الاجماع الوطني وهي الحملة الوطنية لالغاء تقاعد البرلمانيين واعضاء مجالس المحافظات والوزراء ولانها قطعت اشواطا مهمة فلتكن اولى خطواتنا في طريق الاصلاح واستعادة الحقوق ولنعتبرها مقدمة للهدف الاكبر ،  لذا فلنبدأ بدعم ومساندة ومشاركة الشباب القائمين على الحملة واول خطوات الدعم اعلان المساهمة فيها والاستعداد ليوم ٣١ / ٨  لنجعل منه يوما وطنيا سلميا خالصا . وعلى الجميع الاعلان مبكرا عن المشاركة ، النأي بالنفس والتقاعس وال (شعليه ) لايجب ان تكون حاضرة ، قدوات المجتمع وشيوخه ونجومه ونخبه الثقافية والفنية والرياضية وكل منظمات المجتمع المدني والنقابات يجب ان تكون في الصدارة ولنتذكر جميعا كل ماعلى صوتنا اكثر زادت فرصنا في تحقيق مطلبنا وعندها قد لانحتاج للخروج في هذا اليوم اذا تحلى الساسة بشيء من الحكمة ، 
 نريد بهذه الحملة ان نسموا على انتماءاتنا العشائرية والمناطقية والطائفية والعرقية ، نريد ان نستعيد بها روحنا الوطنية وان نستعيد كرامتنا ، وان نستعيد موقعنا المشرف بين الشعوب ، لن نرضى ان نوسم بالجبن والخنوع واذا كانت الرياضة تجمعنا على قلب واحد فاموالنا اولى وقد صارت نهبا بايدي حفنة من السياسيين ، فلنلاعبهم بهذه اللعبة ، لاشيء عندهم اعز من المال ، سنوجعهم بها وسيرضخون صاغرين ، والا فعجزنا عن فعل شيء امام ( الكش مات ) لن يمنعنا من قلب الطاولة .

أحدث المقالات