19 أبريل، 2024 8:07 ص
Search
Close this search box.

هل نفذ شيعة العراق مشروع بايدن؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان روجت الولايات المتحدة لتجربة العراق الجديد بعد احتلاله له , والتي ارادت من خلالها ان تعطي زخما وتبريرا دوليا لغزوها للعراق , واستحداث او إعطاء صبغة وشعار الديمقراطية التي استضلت بها لتجربة فريدة لم تألفها حكومات المنطقة كنموذج يدرس لأنظمة ديكتاتورية حسب ترويجها , اقول بعد ان روجت لهذا المشروع المنقذ للشعوب العربية مالذي حصل في العراق ؟ جميع المتابعين يعرفون ومطلعون تماما عن ما حصل طيلة الفترة الماضية التي اعقبت الاحتلال من حرب طائفية وتهجير وقتل على الهوية واعتقالات ممنهجة وامن مفقود وسيارات مفخخة وفساد مالي واداري نخر جسد هذه الدولة , وحكومات طالما اتهمت من كل المراقبين والمنصفين على انها حكومات طائفية لا تمثل الا نفسها وتبعيتها الجهوية .
لكن ماذا بعد ذلك ؟ ماذا بعد التجربة والنموذج الذي جاءت به امريكا ؟ جاء مشروع او خطة جوزيف بايدن الشهير بتقسيم العراق الى اقاليم ثلاثة او ثلاثة مكونات على اساس العرق والمذهب , هذه الخطة لم تاتي من فراغ او وِضعت لان العراق مستقر ويعيش برفاهية واستقرار سياسي وامني واقتصادي ! , وانما على خلفية الممارسات الحكومية الغير مسؤولة والغير منضبطة طيلة الفترات الماضية , وبالتالي افرزت هذه السلوكيات الطائفية والمذهبية والاقصائية نوعا من المعارضة لمكونات مهمة ورئيسة طالما اشتكت من الظلم الواقع عليهم , ولكن لا يوجد هناك من عاقل يسمع لهذه النداءات , ما دفع هذا المنهج الممنهج والمنظم والمدروس والمخطط له الى انتفاضات وتظاهرات سلمية كبيرة عمت بعض المحافظات التي طالبت بحقوق كفلها لهم الدستور , وبالتالي اعطوا نموذجاً من الرقي والمدنية في التعامل مع المطالب , لكن مرة اخرى تجاهلت العقول الضيقة هذه التظاهرات ووصفتها بأبشع الاوصاف , لا بل ذهبت اكثر من ذلك عندما ارتكبت ابشع جرائم العصر عندما اقتحمت ساحات التظاهر السلمي في الحويجة لتقتل العشرات من المظاهرين السلميين بدم بارد , فلم تكتفي بذلك فوجهت انظارها الى الانبار ليبدأ فصل جديد من الحرب على الشعب عندما زاحت خيم الاعتصامات واستخدمت القوة بحجة القاعدة وداعش التي اصبحت شماعة لكل من يعارضها .

وبعد ان خرجت المحافظات الغربية عن السيطرة ورفت السلاح بوجه حكومة المنطقة الخضراء وسقطت غالبية تلك المحافظات بأدي ثوار العشائر وبدأت هذه المحافظات تطالب باسقاط الحكومة ومن ثم بالاقاليم للخلاص من الظلم الذي طالهم طول تلك السنين .

إذن سيناريو مخطط بايدن اصبح مطبقا وواقعا من خلال تمسك امريكا ببقاء المالكي والسياسات في السلطة حتى اخر مشهد من سيناريو التمزيق والتقسيم الذي سينتهي دوره قريبا مع انتهاء فصل المشهد العراقي الحالي المرسوم له , ومن خلال سياسات المالكي المفضوحة في تنفيذ ما هو مخطط له , بالتالي من خلال كل هذه الاحداث التي يجب ان ينتبه اليها الشيعة قبل السنة وغيرهم , نحن امام مرحلة مفصلية من تأريخ الشيعة العراقيين الاصلاء , إما ان يقفوا بوجه هذا المشروع التقسيمي الذي نضج وبدأ ينفذ في فترة حكمهم من خلال برائتهم من كل السياسيين الذي يدفعون العراقيين الى الاقتتال فيما بينهم من اجل بقائهم في السلطة واقصاء شركائهم الاخرين في الوطن , أو السكوت عن ما يجري وبالتالي سيكونون مشاركين في هذه المؤامرة وهذا ليس عهدنا بهم .

ولأن الذكرى تنفع المؤمنين خوفا على اهلنا من الشيعة ان يكتب التاريخ عنهم بان تقسيم العراق جاء على يد حكمهم للبلاد , كان لزاما منا ان نسمعهم هذا النداء حتى لا تلصق بهم هذه اللعنة الى يوم يبعثون , فوقتها لا ساعة ندم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب