14 نوفمبر، 2024 8:57 م
Search
Close this search box.

هل نفدت ذخيرة (داعش) من الرهائن الغربيين؟

هل نفدت ذخيرة (داعش) من الرهائن الغربيين؟

ذبح عناصر ما يعرف بـ”تنظيم الدولة الاسلامية” (داعش) بيتر كاسيغ، ليكون ثالث أميركي يفقد حياته على يد أعضاء التنظيم، لكن كاسيغ ترك خلفه رهينتين احداهما امرأة.

 كسر “داعش” النمط الذي إعتاده بالتعامل مع الرهائن، فكان يهدد أولاً ثم يأتي التنفيذ فيما بعد، لكنه أصدر فيديو ذبح كاسيغ هذه المرة دون سابق إنذار، كما انه لم يعلن عن الرهينة القادمة.

الرهينتان المتبقيتان لدى “داعش” هما، أميركية في السادسة والعشرين من عمرها كانت تقوم بمهمة إنسانية في سورية، خطفت في (الرابع من آب الماضي)، لكن الحكومة الاميركية وعائلتها لم يكشفا عن اية تفاصيل متعلقة بها، خوفاً من زيادة الخطر على حياتها.

أما الرهينة الثانية فهو جون كانتلي، صحفي بريطاني، وظهر في عدة تسجيلات فيديوية بثها تنظيم (داعش) مع الرهائن الذين يحتجزهم، على الاغلب في سورية.

وكان تنظيم (داعش) قد نشر مقطع فيديو يظهر فيه الرهينة البريطاني جون كانتلي الذي كان يعمل مصوراً في صحيفة “صنداي تايمز” قبل ان يتم اختطافه في العام 2012.

ويظهر كانتلي في المقطع وهو يرتدي ملابس سوداء، ويقول إن “تنظيم داعش بات مسيطراً على الحارات الجنوبية والشرقية لبلدة عين العرب (كوباني بالكردية) الواقعة على الحدود مع تركيا”.

محللون أمنيون درسوا حركة (داعش)، في ظل سؤال محدد: لماذا لم يهدد “داعش” بذبح رهينة مقبلة في تسجيل كاسيغ؟

يقول كولن كلارك، وهو محلل سياسي مشارك في مجموعة بحوث “راند كورب”، درس حركات التمرد لأكثر من 10 أعوام، ان “داعش لم يعد يمتلك الكثير من الاوراق التي يساوم بها، يريد من خطوته القادمة أن تكون ذكية جدا واستراتيجية جدا ومدروسة جدا”.

أما إيفان كولمان، المحلل في مركز “فلاشبوينت جلوبال بارتنرز” ومحلل شؤون الإرهاب لدى شبكة “ان بي سي نيوز”، يقول ان “الاحداثيات تشير الى ان حياة كانتلي في خطر، وببساطة، داعش يعاني من نفاد الرهائن”.

ان خطف رهائن غربيين، كالشابة الاميركية وكاسيغ وكانتلي، لم يعد بالأمر الهينّ، فالعالم اليوم يعي الخطر الذي يمثله (داعش)، وطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقصف مواقع التنظيم الارهابي يومياً.

ويشير ليث الخوري، كبير محللي مركز “فلاشبوينت غلوبال بارتنرز”، الى انه “لا توجد وسيلة للتأكد من ان داعش يعاني من نفاد الرهائن، فما زلنا نجهل مصير الرهائن المعروفة هوياتهم لدينا”.

لكن محللا آخر يقول ان “داعش قد يبقي على المرأة الأميركية، ويستغلها لدور دعائي مشابه لدور كانتلي”.

شبكة ان بي سي نيوز ذكرت ان “داعش طالبت بفدية قدرها 660 الف دولار، مقابل إطلاق سراح الشابة الاميركية، او إطلاق سراح العالمة الباكستانية عافيه صديّقي”.

وصديقي (44 عاما)، مدانة بالإرهاب وبمحاولة القتل، تحمل شهادة دكتوراه في علوم الأعصاب، وتخرجت من معهد ماساتشوستس الأميركي. وفي عام 2004، أدرج مكتب التحقيقات الفيدرالية اسمها على قوائم المطلوبين، معتبرا إياها شخصا خطيرا. خاصة أنها متزوجة من ابن شقيقة العقل المدبر لهجمات (11 سبتمبر) خالد شيخ محمد، وألقت القوات الأميركية القبض على صدّيقي في أفغانستان في تموز 2008، وزعمت أنه عثر بحوزتها على مواد كيميائية وملاحظات مكتوبة تتعلق ببعض معالم مدينة نيويورك، وبينما كان المحققون يستجوبونها بشأن هذه المواد، أمسكت صديقي ببندقية كانت بالقرب منها وأطلقت النار على الجنود، لكن محامي صدّيقي قال إن موكلته (تعاني مرضا عقليا)، فحكم عليها عام 2010 بالسجن 86 عاما لمحاولتها قتل عسكريين أميركيين.

وأكدت الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما لا تتفاوضان مع الإرهابيين، رغم ان بعض الدول الغربية الاخرى دفعت ملايين الدولارات للإفراج عن رعاياها الرهائن.

ويضيف كلارك ان “تنظيم (داعش) دفع بقضية صدّيقي الى الواجهة الاعلامية كمحاولة لكسب أتباع من باكستان، وكسب تعاطف أعضاء تنظيم القاعدة المتعاطفين مع قضية عالمة الاعصاب الباكستانية”.

ويقول محللون غربيون ان “عدم وجود تهديد لرهينة أخرى هي علامة على ان تنظيم (داعش) قد أصابه الوهن جراء الضربات الجوية التي يقودها التحالف الدولي، وهو بحاجة الى وقت لإعادة تنظيم صفوفه”.

وكان تنظيم (داعش) قد أعلن مطلع الاسبوع الحالي، في تسجيل فيديو بث على الإنترنت مسؤوليته عن قطع رأس الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ، ولم يتضمن التسجيل لقطات لقطع رأس كاسيغ، لكنه أظهر رجلا ملثما واقفا مع رأس مقطوع مغطى بالدماء ملقى عند قدميه، وقال الرجل الذي كان يتحدث الإنكليزية بلكنة بريطانية (يعتقد أنه جون البريطاني الذي تبحث عنه الاستخبارات البريطانية)، “هذا هو بيتر إداورد كاسيغ.. المواطن الاميركي.. أين هي أميركا”.

الا ان تصوير الفيديو لم يكن بالتقنية التي استخدمت في تصوير الشريط الذي أظهر ذبح الرهينة جيمس فولي، مما يعطي انطباعا بأن تنظيم (داعش) مربك ويعاني مرحلة انهيار حسب رأي محللين غربيين.

ويعرف كاسيغ (26 عاما) وهو من ولاية إنديانا الاميركية باسم “عبد الرحمن” أيضا، وهو الاسم الذي اتخذه بعد اعتناقه الإسلام خلال احتجازه.

وقالت عائلة كاسيغ اننا “نأمل من وسائل الإعلام عدم الوقوع في فخ الخاطفين والامتناع عن نشر أو إذاعة الصور أو التسجيلات التي يوزعونها، فنحن نفضل أن يُذكر ابننا بعمله، والحب الذي كان يتشاركه مع أصدقائه وأسرته، وليس بالطريقة التي يسعى الخاطفون عبرها للتلاعب بالأميركيين، لأجل تسويق قضايا التنظيم الارهابي”.

“إنه عالم مكسور، ولا بد له أن يلتئم في نهاية المطاف، سوف يسود الخير” هكذا تعلق بولا والدة بيتر كاسيغ أو (عبد الرحمن).

أحدث المقالات