10 أبريل، 2024 10:13 ص
Search
Close this search box.

هل نعي الامور جيداً أم نبقى لنحيا على هامش الحياة

Facebook
Twitter
LinkedIn

فعلا إنها إشكالية لنعرف ما يجوز لنا وما لايجوز وما يحق لنا انتقاده وما لايحق
وما هو مسموح لنا رفضه والوقوف ضده وما هو غير مسموح
ان حياة المجتمعات تمر بمنعطفات قد ينشط فيها الفكر وقد يخمل
واذا تصفحنا مجريات الاحداث خلال السبعة عقود على أقل تقدير من عمر العراق ولربما من عمر المنطقة
نجد أنه قد بزغت افكارا ونظريات هزت كيان العراقيين واخرجتهم من سباتهم وجعلت من العقل العراقي حافلا بالحراك الفكري في مختلف المستويات وعلى كافة الاصعدة وكانت تلك النظريات هي إحدى متلازمات تلك الفترة والتي أسبغت شكلها ونعتت لونها
ليس بالضرورة ان تكون تلك المفاهيم والنظريات صائبة في كل مراميها ولكنها وللانصاف نقول عنها أنها قد شحذت الذهن فجعلته يتفتق عن بُعدٍ في الرؤى وإمتدادٍ في التطلع ولم ينكفيء على نفسه كما إنكفأ فيما بعد ولايزال
هل سألنا أنفسنا يوما ما هو الفاصل بين مايحق لنا الاتيان عليه والاشارة له في أحاديثنا والانتقاد منه في نقاشاتنا
وهل سألنا أنفسنا يوما ما هو معيار القدسية التي فرضها بعضنا علينا او فرضناها نحن بنفسنا على أنفسنا
فهل أن النقد لبعض الشعارات هو تطاول !
والاعتراض على بعض الشخصيات هو تسقيط !
والوقوف بوجه بعض السلوكيات هو خروج عن المألوف !
وكبح جماح سطوتهم هو تشهير !
ورفض هيمنتهم هو شتيمة !
… وحينها سيكون إستلاباً لإنسانية الانسان وانتزاع حرية التفكير منه وامتهان إرادته في التعبير والرأي
إن الحتمية التاريخية في حركة الافكار وهي تجري لتنساب في شريان الحياة لتُلهب المشاعر وتستنهض العقول هي دليل على حيوية المجتمع وسخونة الطاقة التي تفيض بين أحشائه وخلافا لذلك فان الحد الادنى لوصف حالته لايكون غير الاحتضار والذي قد يطول فيه الرقاد
ولهذا رأينا ان الامواج الفكرية التي إخترقت الحُجُب وتجاوزت التقليد الشائع في تلك الفترات قد تفاعلت وخلقت أجواءا تفضي الى الحياة المدنية وهذا لم يقف مقتصرا على الجانب السياسي انما امتد ليطال الجانب العسكري فبرزت طلائع الضباط الاحرار
علما ان ذلك لايمنع من الكبوات ولا يقي من العثرات ولايأمن من الاخفاق ولكنه لابد منه وتلك هي مسيرة الحياة الحافلة بحركتها الديناميكية …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب